آخر الأخبار

باسم خندقجي أسير فلسطيني يلتحق برواياته خارج القضبان

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

بعد أن قضى 21 عاما في الأسر، من أصل حكم عسكري بـ3 مؤبدات، أبعدت سلطات الاحتلال الأسير الفلسطيني المحرر والروائي باسم خندقجي إلى مصر في إطار اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) وإسرائيل.

بعد تحرره من سجون الاحتلال، كانت أولى كلماته المؤثرة لغزة، "السلام على غزة يوم تقاتل ويوم تصمد ويوم تقاوم هذا الاستعمار.. السلام على غزة يوم تبعثنا أحياء من داخل سجون الاستعمار".

كان مولعا منذ صغره بالقراءة والتفاعل مع الأحداث التي تشهدها فلسطين ، وكانت رواية السوري حنا مينه "نهاية رجل شجاع" بداية وعيه بالرواية والأدب، فأسس وهو في المرحلة الثانوية أول مجلة حائط تحت اسم مجلة "الاتحاد"، قبل أن يعتقله الاحتلال لأكثر من عقدين من الزمن ويصبح رائدا في "أدب السجون".

ولد الأسير المحرر من سجون الاحتلال باسم خندقجي في عام 1983 بمدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، ودرس في مدارسها، والتحق بعد إنهاء دراسته الثانوية بجامعة النجاح الوطنية للدراسة في قسم الصحافة والإعلام.

حول قفص سجنه إلى غرفة عمليات ثقافية أدار من خلالها مشروعه الثقافي والأدبي من خلال نشر كتبه، والإشراف على "صندوق" أسسه لدعم إبداعات الأسرى.

ما بين انتفاضتين

شكلت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، " انتفاضة الحجارة " (1987-1993) بداية وعيه على الواقع الفلسطيني ولم يكد يبلغ من العمر 15 عاما حين انضم إلى حزب "الشعب الفلسطيني"، (الحزب الشيوعي سابقا)، وكان تأثره الشديد بالفكر اليساري من خلال عمه الناشط في الحزب آنذاك، وكان من الناشطين مع مجموعة من رفاقه في داخل المدرسة.

تأثر باسم كثيرا عندما شاهد الطفلة الشهيدة إيمان حجو وهي تستشهد بنيران الاحتلال في قطاع غزة، حيث أحدث استشهادها ضجة كبيرة عندما قتلت بقذيفة إسرائيلية وهي نائمة بين ذراعي والدتها في عام 2001، وتعد أصغر شهداء الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005)، فشكل مع رفاقه مجموعة "طلائع اليساريين الأحرار".

إعلان

اعتقل في عام 2004 عندما كان في سنته الجامعية الأخيرة على يد قوات الاحتلال بعد عملية سوق الكرمل، والتي أدت إلى مقتل 3 إسرائيليين وجرح أكثر من 50 إسرائيليا، رغم أن باسم لم يقم بأي نشاط عسكري خلال العملية، ونسبت تل أبيب المسؤولية إلى خلية تابعة لحركة فتح زعم الاحتلال أن خندقجي كان أحد أفرادها.

وحكم عليه بـ3 مؤبدات بتهمة المشاركة في العملية، كما طالبته السلطات الإسرائيلية بتعويض عائلات قتلى العملية بمبلغ 11.6 مليون دولار.

مصدر الصورة رواية خندقجي "قناع بلون السماء" خرجت من سجون الاحتلال وتوجت بجائزة البوكر العربية 2024 (الجزيرة)

رحلة الكتابة

بدأ باسم رحلة الكتابة بعد اعتقاله بإنشاء مكتبة داخل السجن، ومن خلال كتابته "مسودات عاشق وطن" وهي عبارة عن مقالات تحكي عن الهم الفلسطيني، "وهكذا تحتضر الإنسانية" وهي عن تجربة الأسير الفلسطيني داخل السجون وهمه اليومي.

لكن الولادة الأدبية الأولى له كانت في عام 2010 عبر الشعر فكتب مجموعات شعرية، من بينها "طقوس المرة الأولى" و"أنفاس قصيدة ليلية"، و"طرق على جدران المكان" و"شبق الورد إكليل العدم"، وأيضا دراسة عن المرأة الفلسطينية، وكتاب "أنا الإنسان نداء من الغربة الحديدية".

ويبدو أن باسم اكتشف ميوله نحو الرواية وليس الشعر، فكتب أولى رواياته "مسك الكفاية: سيرة سيدة الظلال الحرة"، وبعدها "نرجس العزلة" التي قام بإطلاقها في ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية عام 2017 في رام الله ، وقامت والدة خندقجي وشقيقه بتوقيع الرواية للحضور بدلا منه.

تبعتها روايته "خسوف بدر الدين" الصادرة في عام 2018، و"أنفاس امرأة مخذولة " في عام 2020، وكانت القفزة الكبرى التي صنعت شهرته كروائي بفوز روايته "قناع بلون السماء" الصادرة عن دار الآداب عام 2022 بالجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عام 2024.

واختارت لجنة التحكيم "قناع بلون السماء" من بين 133 رواية ترشحت للجائزة، وتسلمت ناشرة الرواية، رنا إدريس، صاحبة دار الآداب الجائزة بالإنابة عن خندقجي. وتعد هذه الرواية الجزء الأول من 4، يسعى الكاتب لإصدارها تحت اسم "رباعية المرايا". وتكريما له قام بعض أصدقائه في فرنسا بترجمة أعماله إلى اللغة الفرنسية ونشرها.

غرفة عمليات ثقافية

ووفقا للمقالات النقدية والأدبية التي نشرت حول تجربة خندقجي، فقد استطاع باسم أن يحول سجنه إلى "غرفة عمليات ثقافية" يدير منها كل مشاريعه الفكرية والأدبية من خلال نشر كتبه وإعداد حفلات التوقيع لها، والإشراف على "صندوق الأسير باسم خندقجي لدعم أدب الأسرى"، الذي أسسه، لدعم إبداعات الأسرى داخل السجون وحفظها، وقد تبناها شقيقه، وذلك من خلال "المكتبة الشعبية ناشرون" في نابلس.

ما ميز خندقجي عن غيره فيما يتعلق بأدب السجون أنه لا يكتب عن تجربته في السجن، وهو بذلك يختلف عن سجناء كثر كتبوا عن عالم السجن وتجربتهم فيه، وتكاد أعمالهم تقتصر على تجربتهم ومحيطها، أمثال علي الخليلي الذي كان من أوائل من كتبوا عن أدب السجون في سبعينيات القرن الماضي وكتابه "المفاتيح تدور في الأقفال".

خرج باسم خندقجي عن المألوف في رواية أدب السجون المعهودة، فالأدب برأيه "يعمر أكثر من السياسة وتحفظه الأجيال وتتناقله، في حين أن السياسة تموت غالبا مع صاحبها، وتبقى كلمات أسرانا وكتاباتهم أبدية".

إعلان

خلال فترة اعتقاله الطويلة، برز خندقجي صوتا أدبيا وثقافيا من داخل الزنازين، إذ كتب روايات ودواوين شعرية ومقالات أحدثت صدى واسعا في الأوساط الثقافية العربية، وسيكون أمام تجربة جديدة وهي الكتابة والنشاط الأدبي من خارج جدران السجن وقضبانه وأبوابه الحديدية، وربما نشهد قريبا استكمال الأجزاء المتبقية من روايته الأشهر "قناع بلون السماء" التي كتبت في السجن، عن عالم تجري كل أحداثه تقريبا خارجه، ولكن في سجن أكبر.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا حماس اسرائيل دونالد ترامب

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا