في الآونة الأخيرة، تكررت الإشارات إلى ليبيا في تصريحات مسؤولين إقليميين ودوليين كـ”نموذج سلبي” يُراد تفاديه، آخرها جاء على لسان وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف، الذي شدّد على رفض السودان “تكرار نموذج ليبيا الذي تحكمه حكومتان في الشرق والغرب” في بلاده.
وفي تصريحاته، أكد الشريف أن بلاده لا يمكنها الاعتراف بـتحركات تشكيل حكومة موازية أو حكومة منفى”، في إشارة ضمنية إلى الوضع الليبي، حيث توجد حكومتان في الشرق والغرب.
تصريح الوزير السوداني لم يكن معزولًا عن السياق الإقليمي؛ ففي منتصف ديسمبر الجاري، وخلال مؤتمر صحفي مشترك في مدينة العقبة الأردنية جمع وزراء خارجية العراق والأردن وتركيا ومصر، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن بلاده لا تريد “ليبيا ثانية في المنطقة”، هذا التصريح جاء ضمن حديث عن الأوضاع في سوريا ومساعي إيجاد حلول سياسية تجنبها سيناريو الانقسام والتشرذم.
بعض المراقبين يرون أن استخدام ليبيا كنموذج سلبي في الخطاب الدبلوماسي الإقليمي والدولي، يُعد دعوة صريحة لتجنب الانقسامات التي تُفكك مؤسسات الدول وتُضعفها، كما أنها تحمل في طياتها تذكيرًا بضرورة العمل على تحقيق الوحدة والاستقرار في ليبيا لتجاوز الصورة النمطية التي التصقت بها.