آخر الأخبار

الاحتلال يعزل مليوني فلسطيني في 17% من مساحة غزة

شارك

تحوّل نحو 82.4% من مساحة قطاع غزة الى مناطق خطرة، في حين يأوي حوالي 17.6% المتبقية ما يقرب من مليوني نازح فلسطيني، حسب خريطة بيانات أعدتها وكالة "سند" للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة.

وتشير تطورات الخريطة الأخيرة إلى أن الإنذارات شملت منطقة محور "كيسوفيم"، الذي يفصل دير البلح عن خان يونس ، وأصبحت المنطقة بين المدينتين تشكّل خطرا على النازحين، في حين لا يزال شارع الرشيد الساحلي هو الطريق الوحيد الواصل بين المحافظتين الوسطى والجنوبية، ولم يُصنَّف ضمن المناطق الخطرة حتى الآن.

وتتزامن عملية تضييق المناطق الآمنة وحصر مئات الآلاف من السكان في مساحات محدودة، مع تفاقم كارثة المجاعة ، نتيجة عدم توفر المساعدات بالكميات الكافية، إضافة إلى طريقة التوزيع غير المناسبة التي لا تضمن وصولها إلى جميع النازحين شمال وادي غزة وجنوبه.

وحسب تحليل بيانات أجرته "الجزيرة"، بلغت أوامر الإخلاء الإسرائيلية ذروتها منذ أبريل/نيسان الماضي، مع إخلاء مدينة رفح بشكل كامل، وإعلان الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية حملت اسم "عربات جدعون"، والتي تسببت في نزوح مئات الآلاف من سكان بيت حانون، بيت لاهيا، الشيخ زايد، تل الزعتر، جباليا، وحيّي التفاح والشجاعية شرق غزة، ولاحقا امتدت أوامر الإخلاء لتشمل مناطق واسعة من دير البلح ومعظم مدينة خان يونس، باستثناء بعض أجزاء منطقة المواصي .

وقد حللت وكالة "سند" صور أقمار صناعية، إلى جانب جمع إنذارات الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي خلال الفترة من 18 مارس حتى 20 يوليو 2025، وتم إسقاطها على خريطة واحدة بناءً على أرقام البلوكات الواردة في تلك الإنذارات، وهي تقسيمات اعتمدها الجيش الإسرائيلي منذ بدء عملياته في غزة في 7 أكتوبر 2023.

مصدر الصورة صور أقمار صناعية للبلوك 138 المكتظ بخيام النازحين في دير البلح 20 يوليو/تموز (وكالة سند-الجزيرة)

إخلاء 300 كيلو متر مربع

وأظهرت نتائج التحليل أن المساحة التي شملتها إنذارات الإخلاء بلغت نحو 300.6 كيلو متر مربع، ما يمثل 82.4% من مساحة قطاع غزة البالغة 364.8 كيلو مترا، مقابل رقعة ضيقة ومتفرقة لا تتجاوز نسبتها 17.6%، بمساحة تقدر بـ64.2 كيلو مترا، تُعد الملاذ الأخير للنازحين.

إعلان

وأصدر الجيش الإسرائيلي خلال 48 ساعة ماضية، إنذارات إخلاء شملت 9 بلوكات في منطقة دير البلح، وهي بلوكات (130، 132، 133، 134، 136، 137، 138، 139، 2351).

وحسب صور أقمار صناعية ملتقطة يوم أمس الأحد 20 يوليو/تموز الجاري، يتضح أنها مناطق مكتظة بخيام النازحين، وتبلغ مساحتها مجتمعة نحو 5.6 كيلو مترات مربعة.

ورغم أوامر الجيش الإسرائيلي للنازحين في دير البلح بالانتقال جنوبا إلى منطقة المواصي، فإن المناطق التي تُعد آمنة في خان يونس أصبحت محدودة للغاية، ومكتظة بالنازحين الذين توافدوا خلال الأشهر الماضية بفعل العمليات الإسرائيلية.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( أونروا )، تعليقا على أوامر الإخلاء الأخيرة في دير البلح، إن السلطات الإسرائيلية أصدرت المزيد من أوامر النزوح القسري لعائلات كانت قد أُجبرت سابقا على النزوح مرارا وتكرارا، وتساءلت في منشور عبر منصة "إكس" "إلى أين سيذهبون هذه المرة؟".

وأضافت الأونروا "القصف مستمر ولا مكان آمن في غزة. الناس يجوعون ولا يجدون طعاما. يجب السماح بدخول المساعدات على نطاق واسع وتوزيعها بأمان. يجب السماح للأونروا بالقيام بعملها. ووقف إطلاق النار الآن".

مصدر الصورة تكدس ومعاناة النازحين الفلسطينيين أمام نقطة المساعدات الأميركية (وكالة سند-الجزيرة)

حشود الباحثين عن الطعام

كما تبيّن صور أخرى حصلت عليها وكالة "سند" المشهد المأساوي لحشود النازحين الباحثين عن الطعام عند نقاط المساعدات الأميركية في جنوب قطاع غزة.

وتوضح صور الأقمار الصناعية ، المُلتقطة بتاريخ 13 يوليو الجاري، أكثر من حشدٍ للنازحين الذين توافدوا من خيامهم في منطقة المواصي بخان يونس ودير البلح، باتجاه نقطة المساعدات الأميركية الواقعة فيما يُعرف بمنطقة "الشاكوش" برفح والقريبة من خان يونس.

ويكشف تحليل الصور سيطرة الجيش الإسرائيلي على المنطقة بشكل كامل، في وقتٍ يحاول فيه النازحون انتظار فتح البوابة للحصول على المساعدات، بين الكثبان الرملية في 3 نقاط على الأقل، ويتجمع الآلاف منهم في منطقة تُعرف محليا بـ"الجورة"، وهي حفرة رملية يستغلها النازحون لمحاولة الاحتماء من رصاص الجيش الإسرائيلي والبقاء فيها لساعات طويلة.

ويفصل بين حشود الناس ونقطة المساعدات عدد من الآليات الإسرائيلية التي تحاصر المكان ناريا وتسيطر عليه بشكل كامل، وتُحيط بنقطة المساعدات نقطة عسكرية أخرى ومبانٍ يتحصّن بها الجيش، بما في ذلك القناصة، وفق شهود عيان.

وتشير المعطيات التحليلية للصور إلى أن النازحين يقطعون مسافة لا تقل عن 1.5 كيلومتر سيرا على الأقدام من آخر نقطة يُمنع عندها مرور المركبات وحتى نقطة المساعدات، ما يعني أنهم يقطعون نحو 3 كيلومترات ذهابا وإيابا، ولا تتوقف المعاناة عند هذا الحد، إذ يتوافد الناس إلى المنطقة قبل مدة تصل إلى 12-24 ساعة تحت حرارة الشمس، في محاولة للحصول فرصة الاستفادة من المساعدات نتيجة الأعداد الكبيرة التي تنتظرها.

وأشار الصحفي مهند قشطة ، وهو نازح من رفح، وقد عمل على توثيق ما يجري في منطقة المساعدات الأميركية أكثر من مرة، إلى حجم الفوضى الناتجة عن سوء التنظيم لآلاف الناس، وغياب المواعيد الدقيقة والمعلنة لفتح نقاط المساعدات التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية الأميركية.

إعلان

وأوضح أن المنطقة المعروفة بـ"الجورة" أصبحت نقطة موت بالنسبة للنازحين، إذ يتعرضون لإطلاق نار كثيف من قِبل آليات الجيش الإسرائيلي المتمركزة قبالة أماكن تواجدهم، رغم محاولاتهم الاحتماء من النيران.

مصدر الصورة رحلة النازحين تبدأ بالبقاء أو النوم في مكان قريب من نقطة المساعدات (وكالة سند-الجزيرة)

وقد اطّلع قشطة على صور الأقمار الصناعية الخاصة بهذا التقرير، وأشار إلى أن أعداد الناس الموجودين في محيط نقطة المساعدات تفوق بأضعاف ما يظهر في الصور.

وقال إن رحلة النازحين تبدأ بالبقاء أو النوم في مكان قريب من نقطة المساعدات، ثم الانتقال إلى نقطة توقُّف المركبات، والتسلل بعدها إلى منطقة "الجورة" لانتظار فتح البوابة الخاصة بنقطة المساعدات. وتكون ساعات الانتظار طويلة، ثم يُسمح لهم بعد ذلك بالوصول إلى النقطة، إلا أن معظمهم لا يحصل على المواد الغذائية بسبب عدم كفاية الكميات المتوفرة للآلاف من الناس.

وفي 14 يوليو الجاري، نشر ناشطون فلسطينيون مقطع فيديو، أظهر إطلاق الآليات الإسرائيلية لزخات كثيفة من الرصاص باتجاه طالبي المساعدات الذين كانوا يتجمعون في منطقة "الجورة"، استعدادا للوصول إلى نقطة توزيع المساعدات في رفح، وقد تحققت "سند" من الفيديو وتبين أنه حديث ويعود تاريخه إلى 12 يوليو الجاري بالمنطقة نفسها التي التقطت فيها صور الأقمار الصناعية.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي قبل يومين أن 877 مدنيا فقدوا حياتهم فيما سمّاه بـ"مصائد الموت-مراكز المساعدات الأميركية الإسرائيلية"، وأُصيب أكثر من 5 آلاف و666 مواطنا، فيما لا يزال 42 آخرون في عداد المفقودين.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل أمريكا سوريا

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا