آخر الأخبار

مفكر سياسي: الوعد الزائف لوقف إطلاق النار في غزة

شارك

قال الكاتب والمفكر السياسي محمد أيوب إن الاتفاق في غزة يواجه خطر الانهيار الوشيك بعد أقل من شهر على إعلان وقف إطلاق النار ، متهما التطرف الإسرائيلي وتراجع الالتزام الأميركي بدعم حل دائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وبدأ أيوب مقاله -في مجلة ناشونال إنترست الأميركية- بالتأكيد على أن الجهود الأميركية بقيادة جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي والمبعوث ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر فشلت في كبح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي شن هجومين جديدين على القطاع خلال أسابيع قليلة.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 جون أفريك: هل تسقط باماكو قريبا بيد جماعة مرتبطة بالقاعدة؟
* list 2 of 2 إريك ترامب: عائلتنا تحت الحصار وخصومنا تمنوا موت والدي end of list

ويرى الكاتب أن المرحلة الثانية من الاتفاق -والتي تتضمن نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) وإنشاء سلطة بديلة في غزة- تبدو شبه مستحيلة، لأنه لا أحد يستطيع إقناع الحركة بالتخلي عن سلاحها دون أن تفقد مبرر وجودها كمقاومة وطنية ضد الاحتلال، وحتى لو استسلمت فستظهر تنظيمات أخرى لملء الفراغ.

مصدر الصورة الجيش الإسرائيلي يستعد لإعادة الانتشار وسحب قواته من قطاع غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار (الجيش الإسرائيلي)

خياران أحلاهما مر

وتُظهر ردود إسرائيل العسكرية المفرطة مؤخرا -حسب الكاتب- أن الحكومة الإسرائيلية متلهفة لاستئناف حملتها العسكرية في غزة، خاصة أنها لم تقبل وقف إطلاق النار إلا تحت ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وأن العديد من وزراء حكومة نتنياهو يعارضون الاتفاق ويطالبون بمواصلة الحرب حتى "القضاء التام على المقاومة الفلسطينية".

لذا، ستظل الحكومة الإسرائيلية تبحث عن ذريعة لاستئناف الهجوم لتحقيق أهدافها القصوى التي أعلنها نتنياهو منذ بداية الحرب، بل إن هذا الخيار يبدو -في نظر الكاتب- أكثر جاذبية الآن بعد أن أطلقت حماس سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء.

لكن رغبة اليمين الإسرائيلي في تحويل غزة إلى " ريفييرا الشرق الأوسط " تكشف نية ضمنية لاقتلاع السكان والاستيلاء على الأرض، وذلك ما يعزز قناعة الفلسطينيين بأن الهدف الحقيقي هو تهجيرهم الدائم من القطاع، ويقوي عزيمتهم على مقاومة المخططات الإسرائيلية والأميركية، بل ويعيد إلى حماس جزءا من مصداقيتها داخل القطاع.

إعلان

ورغم تفوق إسرائيل العسكري وما فعلته في لبنان وسوريا وحتى إيران فإن أيوب يشكك في استدامة هيمنتها في المنطقة، لأن التوازن الديمغرافي سيجعلها دولة ثنائية القومية تقريبا، ويضعها أمام خيارين أحلاهما مر، إما قبول المساواة الكاملة للفلسطينيين وبالتالي نهاية الحلم الصهيوني بإقامة دولة يهودية ، وإما التحول العلني إلى دولة فصل عنصري ، وعندها ستواجه عزلة دولية خانقة.

محطة هشة

ومن جهة أخرى، يشير المقال إلى أن الحرب على غزة أضعفت الثقة العربية بإسرائيل، خصوصا لدى دول الخليج التي كانت ترى فيها حليفة ضد إيران، لأن المجازر في غزة ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين واستهداف مفاوضي حماس في قطر أضعفت آمال توسيع اتفاقيات أبراهام وأبعدت احتمال التطبيع مع السعودية.

أما داخل الولايات المتحدة فيؤكد أيوب أن الرأي العام الأميركي يشهد تحولا جذريا ضد إسرائيل، حيث أظهرت استطلاعات حديثة أن أغلبية الأميركيين -بمن فيهم نسبة كبيرة من اليهود الأميركيين- يعتبرون أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب وربما إبادة جماعية في غزة.

التحولات الإقليمية والدولية من الخليج إلى واشنطن تنذر بتبدل موازين القوى، وربما بمرحلة جديدة تضع حدا لتفوق إسرائيل الأحادي في الشرق الأوسط

وبالفعل، بات العديد من الأكاديميين ومنظمات حقوق الإنسان يتبنون هذا الموقف، مما يعني أن الموقف الشعبي الأميركي بدأ يقترب من الرؤية الأوروبية التي دفعت دولا عديدة إلى الاعتراف بدولة فلسطين، كما يقول الكاتب.

ولا شك أن هذا التحول الشعبي سيؤثر في صناع القرار بواشنطن مع تزايد الأصوات الرافضة لأي "حروب لا تنتهي" باسم إسرائيل داخل قاعدة ترامب الانتخابية، وتراجع قيمة إسرائيل الإستراتيجية بعد إضعاف إيران و"محور المقاومة" حتى غدت في نظر بعض الدوائر الأميركية عبئا على المصالح الأميركية بدل أن تكون ركيزة لها.

وخلص محمد أيوب إلى أن "الهدنة الراهنة" في غزة ليست بداية حل، بل هي محطة هشة تعتمد على استمرار الهيمنة الإسرائيلية والدعم الأميركي غير المشروط، وهما شرطان لم يعودا مضمونين في المستقبل القريب، لأن التحولات الإقليمية والدولية -من الخليج إلى واشنطن- تنذر بتبدل موازين القوى، وربما بمرحلة جديدة تضع حدا لتفوق إسرائيل الأحادي في الشرق الأوسط.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا