بعد أن أصابت العديد من الأمراض الجلدية الناجمة عن فقدان الحد الأدنى من الشروط الصحية أهل غزة، انتقلت العدوى إلى جنود الجيش الإسرائيلي.
إذ يشكو مئات الجنود في الجيش النظامي وقوات الاحتياط، الذين أرسلوا إلى مواقع عسكرية متقدمة، من الحكة وتنتشر التقرحات في أجسادهم، وفق ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الجمعة.
ويشكو الجنود من لسعات البراغيث والبق والقوارص، فضلاً عن الروائح الكريهة والمياه الآسنة.
كما نقلت الصحيفة عن أحد آباء الجنود قوله، إن ابنه أخفى عنه هذا الأمر في البداية واكتشفه صدفة عندما حصل على عطلة. وأضاف: "أخذناه في رحلة للترفيه قليلاً، فاكتشفنا التقرحات في جسده. كان هذا مفزعاً. إنهم لا يستطيعون النوم بسبب الحكة".
بدوره، أوضح أحد ضباط الاحتياط لـ"يديعوت أحرونوت" أن الظاهرة منتشرة بعدة مناطق في قطاع غزة، لكنه شخصياً وقع فيها خلال خدمته في جباليا وحي الزيتون.
وبيّن الضابط أن الجيش أقام هناك نقاط مراقبة على المحاور التي تقطع أوصال القطاع، وأقام لهم أكشاكاً مؤقتة للنوم، مردفاً أن الجيش منح لكل منهم فرشة، لكنهم يفضلون النوم على الأرض لأن البق وغيره من الحشرات عشش في هذه الفُرش.
كما مضى قائلاً: "حسبنا أننا سنبقى هناك لبضعة أيام وربما لبضعة أسابيع، لكن ها هي تمر عدة شهور، منذ مايو الماضي ونحن ننتظر. وبعدما انفجرت المفاوضات بات واضحاً أن البقاء هنا سيستغرق عدة شهور، لذلك لا توجد حلول أخرى. ففي محور فيلادلفيا، الذي أقيمت فيه مساكن ثابتة للجنود، لا يعانون من هذه الآفة، ونحن نحسدهم على ذلك. عندنا لا تجري عملية إبادة للحشرات ولا توجد حمامات ويكتفي الجنود بتمسيح أجسادهم بالمحارم الرطبة، وهكذا أصابهم ما يصيب أهل غزة".
فيما اللافت للنظر أن الناطق بلسان الجيش عقّب على هذه الأنباء بالقول، إن قيادة الجيش لم تسمع عن هذه الظاهرة، مع أن الصحيفة أكدت أنها تلقت شكاوى من مئات الجنود.
وحسب ضابط آخر، فإن المبيدات وحدها لا تكفي ويجب تقديم حل جذري لكل قطاع غزة، فالأمراض والفيروسات تنتقل بواسطة الذباب والحيوانات، وحتى عبر الهواء، وما يصيب أهل غزة يصيب الجنود الذين يحاصرونهم أيضاً.