آخر الأخبار

كاتب أميركي: الولايات الحمراء تنقلب على نظام ترامب للترحيل الجماعي

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

أكد مقال نشره موقع إنترسبت الأميركي أن حملة ترحيل المهاجرين التي تبناها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تواجه مقاومة شعبية متزايدة في مناطق محافظة -يطلق عليها الجمهوريون "أميركا الحقيقية"- تمتد من نورث كارولينا إلى كنتاكي، في مقاومة واسعة تتجاوز الطبقية والانتماءات السياسية والاجتماعية.

وأوضح الكاتب آلان ستيفنز أن هذه المظاهرات جاءت بالتزامن مع حملة ترحيل أطلق عليها: "عملية شارلوت ويب"، حيث تم نشر قوات كبيرة من الأمن الفدرالي لتنفيذ اعتقالات واسعة امتدت من مدينة شارلوت بنورث كارولينا إلى المناطق الجبلية المحيطة.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 رئيس أركان القوات الجوية الإسبانية يحذر من أسلحة موجودة في الفضاء
* list 2 of 2 عالم سياسة: الفرنسيون لم يعودوا يرون الإسلام إلا من زاوية التهديد end of list

وتكمن أهمية هذه الانتفاضات في أنها حدثت في قلب ولايات حمراء ريفية وجبلية، بعيدة عن معاقل الليبراليين في الولايات الكبيرة، وفق ستيفنز، وهو صحفي استقصائي يغطي العنف المسلح، وتجارة الأسلحة، وإنفاذ القانون الفدرالي.

الكاتب لفت إلى أن الإدارة تضغط على وكالات الهجرة لتحقيق معدلات اعتقال ضخمة تصل إلى 3 آلاف شخص يوميا، تنفيذا لتعهد ترامب بشن أكبر حملة ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة.

المخفيون قسرا

ويعود الاستياء الشعبي جزئيا إلى عشوائية العمليات برأي الكاتب، فبينما برر المسؤولون العملية بأنها تستهدف "أسوأ المجرمين"، أثبتت الأرقام العكس، إذ اعتُقل أكثر من 370 شخصا، بينهم 44 فقط لديهم سوابق.

والغالبية العظمى من السكان "المخفيين قسرا" -وفق تعبير الكاتب- هم مجرد أناس عاديين يرتادون المدرسة ويذهبون لعملهم كل يوم، ويشكلون جزءا رئيسيا من نسيج مجتمعاتهم، مما يفسر الغضب الشعبي ضد اختفائهم.

وفي هذا الصدد، لفت الكاتب إلى أن الإدارة تضغط على وكالات الهجرة لتحقيق معدلات اعتقال ضخمة تصل إلى 3 آلاف شخص يوميا، تنفيذا لتعهد ترامب بشن أكبر حملة ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة.

مصدر الصورة مظاهرات بنورث كارولينا ضد حملة اعتقال المهاجرين في نوفمبر/تشرين الثاني (رويترز)

تضامن مجتمعي

وتصاعد التوتر في ولاية نورث كارولينا الشهر الماضي، حيث انتشرت أنباء عن وجود قوات وكالة الهجرة والجمارك بسرعة، وتجمع العشرات في بلدة بون الصغيرة، وهم يهتفون بغضب وبأيدهم لافتات مثل "النازيون أيضا كانوا يقولون إنهم إنما كانوا يتبعون الأوامر فقط".

إعلان

وفي مدينة شارلوت، على تخوم جبال بلو ريدج بالولاية نفسها، شرع الناشطون في بناء شبكة إنذار مبكر، حيث بدأ مئات المتطوعين بمراقبة تحركات القوات الفدرالية، وإرسال التحذيرات، وطرق الأبواب لتنبيه العائلات قبل وصول الدوريات.

وشبه أحد قادة حرس الحدود سلوك السكان بأنه "سلوك طائفي"، بينما اعتبره الأهالي محاولة يائسة لحماية جيرانهم من مصير غامض، إذ يتم نقل من يتم القبض عليه إلى مراكز احتجاز المهاجرين المعزولة، دون حماية قانونية.

وتابع الكاتب أن هذه الجهود الشعبية الواسعة أدت إلى ارتباك في صفوف الوكالات الفدرالية وانسحاب قافلة الهجرة من المنطقة، وشبّه فرحة السكان بذلك بانسحاب القوات البريطانية أثناء الثورة الأميركية.

مصدر الصورة القوات الفدرالية انسحبت بعد مواجهة مقاومة شعبية عنيفة في مدينة شارلوت بولاية نورث كارولينا (رويترز)

"أميركا المنسية"

وفي مقاطعة هارلان بولاية كنتاكي الواقعة في منطقة أبالاشيا الجبلية، تصاعد غضب السكان بعد أن دهمت قوات مكافحة المخدرات مطاعم محلية فجأة واعتقلت حوالي 13 عاملا بدعوى "تحقيق مخدرات جار"، قبل أن يتضح أن العملية كانت تتعلق بالهجرة فقط.

وأكد المقال أن المعتقلين لم يتلقوا أي تهمة جنائية حتى الآن، سوى قضايا تتعلق بالهجرة غير النظامية .

ووجد الكاتب أن سكان هارلان شعروا بالغضب والخداع عند رؤية عملاء السلطة يقتادون "جيرانهم العاملين" في سيارات مظللة، مشيرا إلى أن مقاومة الهجرة في أبالاشيا متجذرة في إرث طويل من التضامن الطبقي للعمال.

ويتجلى ذلك -وفق المقال- في انتفاضات عمال المناجم التاريخية في هارلان وشرق أبالاشيا بكنتاكي، إحدى أهم مناطق تعدين الفحم في الولايات المتحدة، إضافة إلى تحالفات الجنوب مع حركات السود واللاتينيين خلال ستينيات القرن الماضي.

وأضاف أن الثقة في الحكومة الفدرالية معدومة لدى سكان المنطقة -التي تلقب بـ"أميركا المنسية"- بسبب تخلي واشنطن عنهم خلال الأزمات الاقتصادية وتجاهلهم في الكوارث الطبيعية.

وبينت الحملات الأخيرة لسكان المنطقة -وفق المقال- أن القوات الفدرالية قادرة على الوصول بسرعة بكامل عتادها عندما يناسب ذلك السلطة فقط.

وخلص الكاتب إلى أن رد هذه المناطق خالف كل توقعات السلطة بواشنطن من الولايات "الحمراء" (الداعمة تقليديا للحزب الجمهوري الحاكم)، وأكد أن نموذج المقاومة الذي أظهروه ينتقل حاليا إلى ولايات الجنوب الساحلي، حيث بدأ ترامب حملة اعتقال جديدة في الأول من ديسمبر/كانون الأول الحالي.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل أمريكا اليمن حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا