أكد المتحدث الرسمي باسم اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي المهدي التارقي، أن فرق المكافحة تخوض سباقًا مع الزمن للقضاء على الجراد الصحراوي في طور الحشرة الكاملة، قبل أن تصل إلى مرحلة التزاوج ووضع البيوض، التي تعد الأخطر على المحاصيل الزراعية.
وأوضح التارقي، في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أن مرحلة إنتاج البيض تمثل تهديدًا كبيرًا، حيث تؤدي عمليات التزاوج إلى تكاثر الجراد بأعداد مضاعفة، مما يشكل خطرًا مباشرًا على المحاصيل الزراعية، مشيرًا إلى أن اليرقات تتغذى بشراهة على المحاصيل، ما يؤدي إلى خسائر فادحة خلال فترة وجيزة.
وأشار إلى أن الجراد الصحراوي يصل إلى ليبيا من دول الجوار في أغلب الأحيان، لكن التحدي الأكبر يكمن في غياب أنظمة التنبؤ المبكر لرصد تحركات الجراد والقضاء عليه قبل وصوله إلى المناطق الزراعية.
وأضاف أن الجراد الذي اجتاح جنوب ليبيا في الآونة الأخيرة كان في طور الحشرة الكاملة، مما يدل على أنه استوطن في بعض المواقع مثل الأودية، حيث وجد الظروف المناخية الملائمة مثل الأمطار والرطوبة، مما ساعده على التكاثر وإنتاج أجيال جديدة.
وفيما يتعلق بجهود المكافحة، بيّن التارقي أن فرق المكافحة المنتشرة في مناطق الجنوب الليبي تواجه تحديات بسبب نقص المبيدات والإمكانيات الفنية، مما يحدّ من قدرتها على تغطية المساحات الجغرافية الشاسعة بفعالية.
وحذر التارقي أن الجراد الصحراوي، خاصة في طور اليرقات، يمكن أن يتسبب في تدمير ما يصل إلى 90% من المحاصيل الزراعية، إلا أن الوضع الحالي لا يزال تحت السيطرة، حيث تتركز الجهود على القضاء على الحشرات الكاملة.
كما شدد على أن فرق المكافحة تستعد لمواجهة الجيل الجديد من الجراد في حال توفرت الإمكانيات اللازمة، لمنع تحوله إلى كارثة زراعية تهدد الأمن الغذائي في الجنوب.