في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تفاقمت أزمة نقص الوقود في قطاع غزة -الذي تمنع إسرائيل إدخاله- لتصبح كارثة إنسانية وصحية مركبة، حيث يفتقر النازحون لأبسط وسائل التدفئة والطبخ في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد.
ويضطر السكان لاستخدام بقايا النفايات والبلاستيك والكرتون لأغراض التدفئة والطبخ، في مشهد يكشف حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع المحاصر منذ أكثر من عامين.
ورصد مراسل الجزيرة هاني الشاعر من داخل خيام النازحين كيف يقوم السكان باستخدام أدوات بدائية وقطع بلاستيكية وخشبية صغيرة لتحضير وجباتهم واستخدام النيران للتدفئة، في ظل غياب أي بديل آمن أو صحي.
وأوضح الشاعر أن نقص المحروقات ترك أثرا كبيرا وسلبيا على حياة الفلسطينيين وأجبرهم على استخدام خيارات بديلة عن وسائل التدفئة التقليدية منها استخدام الحطب، الذي فاقم من المعاناة الكبيرة، كون الحطب يباع بثمن مرتفع نظرا لشحه في السوق المحلية.
ولفت المراسل إلى أن البحث عن قطع البلاستيك والخشب من مكبات النفايات يستغرق وقتا طويلا من العائلات، وتضطر هذه العائلات للتوجه إلى مكبات النفايات التي تقع على مشارف المخيمات، وتجبر على استخدام هذه القطع رغم خطورتها الصحية البالغة.
وفي سياق متصل، حذر رئيس بلدية خان يونس علاء الدين البطة من تداعيات خطيرة لنقص الوقود على كل الخدمات المقدمة لسكان القطاع، خصوصا قطاع الصحة.
وقال رئيس البلدية -في حديثه للجزيرة- إن تقليص إمدادات الوقود من قبل قوات الاحتلال يؤثر أيضا على عمليات رفع الركام وجميع الخدمات البلدية الأساسية.
أوضح أن البلديات والقطاع الصحي كانا يتوقعان تدفقا طبيعيا لكميات الوقود بعد وقف إطلاق النار ، لكنهما فوجئا بتقليص مستمر ومتصاعد.
وأشار إلى أن الحاجة اليومية تتراوح بين 4 آلاف و5 آلاف لتر حسب تقديرات المؤسسات الدولية، بينما لا يصل سوى 500 لتر فقط يوميا.
ومن جهة أخرى، طور بعض الفلسطينيين طريقة بدائية وخطيرة لاستخراج الوقود من البلاستيك المحروق.
ويستيقظ هؤلاء في الخامسة صباحا لجمع قطع البلاستيك من مكبات النفايات، ثم يحرقونها في براميل خاصة لاستخراج سائل يشبه البنزين يستخدم لتشغيل المولدات الكهربائية.
وأوضح أحد العاملين في هذا المجال الخطير العملية التي تسمى "التكرير"، التي تعتمد على حرق البلاستيك في برميل محكم الإغلاق، حيث يتحول البخار المتصاعد عبر أنبوب حلزوني إلى سائل يتم تبريده وتجميعه، لينتج مزيجا من البنزين والزيوت الثقيلة.
أوضح العامل أنه اضطر لهذا العمل الخطير منذ عامين لإعالة أسرته في ظل انعدام فرص العمل، وأشار إلى أنه يعمل من الساعة السادسة صباحا حتى العاشرة مساء، معرضا نفسه لمخاطر صحية جسيمة ومخاطر الحروق والانفجارات المميتة، لكنه لا يملك خيارا آخر في ظل الحصار الخانق.
وأشار العاملون في هذا المجال إلى أن "منتجهم الخطير" أصبح يستخدم على نطاق واسع في القطاع، وأوضحوا أن 95% من المولدات والسيارات في غزة تعمل حاليا على هذا الوقود البدائي الملوث، وأن منتجهم يستفيد منه المستشفيات والسيارات والأطباء الذين يواصلون خدمة الناس رغم الظروف الكارثية.
وتسود حالة من الغموض الشديد بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي أُعلن التوصل إلى أولى مراحله فجر الخميس 9 أكتوبر/تشرين الأول 2025 في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وتعتبر المرحلة الثانية من الاتفاق أكثر تعقيدا في ظل تداخل الملفات الأمنية والسياسية والإنسانية، وتباين مواقف الأطراف جميعا.
وفي الجانب الإنساني، واصل الاحتلال تنصّله من التزاماته الواردة في الاتفاق، ولم يلتزم بالحدّ الأدنى من كميات المساعدات المتفق عليها، ولم يدخل قطاع غزة سوى 14 ألفا و534 شاحنة من أصل 37 ألفا و200 شاحنة كان يفترض دخولها وفق الاتفاق.
كما بلغ عدد شحنات الوقود الواردة إلى قطاع غزة 315 شاحنة فقط من أصل 3 آلاف شاحنة وقود يفترض دخولها، بمتوسط 5 شاحنات يوميا من أصل 50 شاحنة مخصصة وفق الاتفاق.
المصدر:
الجزيرة