في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة خاصة مع استمرار الصراع في غزة سلط تقرير عبري الضوء على اتفاق السلام المصري-الإسرائيلي، محذرا من نشر الجيش المصري أنظمة دفاع جوي متطورة في سيناء
ووفقا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، نشر الجيش المصري مؤخرا منظومة الدفاع الجوي الصينية HQ-9B في شمال سيناء، وهي واحدة من أكثر الأنظمة تطورا عالميا.
وسلّط التقرير الضوء على ما تتميز به هذه المنظومة من قدرة على اعتراض الطائرات والصواريخ البالستية والطائرات المسيرة على مسافات تصل إلى 300 كيلومتر وارتفاع 30 كيلومترا، مع إمكانية تتبع أهداف متعددة في وقت واحد ومواجهة تهديدات متقدمة مثل الصواريخ الفرط صوتية.
يأتي هذا التقرير في توقيت حساس حيث ترددت شائعات عن زيارة محتملة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مما أثار تساؤلات حول إمكانية تعديلات "نقطية" على بنود الاتفاق لتعزيز القدرات العسكرية المصرية.
واعتبر التقرير العبري نشر مصر لهذه المنظومة المتطورة كجزء من جهود القاهرة لتعزيز أمنها الجوي أمام التهديدات الإقليمية، لكنه يجدد الشكوك حول الالتزام ببنود اتفاق السلام الذي يحد من التسليح في سيناء.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن مصادر مصرية نفت في الوقت نفسه وجود نيّة فعلية لزيارة السيسي الولايات المتحدة أو لعقد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي من المتوقع أن يكون في واشنطن خلال الفترة نفسها.
وأشارت "معاريف" إلى أن الصحفي وعضو مجلس الشيوخ المصري محمود مسلم، أكد في تصريحات صحفية لوسائل إعلام محلية أن تعديل اتفاق السلام "ليس مطروحا على جدول الأعمال حاليا"، نظرا للتوتر الشديد في قطاع غزة والمنطقة عموما، موضحا أن أي تغيير في الاتفاق يتطلب موافقة الطرفين وإشرافا أمريكيا، وهو ما يجعل مثل هذا الإجراء مستبعدا في الظروف الحالية، رغم التحولات الميدانية التي طرأت على الوضع الأمني في سيناء.
وأضافت الصحيفة أن مسلم استبعد أيضا إمكانية عقد قمة بين السيسي ونتنياهو في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب تمر بفترة توتر، إذ لم يعين سفراء جدد من الطرفين منذ أكتوبر 2024، رغم استمرار قنوات اتصال أمنية محدودة.
ولفتت إلى أن مسلم شدد على أن اتفاقات الغاز بين مصر وإسرائيل "تتم بين شركات خاصة وذات طابع تجاري بحت"، ولا علاقة لها بالمواقف السياسية أو التصعيد العسكري في غزة، مؤكداً أن مصر رفضت جهوداً سابقة لربط قطاع الطاقة بقضايا أمنية.
وأوضحت "معاريف" أن مسلم تطرق إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقال إن تنفيذها يعتمد بالأساس على "الاستعداد الإسرائيلي".
وأشار إلى أن مصر تواصل جهودها لفرض الانسحاب الكامل لقوات الجيش الإسرائيلي، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، والشروع في إعادة إعمار القطاع، مضيفاً أن "الضغط والوساطة الأمريكية ستكونان حاسمتين" في إنجاح هذه المرحلة.
المصدر : معاريف
المصدر:
روسيا اليوم