آخر الأخبار

"فتات جوي".. إسقاط المساعدات على غزة يُشعل غضب الناشطين

شارك





أثارت عمليات إسقاط المساعدات الإنسانية جوا في قطاع غزة، بالتزامن مع استمرار المجازر الإسرائيلية بحق المجوعين الباحثين عن الطعام، غضبا واسعا في أوساط الناشطين عبر منصات التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروها "استعراضات مخزية" لا ترقى إلى مستوى الاستجابة الإنسانية.

واعتبر مدونون وناشطون أن هذه العمليات لا ترقى إلى مستوى الاستجابة الإنسانية الحقيقية، بل تعد جزءا من حملة تضليل إعلامي تهدف إلى تحسين صورة الاحتلال أمام العالم، في وقت تتفاقم فيه الكارثة الإنسانية في القطاع، وتتزايد فيه التحذيرات من مجاعة جماعية وشيكة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أن عمليات إسقاط المساعدات التي تنفذها دول أجنبية ستُستأنف "كجزء من الجهود الجارية للسماح بدخول المساعدات إلى غزة وتسهيل وصولها".

ومن جانبهم يرى مغردون أن هذا الإعلان يشكل محاولة مكشوفة لتخفيف الضغوط الدولية المتزايدة، وتبرئة الاحتلال من تهمة استخدام التجويع كسلاح جماعي ضد الفلسطينيين، مؤكدين أن ما يجري من إنزالات جوية واستعراضات عبر شاحنات المساعدات ما هو إلا "بروباغندا" تهدف إلى إسكات العالم.

ووصف آخرون الإنزالات الجوية بأنها "مسرحيات دعائية لا تسمن ولا تغني من جوع" لافتين إلى أن الكميات التي تلقى من الجو لا تتجاوز في أحسن الأحوال حمولة شاحنتين أو ثلاث، في حين أن القطاع المحاصر بحاجة إلى مئات الشاحنات يوميا لسد رمق أكثر من مليوني إنسان.

وأشاروا إلى أن إحدى الطائرات ألقت مساعدات في مناطق إخلاء "خطيرة" في خان يونس، حملت فقط "7 مشاطيح" أي أقل من حمولة شاحنة واحدة، واصفين ما جرى بأنه "فتات جوي لا يصل إلى الجائعين، بل يتم تكديسه في أماكن مغلقة".



إعلان

وكتب أحد النشطاء "الإنزالات طريقة غير مجدية مطلقا، لا بكميتها ولا بطريقة وصولها للمجوعين".

وقال آخر "3 طائرات أسقطت 25 طنًا من المساعدات، أي ما يعادل شاحنتين فقط، لا تكفي لإطعام شارع واحد. المعادلة بسيطة: افتحوا المعابر".



ورأى ناشطون أن الإنزالات الجوية تجري بطريقة "استعراضية ومهينة" مشيرين إلى أن ما تم إلقاؤه على المجوعين لا يتجاوز حمولة شاحنتين أو ثلاث، بينما تريد إسرائيل تصدير "خبر السماح بالإنزالات" باعتباره تحولا إنسانيا.

وأكدوا أن ما يجري من عمليات إنزال جوي للمساعدات "ما هو إلا خداع مفضوح" مشددين على أن المطلوب حاليًا هو "تكثيف الضغط، قولا وفعلا، لفضح سياسة التجويع الممنهجة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة".

وقال أحدهم "السماح بالإنزالات هو الخبر الذي تريد تل أبيب (إسرائيل) تصديره للعالم. هي لا تسعى لحل الأزمة بل لتعويمها وتطويل أمدها".

واعتبر عدد من المدونين أن الإنزالات الجوية ليست حلا إنسانيا، بل أداة ضمن هندسة التجويع، تستخدم لامتصاص الغضب العالمي بعد انتشار صور المجاعة في غزة، وتصوير الاحتلال على أنه يستجيب للكارثة بينما يستمر فعليا في صناعتها.



وانتقد ناشطون أيضا عدم ملاءمة الإنزالات الجوية لواقع غزة الميداني، حيث تحولت إلى مدينة من الخيام المتلاصقة، في ظل سيطرة الاحتلال على 70% من مساحتها، مما تسبب في وقوع إصابات وقتلى نتيجة سقوط المساعدات على رؤوس الناس وخيامهم.

وشدد آخرون على أن الإنزالات الجوية تُسهم في إطالة أمد الأزمة وتعويمها بدلا من حلها، موضحين أن الاحتلال -تحت ضغط صور المجاعة القاسية- يسعى لتقديم هذه الإنزالات كخطوة لـ"كسر المجاعة" بينما هي مجرد صور استعراضية وموهومة.

وأجمع مدونون على أن الهدف العميق لهذه الإنزالات هو "ضرب الصورة الذهنية للفلسطيني أمام الشعوب الحرة" من خلال إذلاله، وتشويه كرامته، وتصويره كمن تخلى عن حقه في الحرية والمقاومة مقابل كيس طحين يُلقى عليه من السماء.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا