آخر الأخبار

كيف قرأ محللون دعوة المعارضة لتشكيل جبهة موحدة لمقاومة حكم سعيّد؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في ظل الجدل والتفاعل الذي تشهده الحياة السياسية في تونس، دعا معارضون تونسيون في العاصمة الفرنسية باريس إلى تشكيل "جبهة سياسية وحقوقية موحدة في البلاد لمقاومة حكم الرئيس قيس سعيّد ".

وخلال اجتماع لهم في باريس، أشار المعارضون ومنهم، وزراء ونواب سابقون ومحامون ونشطاء يمثلون أحزابا وتوجهات سياسية مختلفة، إلى أن الوضع السياسي والحقوقي والاجتماعي في تونس خطير، مؤكدين أنه لم يعد يحتمل الانتظار والعمل السياسي المعارض الكلاسيكي.

وشدد المعارضون أن "الوضع يتطلب تحركا عاجلا يوحد الجهود الرامية لإنقاذ البلاد"، كما طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والصحفيين والناشطين الحقوقيين، معتبرين أن المحاكمات التي طالتهم ظالمة.

ويأتي تحرك المعارضة في ظل حالة من الاحتقان تعيشها تونس على خلفية أزمة سياسية واقتصادية تعيشها البلاد، وأحكام عالية بالسجن طالت معارضين سياسيين بسبب ما يعرف بـ " قضية التآمر " على أمن الدولة.

رؤية سياسية

وفي تعليقه على الخطوة التي أقدمت عليها المعارضة بباريس، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الغيلوفي -في حديثه مع قناة الجزيرة- إن الدعوة تعود لكون نظام سعيّد "عادل جدا في توزيع السجن والظلم" على كافة السياسيين بمن فيهم الذين استبشروا في البداية بمجيئه إلى السلطة.

ووصف الخطوة بالأمر الجيد، رغم اختلاف التوجهات لدى المعارضة، مشيرا إلى أن الذين التقوا في باريس تجمعهم غايات متعددة، فمنهم من يريد إلغاء المرسوم 54، ومنهم من يريد استرجاع دستور 2014، ومنهم من يرغب في استرداد الحرية والديمقراطية في تونس.

مصدر الصورة مظاهرة سابقة ضد الرئيس التونسي قيس سعيّد في تونس العاصمة (رويترز)

وأضاف في تعليقه أن "الذين رفضوا أن يلتقوا في البرلمان وفي الحياة السياسية يلتقون في الزنازين ويتقاسمون الحساء البارد الذي يقدم للسجناء".

وعرفت الحركة السياسية التونسية -بحسب الغيلوفي- مدارس أيديولوجية احتجاجية ولدت في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وترعرعت في عهد خلفه الراحل زين العابدين بن علي ، وكان هدفها أن تقوم بالصراخ والاحتجاج في الشوارع والكليات وتتشاتم فيما بينها. ورأى أن المعارضين التونسيين لما جاءهم الحكم بعد الثورة التونسية لم يعرفوا ما يصنعون، وواصلوا الاحتجاج والشتم حتى أصبحت الدولة مهددة.

إعلان

ولفت الكاتب والمحلل السياسي التونسي إلى أن الجميع بات اليوم مستهدفا من قبل الرئيس سعيّد حتى أولئك الذين كانوا يقولون إن الذين يعارضونه هي حركة النهضة فقط، وقال إن القومين واليسار وكل المنظمات بجميع فروعها التقوا اليوم في الضرر، غير أنهم لم يفعّلوا هذا اللقاء إلى رؤية سياسية، مشددا على ضرورة بناء تفكير سياسي جديد لأن البلاد دخلت في مرحلة جديدة.

افتكاك السلطة

أما المحلل السياسي محمد أمين الجربي، فله قراءة مختلفة لما حصل في باريس، حيث قال للجزيرة إن ما يجمع من أسماهم خصوم الأمس هي غاية وحيدة، وهي افتكاك السلطة، ووصفهم بـ"طلاب السلطة"، وقال إنهم لا يملكون عمقا شعبيا، وحكموا طيلة 10 سنوات أفقروا خلالها الشعب، وكانوا يتصارعون في البرلمان.

ونفى وجود معتقلين سياسيين في تونس وإنما "مفسدين أو متهمين بحكم قضائي"، مشيرا إلى ضرورة محاسبة من قال إنهم أفسدوا وأضرّوا بالمال العام وتركوا الدولة حطاما طيلة ما وصفها بالعشرية السوداء.

يُذكر أن رئيس الحكومة التونسية السابق، هشام المشيشي كان قد صرح بأن "الانقلاب إلى زوال بعد فشل النظام الحالي في الاستجابة لتطلعات التونسيين"، مشيرا إلى أن الوعي بفكرة المقاومة لا يزال موجودا عند التونسيين.

ومن جهته، قال القيادي في الحزب الجمهوري التونسي وسام صغير للجزيرة من تونس إن الوحدة تتجاوز المربعات الحزبية وتشمل كل المتدخلين في المشهد مهما اختلفت مجالاتهم، مؤكدا للجزيرة -على هامش ندوة لعرض شهادات معتقلين سياسيين وناشطين في المجتمع المدني- أن "العمل ينصب على وقف الاستبداد والتصدي لمنظومة التنكيل".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا