آخر الأخبار

السويداء: الحكومة السورية تسحب قواتها "بالكامل" من المحافظة، وحصيلة الاشتباكات تتجاوز 500 قتيل

شارك
مصدر الصورة

وجّه رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع كلمة مسجلة للسوريين، عند فجر يوم الخميس، على وقع التطورات في البلاد، وما شهدته من اقتتال في محافظة السويداء، وقصف إسرائيلي طال "مؤسسات استراتيجية" في العاصمة دمشق.

وقال الشرع إنَّ "تدخلاً فعّالاً لوساطة أميركية وعربية وتركية، أنقذ المنطقة من مصير مجهول"، وأضاف أنَّ إسرائيل تسعى لتحويل سوريا لساحة فوضى غير منتهية عبر تفكيك وحدة الشعب السوري... وتمزيقه.

وأشار الشرع إلى أن السوريين لا يخشون الحرب، وأنَّ الموقف كان بين خيارين، إما "مواجهة مفتوحة مع إسرائيل على حساب أمن الدروز... وإما فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم، وتغليب المصلحة الوطنية على من يريد تشويه سمعة أهل الجبل".

وبينما شدد الشرع على أن الدولة غلّبت مصلحة السوريين في تجنب الدمار، قال إنها نجحت بإعادة الاستقرار و"طرد الفصائل الخارجة عن القانون في السويداء، رغم التدخلات الإسرائيلية".

وفي أول تصريح نقله التلفزيون لرئيس المرحلة الانتقالية بعد الغارات الجوية الإسرائيلية القوية على دمشق يوم الأربعاء، تعهد الشرع بحماية المواطنين الدروز معتبراً حقوقهم من الأولويات.

وأكد الشرع اتخاذ إجراءات لمحاسبة كل من أساء للدروز، ورفض أي مسعى يهدف لجرهم إلى "طرف خارجي أو إحداث انقسام" داخل الصف السوري.

مصدر الصورة

"360 قتيلاً في السويداء خلال 90 ساعة"

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان -مقره لندن-، إنَّ نحو 90 ساعة من الاشتباكات العنيفة التي شهدتها مدينة السويداء ومحيطها، أسفرت في حصيلة غير نهائية، عن مقتل 360 شخصاً، مشيراً إلى وجود معلومات عن عشرات القتلى الآخرين، من المدنيين والمسلحين الدروز، إضافة إلى عناصر من القوات الحكومية.

وأحصى المرصد مقتل 79 مقاتلاً درزياً و55 مدنياً، مقابل 189 قتيلاً من القوات الحكومية إضافة إلى 18 مسلحاً من البدو في أعمال عنف طائفية، ومقتل 15 عنصراً من القوات الحكومية جراء الغارات الإسرائيلية.

وقال المرصد إنه وثّق مقتل 27 شخصاً، بينهم 4 نساء ورجل مسن، في إعدامات ميدانية على "يد عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية".

انسحاب الجيش السوري من السويداء

في حديث رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع عن التطورات في السويداء قال: "لقد قرّرنا تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء، مؤكدين أن هذا القرار نابع من إدراكنا العميق لخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية، وتجنب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة قد تجرّها بعيداً عن أهدافها الكبرى في التعافي من الحرب المدمرة وإبعادها عن المصاعب السياسية والاقتصادية التي خلّفها النظام البائد".

يأتي هذا بعدما أعلنت السلطات السورية، الأربعاء، بدء انسحاب قواتها من السويداء التي شهدت أعمال عنف دامية، تزامنت مع دعوة أمريكية لخروج القوات الحكومية من المحافظة.

وجاء إعلان الانسحاب بعد تأكيد وزارة الداخلية السورية، مساء الأربعاء، التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، يضم 14 بنداً، ينص أبرزها على إيقاف كل العمليات العسكرية بشكل فوري وتشكيل لجنة مراقبة من الدولة السورية وشيوخ دروز للإشراف على عملية التنفيذ.

وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قد أعلن التوصل إلى توافق على "خطوات محددة من شأنها أن تضع حداً الليلة للوضع المضطرب والمرعب"، مضيفاً أنه يتوقع أن "يفي جميع الأطراف بالتزاماتهم".

مصدر الصورة

ضربات إسرائيلية

مصدر الصورة

شن الجيش الإسرائيلي هجماتٍ جوية على مقر رئاسة الأركان في دمشق وعلى ما وصفه بـ "هدف عسكري" في محيط القصر الرئاسي، فيما أفادت السلطات السورية بسقوط ثلاثة قتلى.

وقال مصدر عسكري في وزارة الداخلية السورية لفرانس برس إن القصف طال "محيط مطار المزة حيث توجد بعض مستودعات الذخيرة".

بدوره أصدر قائد أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زمير تعليمات تقضي بـ"تعزيز إضافي لقدرات الاستخبارات والضربات بغية رفع وتيرة الهجمات في سوريا في حال الضرورة". وقال زمير: "لن نسمح لجنوب سوريا بأن يتحول إلى بؤرة إرهاب، لن نعتمد على أي طرف آخر، بل سندافع بأنفسنا عن المجتمعات المحاذية للحدود".

وتقول إسرائيل إنها تريد "حماية" الدروز، مشددة على أنها لن تسمح بوجود عسكري في جنوب سوريا قرب حدودها.

وأثارت الضربات الإسرائيلية استياءً واسعاً إذ حث الاتحادُ الأوروبي إسرائيلَ على ضرورة وقف ضرباتها فورياً في سوريا، فيما أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسون عن أمله بـ"تهدئة حقيقية" في محافظة السويداء، داعياً إسرائيل إلى "الوقف الفوري لجميع الانتهاكات لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، والامتناع عن أي إجراءات أحادية الجانب تؤدي لتفاقم الصراع".

كما نددت طهران بما وصفته "العدوان السافر" للجيش الإسرائيلي على الأراضي السورية.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد حثت القوات الحكومية السورية على مغادرة منطقة النزاع في جنوب سوريا "لخفض التوترات".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس في تصريح لصحفيين "ندعو الحكومة السورية، في الواقع، إلى سحب قواتها العسكرية لتمكين جميع الأطراف من احتواء التصعيد وإيجاد سبيل للمضي قدماً".

واندلعت اشتباكات عنيفة في حي المقوس شرقي السويداء الذي تقطنه عائلات بدوية، بعد هجوم نفّذه مسلحون دروز لتحرير نحو 10 أشخاص احتجزهم عناصر من البدو صباح الأحد الماضي، ردّاً على احتجاز مسلحين دروز لأشخاص من البدو على خلفية اعتداءٍ تعرّض له سائق شاحنة درزي في ريف دمشق، وفقاً للتقارير.

ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية الإثنين تدخلها في المحافظة لفض الاشتباكات، لكن بحسب المرصد وشهود وفصائل درزية، فقد تدخلت مجموعات من هذه القوات إلى جانب البدو، مما أدى لاتساع دائرة الاشتباكات ووقوع مئات القتلى والجرحى.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا