أفاد مسؤولون بوزارة الصحة الفلسطينية بأنّ ما لا يقل عن 95 شخصاً في غزة قُتلوا في هجمات إسرائيلية على القطاع يومَي الجمعة والسبت.
وقال جهاز الدفاع المدني في غزة، يوم السبت، إن قوات إسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 36 فلسطينياً، ستة منهم رمياً بالرصاص، قُرب مركز لتوزيع المساعدات تديره "منظمة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، إن ستة أشخاص قُتلوا، فيما أصيب كثيرون بنيران قوات إسرائيلية قُرب منطقة "دوّار العالم"، في رفح جنوبي القطاع حيث كانوا قد تجمّعوا للحصول على مساعدات إنسانية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقتْ "طلقات تحذيرية" صوب أفراد كانوا "يتقدّمون على نحو يُشكّل خطورة على القوات" الإسرائيلية، وفق ما نقلت الوكالة الفرنسية للأنباء.
تُشير التقارير الواردة من داخل غزة إلى مقتل المزيد من الفلسطينيين بالرصاص بالقرب من مراكز توزيع الغذاء التي تديرها منظمة إغاثة "مُثيرة للجدل".
وأفادت التقارير بمقتل أربعة أشخاص على الأقل يوم الأحد أثناء توجههم إلى مواقع تديرها مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
قيل إن الحوادث وقعت في وسط وجنوب غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق طلقات تحذيرية على أشخاص اقتربوا من قواته بعد أن تلقى تحذيرًا شفهيًا بمغادرة المنطقة، التي كانت تُعتبر منطقة عسكرية نشطة آنذاك.
وقُتل عشرات الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة في مراكز إغاثة تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، التي انتقدتها الأمم المتحدة لكونها "غير نزيهة ولا محايدة".
كما امتنعتْ "منظمة غزة الإنسانية" عن توزيع أي أطعمة إغاثية يوم السبت، مُتّهمة حماس بتشكيل تهديدات "يستحيل معها" العمل في القطاع – وهو ما تُنكره الحركة الفلسطينية.
وقال مسؤول في حماس لوكالة رويترز للأنباء، إنه لا عِلم له بمثل هذه "التهديدات المزعومة"، على حدّ تعبيره.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا، إن مدنيين يعانون من الجوع في غزة تعرّضوا لهجمات إسرائيلية، بينما كانوا يسعون للحصول على مساعدات غذائية من مراكز لتوزيعها في القطاع.
ونوّهت الأونروا، في بيان يوم السبت، إلى أن كثيرين من هؤلاء الفلسطينيين رجعوا بأيادٍ خاوية، بعد أن نجوا من الهجمات الإسرائيلية.
جاء ذلك بعد تعليق مؤقّت لتوزيع المساعدات، إثر حوادث قتْل شبيهة وقعتْ في وقت سابق من الأسبوع المنصرم.
ومنذ 27 مايو/أيار المنصرم، وصل عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا بنيران إسرائيلية في أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات من "منظمة غزة الإنسانية"، إلى 115 شخصاً، فيما أصيب أكثر من 580 آخرين، بالإضافة إلى تسعة مفقودين، وفقاً لوكالة الأناضول للأنباء.
وأكّدت سُلطات في غزة جهوزيتها لتأمين قوافل المساعدات الإنسانية، بما يضمن وصولها إلى عائلات في حاجة ماسّة إليها، بحسب ما أعلن مسؤولون يوم السبت.
وشدّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان، على أهمية دور الأمم المتحدة باعتبارها منظمة دولية شرعية لديها خبرة امتدتْ لعقود في خدمة اللاجئين الفلسطينيين وحماية حقوقهم.
في الوقت نفسه، أدان البيان مبادرات مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل تخضع لإشراف الجيش الإسرائيلي، في إشارة إلى منظمة غزة الإنسانية، مُتهماً إياها بـ "الفشل الذريع".
وفي 19 مايو/أيار الماضي، سمحتْ إسرائيل، على نطاق محدود، باستئناف عمليات تُشرف عليها الأمم المتحدة لتوزيع المساعدات في غزة، بعد حصار استمر 11 أسبوعاً.
وجاء ذلك وسط تحذيرات أطلقها خبراء من أنّ شبح المجاعة يخيّم فوق القطاع الفلسطيني الذي يعيش فيه نحو 2.3 مليون نسمة.
في غضون ذلك، وصلت السفينة "مادلين" المُحمّلة بالمساعدات وعلى متنها 12 ناشطاً، قُبالة السواحل المصرية، في طريقها إلى قطاع غزة، وذلك في محاولة لتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين في مواجهة الحصار الإسرائيلي، الذي لم يُخفَّف إلا جزئياً.
وتعهّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بمنع وصول السفينة مادلين إلى قطاع غزة.
وقال كاتس، يوم الأحد، إن بلاده لن تسمح لأي شخص بأن يكسر حصارها البحري على القطاع الفلسطيني، والذي يهدف إلى منع حماس من استيراد أسلحة – على حدّ قوله.
وتحمل "مادلين" على متنها ناشطين حقوقيين بينهم السويدية غريتا ثانبيرغ، الناشطة في مجال تغيّر المناخ.
واشتعلت الحرب في غزة بعد أن قتلت حماس نحو 1,200 شخصاً في إسرائيل واختطفت 251 آخرين، معظمهم مدنيون، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ليشنّ الجيش الإسرائيلي، بدورِه، حملة لم تهدأ منذ ذلك الحين، مُسوّياً مُعظم القطاع بالأرض، وهو ما أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقاً للسلطات الصحية في غزة.