قالت مجلة لوبوان إن الحرب، بعد أشهر من العلاقات المضطربة، أصبحت مفتوحة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب و أجهزة المخابرات الأميركية ، التي يراها رمزا للدولة العميقة التي يندد بتأثيرها المزعوم منذ إعادة انتخابه.
واستعرضت المجلة -في تقرير بقلم رومان غوبير- قصة جوليا غورغانوس الأكاديمية التي كانت تعمل في مركز كارنيغي، وهي مؤسسة أميركية كبرى هدفها المعلن تعزيز "السلام العالمي"، ولم تخفِ حقيقة أنها عملت "في الماضي" لصالح وكالة المخابرات المركزية الأميركية ( سي آي إيه ).
ولكن زملاءها الأكاديميين اكتشفوا قبل أيام أن عبارة "في الماضي" كانت ادعاء خاطئا، لأنها في الواقع لم تتخلَ قط عن علاقتها بالوكالة، والدليل على ذلك أن مهمتها الأخيرة، خلال قمة ألاسكا، كانت تقديم المشورة لترامب وفريقه حول كيفية التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .
وأشارت المجلة إلى أن جوليا غورغانوس، التي جمعت بين بحثها وعملها في وكالة المخابرات المركزية، كانت تعمل سرا، وكان ذلك ينبغي أن يبقى سريا تماما، إلا أن تولسي غابارد ، مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، كشفت اسمها بين حوالي 30 عميلا في الوكالة ألغت تصريحاتهم "السرية للغاية".
وكان هذا، في حالة جوليا غورغانوس، خطأ فادحا -حسب المجلة- لأنها لا تزال ناشطة في القضايا الساخنة، ولم تشر قط إلى معتقداتها السياسية، وخطؤها الوحيد المزعوم أنها عملت، قبل 10 سنوات، بناء على طلب رؤسائها، على التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
واستغلت الدائرة المقربة من ترامب قضية التدخل الروسي هذه لتصفية حسابات مع الأجهزة السرية، ولمهاجمة الديمقراطيين ، ويُزعم أن الرئيس السابق باراك أوباما طلب من عملاء وكالة المخابرات المركزية تقديم "وثائق مزورة" تتهم الروس بتزويد دونالد ترامب بخبرتهم في التلاعب، مما ساعد في فوزه.
وتتصدر تولسي غابارد، عضو الكونغرس الديمقراطية السابقة التي انضمت إلى ترامب، الحملة ضد مسؤولي وكالة المخابرات المركزية، وقد رفعت السرية عن عشرات رسائل البريد الإلكتروني التي تقول إنها توضح التواطؤ بين الديمقراطيين والوكالة.
ومع ذلك، فإن رسائل البريد الإلكتروني -حسب المجلة التي استعرضتها- لا تثبت شيئا، سوى أن إدارة أوباما كانت قلقة من الهجمات المعلوماتية الروسية في انتخابات عام 2016.
بيد أن ترامب وغابارد قدما أكثر من مسؤول رفيع من الوكالة في تلك الحقبة، كبش فداء في معركتهما لإثبات أن أوباما حاول انقلابا.
واعتبر ترامب، كما تقول لوبوان، أن مدير وكالة المخابرات المركزية السابق جون برينان ونظيره في مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي ، لم يكونا سوى "وغدين"، وقد حولا ومديرو أجهزة استخبارية أخرى هذه المؤسسة إلى رمز "ل لدولة العميقة "، التي ندد بنفوذها المزعوم منذ إعادة انتخابه.
ويبدو، وفقا للمجلة، أن الأزمة بين أجهزة الاستخبارات والبيت الأبيض أخذت منحى عنيفا جدا بعد إقالة الجنرال جيفري كروز ، رئيس وكالة الاستخبارات الدفاعية قبل أسابيع، بسبب تقليله علنا من أهمية النتائج المرتبطة بقصف إيران الذي رأى ترامب أنه كان نجاحا هائلا، كما تقول المجلة.
ورغم تعيينه من قبل ترامب رئيسا لوكالة المخابرات المركزية، ودعمه رسميا للهجوم الأخير على مسؤولي الوكالة السابقين المقربين من الديمقراطيين، لم يعد جون راتكليف يخفي غضبه ممن يهاجمون عملاءه، ومن أي شيء قد يضعف صلاحياتهم.
وبالفعل دخل جون راتكليف في مواجهة مع تولسي غابارد، التي بدت مستعدة لفعل أي شيء لإثبات ولائها لترامب، وقد حققت بعض النجاح، إذ قال لها راتكليف "لقد وجدت أشياء مثيرة للاهتمام يا تولسي. أنتِ تزدادين تألقا يوما بعد يوم".