تناول تقرير نشره موقع صحيفة آي بيبر البريطانية دلالات إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استئناف تجارب الأسلحة النووية لأول مرة منذ أكثر من 30 عاما.
وعدّ التقرير -الذي هو بقلم الصحفية جاكي هوسدن- ذلك "تحولا مهما" في السياسة الخارجية للبلاد، التي أجرت آخر تجربة لسلاح نووي في عام 1992.
ويرى ترامب أن الخطوة ضرورية لتكون الولايات المتحدة "متساوية" مع روسيا والصين، اللتين تابعتا تطوير برامجهما النووية طيلة الأعوام الماضية، حسب التقرير.
وجاء القرار -يتابع التقرير- بعد أن صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء، بأن روسيا اختبرت بنجاح طوربيدا فائق القدرة يعمل بالطاقة النووية من طراز "بوسيدون".
وأكد بوتين استحالة اعتراض الطوربيد، الذي يعتقد المحللون أن مداه يصل إلى 10 آلاف كيلومتر، ويمكنه السفر بسرعة تقارب 185 كيلومترا في الساعة، وفقا لآي بيبر.
وحسب التقرير، تُعدّ كوريا الشمالية بلدا نوويا آخر تعتبره الولايات المتحدة وحلفاؤها تهديدا خطيرا.
وفي مارس/آذار كشفت كوريا الشمالية لأول مرة عن عملها على غواصة تعمل بالطاقة النووية قد تشكل تهديدا أمنيا كبيرا لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، طبقا للصحيفة.
وتُعتبر هذه التطورات مبررا كافيا لترامب، ودليلا على ضرورة العودة للتجارب كوسيلة لمواكبة القوى النووية الأخرى، في عقلية تنافسية تذكّر بال حرب الباردة ، وفق التقرير.
وفي المقابل، ألغى بوتين في 2023 مصادقة روسيا على معاهدة حظر التجارب النووية، وقال -في تصريح مشابه لترامب- إن الهدف من ذلك هو تعزيز قدرات روسيا إلى نفس مستوى أميركا، مؤكدا أن روسيا لن تعود للتجارب إلا إذا بدأت واشنطن أولا.
وفي هذا الصدد، قال خبير الأسلحة النووية داريل كيمبال -من مركز الحد من التسلح الأميركي البحثي- إن استئناف التجارب النووية الأميركية سيستغرق 3 سنوات.
ولكنه حذر على منصة إكس من أن القرار "الأحمق" لترامب قد يثير غضبا شعبيا ودوليا من حلفاء أميركا في تلك الفترة، مما قد يدفع دولا أخرى لاستئناف التجارب النووية، ويهدد نظام منع الانتشار النووي في العالم، وفق ما نقله التقرير.
وتفيد بيانات خبراء من اتحاد العلماء الأميركيين بأن روسيا تتصدر سباق الترسانة النووية بنحو5459 رأسا نوويا، بينما تمتلك الولايات المتحدة نحو 5177 رأسا، مع تأكيد أن الأرقام الدقيقة غير معلنة بالكامل، حسب آي بيبر.
وأشار التقرير إلى أن البلدين يملكان معا 87% من الترسانة النووية العالمية، فيما توقف الإفصاح الأميركي عن حجم المخزون عام 2019 في عهد ترامب، قبل أن تعيد إدارة بايدن جزءا من الشفافية بهذا الشأن.
وخلص إلى أن القرار يحمل تداعيات إستراتيجية كبرى على مستقبل نظام الحد من السلاح النووي، وأن استئناف التجارب قد يعيد تشكيل موازين القوى ويعيد العالم إلى مرحلة من المنافسة النووية المفتوحة.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة
مصدر الصورة