أثار خبر مقتل رئيس أركان الجيش الليبي، الفريق أول محمد علي الحداد ، وأربعة من مرافقيه، في تحطم طائرة بعد إقلاعها من مطار أنقرة في تركيا مساء الثلاثاء، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي. وقد انقسمت التعليقات بين من رجّح فرضية العطل الفني، ومن اعتبر الحادث عملية اغتيال مدبّرة.
وقال مغردون إن الحادث كبير وسيكون له تداعيات قوية، خاصة إذا ثبت أن الانفجار نتيجة عمل مقصود، مؤكدين أن التحقيقات بدأت على الفور في تركيا، وأنه جار تمشيط المنطقة المتوقع سقوط ركام الطائرة فيها، في محاولة للوصول إلى خيوط تكشف ما حدث.
وأضاف هؤلاء أن هذه ليست حادثة عادية أو عرضية، ويجب طلب تفسير لما حدث بوقائع حقيقية، وأن تكون ليبيا مشاركة في التحقيق على أعلى المستويات.
في حين ذهب آخرون إلى أن العملية اغتيال واضح لرئيس الأركان، وأنها ليست مجرد حادثة أمنية، بل رسالة خطرة تمس استقرار الدولة وهيبة مؤسساتها. فعندما يستهدف رأس عسكري بهذا الحجم، فهذا يكشف حجم الهشاشة الأمنية، ويؤكد أن العنف لا يزال يستخدم أداة لفرض النفوذ بدل القانون.
ورأى ليبيبون أن الخاسر الحقيقي في مثل هذه الحوادث ليس شخصا واحدا فقط، بل الوطن كله، لأن الدم لا يبني دولة، والرصاص لا يصنع مستقبلا.
ولكنّ هناك من أكد أن التحقيقات هي التي ستثبت كيف وقع الأمر، قائلين إنه ومع شدة الحزن يبقى احتمال الاغتيال واردًا، خاصة بحكم المناصب الحساسة وطبيعة المهام، لكن في النهاية الحقيقة لا يثبتها إلا التحقيق الرسمي، وأي كلام قبل ذلك يظل ترجيحًا لا أكثر.
وكتب أحد المغردين أن البيانات من بعض المسؤولين تجاهلت ذكر منصب الحداد رئيسا لأركان القوات الموالية لحكومة الوحدة المؤقتة في غرب البلاد برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مذكرا أن الاجتماعات التي جمعته بالمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني في الشرق، وعقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، لم تسفر عن أي نجاح في توحيد المؤسسة العسكرية أو تفكيك المليشيات المسلحة في المنطقة الغربية.
وفي طرابلس، أكد رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة في بيان تلقيه نبأ وفاة رئيس أركان الجيش الليبي ومستشاره محمد العصاوي دياب، ورئيس أركان القوات البرية الفريق ركن الفيتوري غريبيل، ومدير جهاز التصنيع العسكري العميد محمود القطيوي، والمصور بمكتب إعلام رئيس الأركان العامة محمد عمر أحمد محجوب، أثناء عودتهم من أنقرة.
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، إن قوات الدرك التركية عثرت على حطام الطائرة التي أقلعت من أنقرة على بعد كيلومترين جنوب قرية كيسيكافاك في منطقة هيمانا.
وفي صباح اليوم الأربعاء قال وزير الداخلية التركي، إنه تم العثور على الصندوق الأسود للطائرة التي سقطت وجهاز التسجيل الصوتي.
المصدر:
الجزيرة