في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تختبر مفاوضات الدوحة لحل الأزمة الأفغانية الباكستانية "جدوى آليات وضمانات" قادرة على تثبيت تهدئة مستدامة، على وقع تبادل الاتهامات بين الطرفين بخرق وقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق، اتهم الأكاديمي والمحلل السياسي الأفغاني عبيد الله بهير باكستان باعتمادها سياسة "تستلهم نموذجا لمكافحة التمرد يُصيب المدنيين بدل الأهداف المسلحة"، مؤكدا أن "قصف مناطق مأهولة ينتهك السيادة والقانون الدولي الإنساني".
ووفق حديث بهير لبرنامج "ما وراء الخبر"، فإن أي تفاوض "يجب أن ينطلق من إدانة واضحة لهذه التكتيكات والتعهد بعدم تكرارها"، مشيرا إلى أن ارتفاع الخسائر "يرفع كلفة أي تنازلات متوقعة من الحكومة الأفغانية ويقوّي دافع الرد".
لكن بهير دعا في الوقت نفسه إلى الإقرار بأن أفغانستان لا تملك حلولا سريعة لكبح الخلايا الإرهابية، مقابل التزام معلن منها بعدم السماح باستخدام أراضيها للإضرار بالجوار.
في المقابل، يرى الباحث في العلاقات الدولية حسين سهر وردي أن إسلام آباد مطالبة بمسار تفاوضي واضح يرتكز على خط أحمر عنوانه "الإرهاب العابر للحدود".
وأشار سهر وردي إلى أن غياب آلية فعالة لكبح خلايا " طالبان باكستان " دفع إسلام آباد إلى "إعادة تقييم الخيارات".
لكن نائب وير الداخلية الأفغاني محمد نبي عمري اتهم -في تصريح سابق له- الجيش الباكستاني بأنه "لا يتصرف من تلقاء نفسه، بل ينفذ أوامر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ".
في ضوء ذلك، ينبغي أن تنطلق مفاوضات الدوحة -حسب الباحث في العلاقات الدولية وردي- من "الملف الأمني الحدودي أولا"، على أن تُستأنف التجارة وتُفتح المعابر تدريجيا بالتوازي.
كما أن توسّع علاقة كابل مع نيودلهي "يزيد الحساسية"، لكنه "ليس أولوية على طاولة المفاوضات" -كما يقول سهر وردي- إذا أُغلِق الملف الأمني بترتيبات قابلة للتحقق.
يشار إلى أن وزير الإعلام الباكستاني قال إنه تم قتل عشرات ممن وصفهم بـ"الإرهابيين"، حاولوا التسلل إلى باكستان خلال وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه مؤخرا.
كما اتهم قائد الجيش الباكستاني عاصم منير الهند بتمويل ما وصفه بالإرهاب في أفغانستان، وحث الأفغان على اختيار الأمن المتبادل مع باكستان بدلا من العنف.
أما الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي فربط جذور الأزمة بتاريخ حدودي معقّد، وبتركيبة قبلية-جغرافية.
وكذلك، فإن سعي أفغانستان إلى منافذ اقتصادية عبر إيران باتجاه الهند يراكم لدى باكستان شعورا بـ"ضيق إستراتيجي"، مما يفسّر تداخل الملفين الأمني والاقتصادي في التصعيد الراهن، حسب مكي.
وخلص المحللون إلى أن مفاوضات الدوحة ترتكز على 4 مسارات ذات أولوية هي:
لكن هؤلاء المحللين أقروا في الوقت ذاته بأن نجاح مسار الدوحة يتوقف على مقايضة واضحة هي: