في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريرا للكاتبة "باتريشيا كوهين" سلّطت فيه الضوء على التداعيات العالمية المتسارعة لحرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية مع الصين .
وأشارت الكاتبة إلى أن الرسوم الجمركية المتبادلة، والقيود على الصادرات بين الولايات المتحدة والصين، والضغوط على الدول لاختيار جانب، تُغرق الاقتصاد العالمي في حالة من الاضطراب وعدم اليقين المتزايد.
وأفادت بأن إحدى أبرز الجهات المعنية بتحليل المؤشرات الاقتصادية العالمية أصدرت تقريرها الأخير الثلاثاء، موضحة أن سلسلة من التطورات بدأت فعلا في تغيير المشهد الاقتصادي، حتى قبل صدور التقرير.
فقد دخلت، حيّز التنفيذ رسوم جمركية أميركية جديدة على واردات الأخشاب والأثاث وخزائن المطابخ، وهي إجراءات، وفقا لكوهين، من المتوقع أن ترفع تكلفة بناء المنازل، مضيفة أن تطبيق المرحلة الأولى من رسوم دخول الموانئ المرتفعة التي فرضتها كل من الولايات المتحدة والصين على سفن بعضهما البعض قد بدأ فعلا.
وقالت الكاتبة إن هذه الخطوة تمثل مجرد حلقة في سلسلة من التداعيات التي أطلقها تعهّد ترامب بتحطيم النظام الاقتصادي العالمي القائم، مشيرة إلى أن المزيد من الإجراءات التصعيدية في الطريق.
وتلفت كوهين الانتباه إلى أن بكين قررت الأسبوع الماضي تشديد القيود على صادراتها من المعادن النادرة ، وهي مواد أساسية في تصنيع أشباه الموصلات والهواتف المحمولة وتوربينات الرياح ومعظم الأجهزة الحديثة.
ومن المقرر أيضا أن تَدخل قيود جديدة على معدات إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية حيّز التنفيذ الشهر المقبل، بحسب التقرير.
ونقلت كوهين تصريحا لريتشارد بورتس، أستاذ الاقتصاد في كلية لندن للأعمال، الذي قال إن "العلاقة بين الولايات المتحدة والصين شديدة التقلب، فلا أحد يعرف ما يمكن توقعه من يوم إلى آخر، وهذا أمر معتاد في ظل الإدارة الحالية".
ويورد التقرير أن التوتر المتصاعد بين القوتين الاقتصاديتين العالميتين يجرّ معظم دول العالم، إلى دائرة النزاع. فقيود الصين على المعادن والمغناطيسات، على سبيل المثال، تؤثر على شركات السيارات الأوروبية التي تعتمد على تلك المواد وتنقلها عبر الحدود داخل أوروبا. كما أن الرسوم المفروضة على السفن المصنّعة في الصين تشمل حتى الشركات غير الصينية التي ترسو في الموانئ الأميركية.
ويلاحظ تقرير نيويورك تايمز أن بكين وواشنطن تمارسان أيضا ضغوطا متزايدة على دول العالم لحملها على اتخاذ مواقف منحازة، مشيرا إلى أن المكسيك، التي تُعد من أكبر مستوردي السيارات الصينية عالميا، اقترحت حكومتها الشهر الماضي فرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على تلك المركبات، وذلك بعد حملة ضغط مكثفة من إدارة ترامب.
وفي الوقت نفسه، يضيف التقرير، اقتربت الهند من الصين منذ أن فرض البيت الأبيض -غاضبا من استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي- رسوما جمركية تصل إلى 50 بالمئة على السلع الهندية.
وفي أغسطس/آب، زار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الصين للمرة الأولى منذ 7 سنوات لحضور مؤتمر أمني واقتصادي، في عرض علني من قبل زعيم الهند أن بلاده لديها الكثير من الحلفاء إذا استمرت إدارة ترامب في استهدافها بالعقوبات.
وقالت الكاتبة إن التحولات في سياسات التجارة العالمية منذ تولّي ترامب منصبه اتسمت بالتسارع والتباطؤ في آنٍ واحد، مما أدى إلى ارتدادات واسعة وغير متوقعة على مستوى العالم.
وينتشر الصدام التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم في جميع أنحاء العالم، حيث تواجه السفن المصنوعة في الصين رسوما جمركية أميركية عند رسوها في الموانئ الأميركية، وفقا لكوهين.
وأوضحت الكاتبة أن النزعة الحمائية آخذة في الانتشار في العالم، إذ اتخذت كل من كندا والبرازيل والمكسيك خطوات لحماية صناعاتها المحلية في مجال الصلب.
ورغم التقلبات المتكررة في السياسات التجارية، أكدت البروفيسورة لوكريتسيا رايخلين من كلية لندن للأعمال لنيويورك تايمز أن الاقتصاد العالمي سيظل مترابطا بدرجة عالية، حتى مع تحول مركز الثقل نحو آسيا وابتعاده عن الغرب.