آخر الأخبار

بعد عامين من حرب غزة: ما الذي حققه كل من نتانياهو وحماس؟

شارك
مصدر الصورة

عامان مرا على الحرب المدمرة، التي شهدها قطاع غزة، بين إسرائيل وحركة حماس، ليصل الطرفان المتحاربان والمنطقة إلى نقطة، يستشرفون فيها إمكانية حلول السلام، ونهاية الحرب، مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي بدأت المفاوضات بشأن تطبيقها بالفعل.

وفي تلك اللحظة، لايمكن إغفال ضرورة الوقوف، وقفة حساب، والنظر بنظرة موضوعية، فيما حققه الطرفان من الحرب، بمعايير الكسب والخسارة.

ولايمكن لأي من طرفي الحرب، أن يدعي أنه حقق انتصارا كاملا، إذ أن مراقبين يرون أن كلا الجانبين، حققا انتصارات في بعض الجوانب، لكن كليهما مُني بخسارات كبيرة في جوانب أخرى.

حماس

تشير أرقام الضحايا المدنيين من الفلسطينين، بجانب التدمير الكامل الذي لحق بالبنية التحتية لقطاع غزة، إلى مدى الخسائر التي لحقت بحماس، والتي تحمل الجانب الشعبي الحصة الأكبر منها.

وتفيد الأرقام بأن الحرب في غزة، أسفرت عن مقتل 66 ألف شخص، كما أدت إلى إصابة 168 ألفا آخرين، جُلهم من المدنيين، كما أدت إلى تفشي مجاعة حادة في العديد من مناطق القطاع، بينما أدت أيضا إلى نزوح أكثر من 1.9 مليون شخص داخليًا، وعلى صعيد التدمير الذي لحق بالبنى التحتية، تشير أرقام الأمم المتحدة ، إلى أن الحرب دمرت أكثر من 90 بالمئة، من المباني السكنية في القطاع، وكذلك نسبة 90 بالمئة من الطرق.

وقبل اندلاع حرب غزة، أشارت عدة تقديرات، إلى أن حماس كانت تمتلك ما بين 25 إلى 30 ألف مقاتل. وقد أشارت مصادر أمنية إسرائيلية في عدة مناسبات، على مدى العامين الماضيين، إلى أن إسرائيل قتلت ما بين 17 إلى 23 ألفا من هؤلاء المقاتلين.

على الجانب الآخر، تفيد تقارير لمراكز بحثية وإحصائية موثوقة، بأن أكثر من 80 بالمئة، من بين 66 ألف قتيل سقطوا في غزة، كانوا من المدنيين، في إشارة واضحة إلى المدى، الذي تحمل فيه المدنيون الفلسطينيون ويلات تلك الحرب.

خطاب النصر

غير أنه وعلى مستوى مؤيدي الحركة، فإنهم يكررون خطابا، يفيد بأن الحركة، وبجانب مامنيت به من انتكاسات، سواء على مستوى مقاتليها وقادتها، أو على مستوى الأزمة التي أحدثتها الحرب، لمواطني غزة، فإنها حققت نصرا معنويا واضحا وفقا لهم.

ويرى هؤلاء أن من بين ماحققته الحركة، خلال عامين من الحرب، كان معنويا، بصورة أكبر من كونه نصرا عسكريا، إذ هي من وجهة نظرهم، أعادت القضية الفلسطينية بقوة، إلى الساحة العالمية، كما أكسبتها تعاطفا كبيرا، برز بصورة واضحة، في تعاطف من قبل الرأي العام العالمي، الذي ضغط بقوة، من أجل إنهاء الحرب، كما أنها من وجهة نظرهم أيضا أسفرت عن إنكشاف لحقيقة إسرائيل، في ظل اتهامات دولية لها، بارتكاب جرائم حرب في غزة.

ويعتبر مراقبون أنه وبعد عامين من الحملة العسكرية الإسرائيلية، ضد حماس في غزة، فإن الحركة لم تهزم بالكامل بعد، رغم اعترافهم بأنها ضعفت وتلقت ضربة قوية وموجعة، ويرى هؤلاء أيضا إن القضاء الكامل على حماس، ربما يكون غير ممكن وأن إضعافها ربما يكون هو أقصى غاية يمكن لإسرائيل أن تحققها.

إسرائيل

على الصعيد الإسرائيلي، ورغم تكرار القادة الإسرائيليين، القول بأنهم حققوا أهداف الحرب، وأنهم قضوا على القوة العسكرية لحماس، فإن الأمر لايبدو في حقيقته كذلك، وإن كانت إسرائيل قد نجحت بالفعل، في قتل معظم قادة حماس في غزة، وملاحقة آخرين منهم بالقتل، في دول أخرى كما أنها نجحت في نهاية المطاف وواقعيا، في إعادة احتلال معظم القطاع.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن مع بداية الحملة العسكرية على حماس في غزة، عن هدفين للحرب، هما تحرير جميع الرهائن وتدمير حماس كليًا، إلا أن جانبا كبيرا من المراقبين يرون أنه وبعد الحملة العسكرية، التي دامت لعامين، فإن الهدفين اللذين أعلنهما نتانياهو لم يتحققا بصورة تامة.

يقول الصحفي الإسرائيلي "بن درور يميني"، في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن إسرائيل "فازت في المعركة لكنها خسرت الحرب".

ويشير يميني إلى أن تل أبيب، كان بإمكانها أن تبادر إلى وقف إطلاق النار مرات عديدة، بدلا من أن يُفرض عليها بالقوة، لتظهر للعالم أن حركة حماس، هي الطرف الذي يسعى إلى استمرار الحرب وليس إسرائيل.

ويكتب يميني قائلا، إن النظر إلى العامين الماضيين، من زاوية أوسع، يظهر أن إسرائيل، اقتربت في الأسابيع الأخيرة من الفشل التام، ليس عسكريا وإنما سياسيا واستراتيجيا، بعدما نجحت حماس في جرها نحو حافة الانهيار.

ويتفق كثير من المراقبين دوليا، مع مايطرحه الكاتب الإسرائيلي، إذ يرون أن الثمن السياسي لما حققته إسرائيل، من نجاحات على المستوى العسكري التكتيكي، كان باهظا، إذ أدى أسلوب إدارة الحرب في غزة من قبل القادة الإسرائيليين، إلى انتقادات دولية واسعة لإسرائيل، سواء على المستوى الرسمي، أو المستوى الشعبي، متمثلا في انتقادات معلنة للعديد من زعماء العالم الغربي، الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة رأي عام شعبي متصاعد، مناهض لما تقوم به إسرائيل.

ولايمكن أيضا في هذا السياق، إغفال التأثير السلبي، الذي تركته الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي، على مدار العامين الماضيين، إذ تكشف العديد من المؤشرات الاقتصادية، عن أن إسرائيل دفعت ثمنا غاليا على المستوى الاقتصادي، بفعل الحرب، فيما يتعلق بمعدلات النمو الاقتصادي، وسوق العمل، والاستثمارات، وتشير بعض التقديرات إلى أن الخسائر التي أسفرت عنها الحرب، للاقتصاد الإسرائيلي، ربما تصل إلى مئات الميارات من الدولارات.


* ما الذي حققه كل من نتانياهو وحماس بعد عامين من الحرب في غزة؟
* هل يتساوي ما تقول حماس إنها حققته من الحرب مع ما لحق بالمدنيين من أذى؟
* كيف ترون ما يقوله أنصار حماس من أن حربها أعادت وضع القضية الفلسطينية ضمن أولويات العالم؟
* وهل هناك مجال للغزيين المعارضين لما قامت به حماس للتعبير عن رأيهم؟
* هل حقق فعلا نتانياهو هدفيه اللذين أعلنهما عند بداية حملته العسكرية في غزة؟
* وهل تتفقون مع أراء معارضين إسرائيليين من أن إسرائيل فشلت سياسا بعد عامين من الحرب في غزة؟
* وكيف سيتعامل الاقتصاد الإسرائيلي مع الخسائر التي لحقت به بفعل الحرب؟
* هل سيسعى الإسرائيليون بعد انتهاء الحرب إلى محاسبة قادتهم على طريقة إدارتهم للحرب؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 08 تشرين الأول/أكتوبر.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا دونالد ترامب اسرائيل حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا