حذّر مفوض العون الإنساني بمحافظة أبو كرشولا في ولاية جنوب كردفان، محمد إسماعيل، من تدهور متسارع في الأوضاع الإنسانية، في ظل استمرار تدفق أعداد كبيرة من النازحين الفارين من القتال الدائر في مدن الولاية إلى المدينة.
وقال إسماعيل في تصريحات للجزيرة إن أبو كرشولا باتت تستقبل موجات متزايدة من النازحين، في وقت تعاني فيه المدينة من شح حاد في المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن ما يصل للنازحين لا يتجاوز الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية.
وأوضح أن الأوضاع المعيشية للنازحين "بالغة الصعوبة"، لافتا إلى أن معظم المنظمات الإنسانية غادرت المحافظة ولم يتبقّ سوى منظمتين تعملان بقدرات محدودة، الأمر الذي يفاقم معاناة آلاف الأسر النازحة، لا سيما النساء والأطفال.
وأكد أن استمرار القتال في مناطق واسعة من جنوب كردفان ينذر بمزيد من النزوح خلال الأيام المقبلة، في ظل غياب الاستجابة الإنسانية الكافية.
وفي سياق متصل، أعلنت القوة المشتركة للحركات المسلحة في دارفور، التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، أنها تصدت لهجمات شنتها قوات الدعم السريع على عدد من المناطق في شمال ولاية شمال دارفور.
وقالت القوة في بيان صدر مساء الخميس إن قوات الدعم السريع كثفت هجماتها على مناطق من بينها أبو قمرة ومحيطها، في محاولة لفرض السيطرة بالقوة، عبر استهداف المدنيين والنازحين الفارين من مدينة الفاشر.
وأضاف البيان أن الهجمات شملت إحراق قرى ونهب ممتلكات المواطنين وارتكاب انتهاكات جسيمة، لكنّ القوات المشتركة بالتنسيق مع الجيش السوداني والمقاومة الشعبية تمكنت من إفشال الهجوم وإجبار المهاجمين على التراجع بعد تكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
كما أشار إلى أن قوات الدعم السريع حاولت تجديد الهجوم على المناطق نفسها، غير أن القوات المدافعة كانت في حالة جاهزية عالية، وتمكنت من صد الهجوم مجددا.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه ولايات دارفور وكردفان تصعيدا عسكريا واسعا منذ أسابيع، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، قُتل عشرات الآلاف ونزح نحو 13 مليون شخص داخل السودان وخارجه، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
المصدر:
الجزيرة