آخر الأخبار

زلزال أفغانستان: مئات القتلى في المناطق الشرقية للبلاد بعد زلزال بقوة 6 درجات

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

مصدر الصورة

قُتل 800 شخص على الأقل إثر زلزال بلغت شدته ستَّ درجات ضرب المناطق الشرقية لأفغانستان، قبيل منتصف ليلة الاثنين، وفق ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

وأضافت الوكالة الأممية أن ما لا يقل عن ألفي شخص قد أصيبوا، العديد منهم في مناطق نائية وجبلية معزولة عن طواقم الإنقاذ. كما يُعتقد أن 12 ألف شخص على الأقل تأثروا بشكل مباشر بالزلزال.

وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الزلزال وقع على عمق ضحل نسبياً بلغ ثمانية كيلومترات، وأن مركزه يقع على مسافة 27 كيلومتراً شرق مدينة جلال أباد في ولاية ننكرهار الشرقية.

وقالت وزارة الداخلية الأفغانية، إن معظم القتلى سقطوا في ولاية كونار، حيث أصيب كذلك 1300 شخص.

وأفاد مسؤولون حكوميون لبي بي سي، بأن عدداً كبيراً من المنازل سُوّيَ بالأرض في مناطق قريبة من الحدود الأفغانية الباكستانية. كما تواجه فرق الإنقاذ صعوبات في الوصول إلى الضحايا، نظراً لتضاريس المنطقة الجبلية الوعرة، ومحدودية توفّر شبكات الاتصال فيها.

وتغطي الجبال نحو 90 في المئة من منطقة كونار الأشد تأثراً بالزلزال، كما أنها مخدومة بشبكة من الطرق الضيقة التي أُغلق عدد كبير منها نتيجة الانزلاقات الأرضية التي نجمت عن الزلزال.

واستخدمت السلطات الأفغانية المروحيات في محاولة للوصول إلى الضحايا ونقل المصابين إلى المستشفيات.

مصدر الصورة

وحثّ مسؤولون في الحكومة الأفغانية منظمات الإغاثة على دعم جهود الإنقاذ في المناطق المتأثرة.

وصرّح قائد شرطة ولاية كونار لبي بي سي، بأنّ الطرق المؤدية إلى المنطقة مغلقة بسبب الانهيارات الأرضية الناجمة عن الفيضانات وتوابع الزلزال، مضيفاً بأنّ عمليات الإنقاذ لا يمكن تنفيذها إلا جواً.

وأكّد مسؤولون في طالبان بأنّ "مواردهم في التعامل مع الزلزال محدودة"، مطالبين بالدعم من قبل المنظمات الدولية لتوفير مروحيات للوصول إلى المناطق المتضررة.

وأعربت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان عن "حزنها العميق جراء الزلزال المدمّر الذي أسفر عن مقتل مئات الأشخاص"، مؤكدة أن "فرقها موجودة ميدانياً لتقديم مساعدة عاجلة".

يُذكر أن المنطقة التي ضربها الزلزال كانت تعاني أصلاً من تبعات فيضانات مفاجئة اجتاحتها خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، وفقاً لوسائل إعلام محلية.

وتسببت الفيضانات في انهيارات أرضية وألحقت أضراراً بالبنية التحتية، وأدّت إلى تعطيل حركة المرور مؤقتاً بين باكستان وأفغانستان.

وتتعرض أفغانستان بشكل متكرر للزلازل، خصوصاً في سلسلة جبال هندوكوش، قرب تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية.

وفي تشرين أكتوبر/تشرين الأول 2023، ضرب زلزال بلغت شدته 6.3 درجات، تبعته سلسلة من الهزات الارتدادية القوية، ولاية هرات في غرب البلاد، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شخص وتدمير أو إلحاق أضرار بأكثر من 63 ألف منزل، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.

وتواجه أفغانستان كارثة إنسانية حادة بعد أربعة عقود من النزاعات. وبحسب البنك الدولي، يعيش نحو نصف سكان البلاد في الفقر.

ومع عودة حركة طالبان إلى الحكم في صيف العام 2021 عقب الانسحاب الأمريكي، تقلّصت المساعدات الدولية لكابول بشكل كبير، ما قوّض قدرة أفغانستان المحدودة أساساً على الاستجابة للكوارث.

مصدر الصورة

لماذا يمكن للزلازل الضحلة أن تكون أشدّ تدميراً؟

قوة الزلزال وبعده عن سطح الأرض هما العاملان الجيولوجيان اللذان يحددان مقدار الضرر الذي سيُحدِثه فوق الأرض، بحسب جورجينا رانارد - مراسلة بي بي سي للشؤون العلمية.

وضرب زلزال أفغانستان على عمق 8 كيلومترات، وهو عمق ضحل جداً مقارنة بالزلازل الأخرى. وتُصنف الزلازل على أنها ضحلة إذا حدثت على عمق أقل من 70 كيلومتراً تحت سطح الأرض.

وتُعد الزلازل الضحلة أكثر شيوعاً من الزلازل العميقة وأكثر تدميراً.

وتنتقل الموجات الزلزالية من موقع الزلزال إلى سطح الأرض حيث تتسبب في وقوع الأضرار. وتفقد هذه الموجات طاقتها أثناء انتقالها، وكلما كان الزلزال أعمق، زادت المسافة التي تقطعها موجاته، ما يجعلها أضعف عند وصولها إلى السطح.

ولكن، عندما يحدث الزلزال على عمق أقل، فإن موجاته تحتفظ بالمزيد من قوتها حين تضرب السطح.

ويؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى اهتزازات أكثر شدة على السطح، ما قد يسبب المزيد من الضرر للمباني والهياكل الإنشائية، وقد يؤدي إلى انهيارها.

وتعتبر الزلازل الضحلة شائعة في أفغانستان، وخاصة في سفوح جبال الهيمالايا حيث تنزلق الصفائح التكتونية فوق بعضها البعض.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا