وثقت وكالة رويترز بعدساتها حول العالم لحظات مفصلية من الصراعات والقرارات المهمة والأحداث التي كان لها وقع كبير خلال العام 2025 الذي يوشك على الانتهاء.
نستعرض هنا مجموعة من الصور المختارة التي تثير مشاعر مختلفة، مع قصص يرويها من التقطوها من مصوري وكالة رويترز.
أتاح اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في يناير/كانون الثاني الماضي فرصة عودة تدريجية للنازحين من جنوب القطاع إلى شماله، قبل أن يخرق الاحتلال الاتفاق في مارس/آذار لتستمر الحرب حتى 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومع دخول اتفاق يناير/كانون الثاني حيز التنفيذ قطع آلاف الفلسطينيين النازحين -معظمهم مشيا على الأقدام- رحلة إلى شمال القطاع من أجل العودة إلى أنقاض منازلهم المهجورة في مدينة غزة التي كانت يوما المركز الحضري الصاخب الذي يعج بالحياة.
والتقط المصور رمضان عبد المشاهد الصعبة التي تكاد تنطق بحال أصحابها، وتُظهر حشودا من الناس يحملون حقائب وأمتعة على امتداد البصر.
ومن بعيد، تبدو المدينة التي يتجهون إليها للوهلة الأولى مدينة تتلألأ على التل، لكنّ النظر إليها عن قرب يكشف الحقيقة: مدينة مدمرة بشكل هائل.
وبالنسبة إلى المصور كانت الصورة عبارة عن نقل مشاعر الفلسطينيين المختلطة والعميقة "فرحة النازحين العائدين إلى غزة، ودموعهم، ومشاعرهم التي لا توصف أثناء عودتهم".
وفي إطار الاتفاق متعدد المراحل في يناير/كانون الثاني الماضي بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) أفرجت إسرائيل عن 110 أسرى فلسطينيين.
واستقبل الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة وغزة الأسرى المفرج عنهم بفرحة عارمة.
وتُظهر الصورة التي التقطها محمد سالم أسرى فلسطينيين داخل مركبة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر التي تتولى نقلهم.
ولم يكن الحصول على الصورة سهلا، فقد تجمعت حشود من أفراد العائلات وغيرهم، فضلا عن صحفيين وموظفين من الصليب الأحمر في المنطقة حيث تدافع الناس نحوها عندما ظهرت.
وقال سالم "كانت الأجواء مشحونة بالعواطف والترقب، وكانت تمثل تناقضا صارخا مع المشاهد الكئيبة للجنازات والدمار الذي شهدناه خلال أيام الحرب السابقة"، مضيفا " كان يوما طويلا ومتعبا، لكن الوجود هناك في اللحظة المناسبة جعل الأمر يستحق العناء".
بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول يوم له في المنصب بتوقيع أوامر تنفيذية داخل قاعة كابيتال وان أرينا في واشنطن حيث تم تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.
وهذا في حد ذاته ليس أمرا غير مسبوق، لأن الرؤساء كانوا يوقّعون خلال السنوات القليلة الماضية على أوامر في أول يوم لهم بالمنصب.
لكن عدد الأوامر التي وقّعها ترامب كان غير تقليدي إذ بلغ 26 أمرا، تلا ذلك قيامه بإلقاء الأقلام التي استخدمها على الحشد.
وقال المصور براين سنايدر "عادة ما تكون الأقلام التي يستخدمها الرئيس للتوقيع على الأوامر ومشاريع القوانين تذكارات ثمينة جدا" تقدم عادة إلى المشاركين في رعاية مشروعات القوانين أو دعمها.
وأدرك سنايدر الطبيعة الفريدة لهذه اللحظة، والتقط صورة أحد الأقلام في الهواء، في لحظة سريالية بدا فيها وكأنه يتحدى الجاذبية فوق مكتب ترامب.
في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي غادر وونغ الشقة التي يعيش فيها مع زوجته في تاي بو ب هونغ كونغ لإحضار حفيدته من المدرسة.
وبينما كان في الخارج علم أن حريقا اندلع في أحد الأبراج بالمجمع الذي يعيش فيه الزوجان، ترك حفيدته وعاد مسرعا إلى المنزل.
وبحلول ذلك الوقت كانت ألسنة اللهب ترتفع من الطوابق الوسطى من البرج الذي كان يعيش فيه هو وزوجته، فقال صارخا "زوجتي في الداخل" وهو يشير إلى النيران التي تلتهم المبنى السكني.
التُقطت صورة للرجل المكلوم بعدسة تيرون سيو، وانتشرت على نطاق واسع، وأصبحت الصورة تجسيدا مؤلما للكارثة.
ارتفع عدد قتلى الكارثة إلى 160 شخصا بحلول أوائل ديسمبر/كانون الأول، وكانت زوجة وونغ -الذي رفض الإفصاح عن اسمه الكامل- من بين الأشخاص الذين لم يتم العثور عليهم.
مع تزايد الضغوط على رئيس الوزراء الكندي آنذاك جاستن ترودو -الذي كان من بين أبرز القادة التقدميين في العالم- بدا أن بقاءه في السلطة لا يمكن تحمّل تداعياته، وفي أوائل يناير/كانون الثاني أعلن أنه سيتنحى، بعد 9 سنوات قضاها في المنصب.
لقد كان هذا وقتا عصيبا بالنسبة لترودو صاحب الشخصية الكاريزمية كما تقول رويترز، لذلك فإن الصورة التي التقطها كارلوس أوسوريو في مارس/آذار خلال آخر يوم لترودو في البرلمان كانت مثيرة للاهتمام، إذ ظهر وهو يحمل كرسيا ويُخرج لسانه للكاميرا مبتسما.
من الصعب تحديد ما تشاهده بالضبط في هذه الصورة من الوهلة الأولى، تبدو الصورة غامضة، فربما تكون لكائن الإسفنج البحري أو لخلية حية أو لبذرة نبات تحت المجهر، لكنها في الواقع صورة لاعتراض صاروخ باليستي في الغلاف الجوي للأرض، والتقطها المصور أمير كوهين الذي يملك خبرة في التقاط صور اعتراض الصواريخ.
والتقط كوهين هذه الصورة خلال الحرب التي استمرت بين إيران وإسرائيل 12 يوما في يونيو/حزيران، وكانت الصواريخ تنهمر في الاتجاهين.
وقال كوهين "تظهر الصواريخ كنقاط ضوء صغيرة، من المستحيل تقريبا تتبعها"، متابعا "في هذه اللقطة، في لحظة الارتطام بالضبط حدث انفجار هائل، واستغرق الأمر لحظة لاستيعاب ما التقطته بالفعل".
كان بول راتجي متمركزا في بلدة أنسون الصغيرة بولاية تكساس في أبريل/نيسان الماضي، حيث كُلّف بتصوير أي مؤشرات تدل على احتمال نقل المهاجرين المحتجزين في مركز الشرطة تمهيدا لترحيلهم.
وقد حظيت هذه القضية باهتمام عالمي واسع بعد ترحيل عشرات من المشتبه بانتمائهم لعصابات فنزويلية في مارس/آذار من الولايات المتحدة إلى سجن سيئ السمعة في السلفادور، وكان المزيد من المهاجرين الفنزويليين محتجزين في مركز احتجاز بلو بونيت في أنسون.
وفي 28 أبريل/نيسان وبينما كان راتجي متوقفا بسيارته خارج المركز لاحظ بعض الحركة خلف السياج، فقرر تحليق طائرته المسيّرة ليرى ما إذا كان هناك أي شيء غير عادي يحدث.
قال "أثناء تحليقي حول محيط المركز رأيت بعض المحتجزين يلوّحون لي"، وسرعان ما بدؤوا بتكوين تشكيل، فرفعت طائرتي المسيّرة، وعندها رأيتهم يشكلون حروف "إس- أو- إس" "S-O-S"، وهي إشارة الاستغاثة الدولية.
ولم يُرسل أي مهاجرين آخرين من الولايات المتحدة إلى سجن السلفادور، وتمت إعادة من كانوا هناك إلى فنزويلا في يوليو/تموز.
المصدر:
الجزيرة