آخر الأخبار

كيف تبدو أولى رحلات الحج من دمشق هذا العام؟

شارك





دمشق- "أشعر بسعادة غامرة لأنها المرة الأولى التي أخرج فيها من مطار دمشق مباشرة لأداء فريضة الحج، الأمر الذي سهل عليَّ كل شيء، وخفف من مشقة التنقل على كبار السن"، بهذه الكلمات عبّر الحاج ماهر السقا (61 عاما) عن سروره بوجوده في أولى رحلات الحج التي تنطلق من دمشق مباشرة إلى المملكة العربية السعودية بعد سقوط نظام بشار الأسد المخلوع في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.

مصدر الصورة الحاج ماهر السقا عبّر للجزيرة نت عن سروره بانضمامه لأولى رحلات الحج مباشرة من دمشق (الجزيرة)

وأضاف الحاج ماهر -في حديث للجزيرة نت- أن "هذه هي المرة الأولى أيضا التي أشعر فيها بأن الإنسان المؤمن في سوريا أصبح بإمكانه التصرف بما يشاء وكما يشاء دون عوائق أو تضييقات".

وكانت أولى قوافل الحجاج قد انطلقت من العاصمة دمشق الأحد الماضي، متجهة إلى مطار جدة السعودي، وضمت القافلة سوريين من جميع المحافظات لأول مرة منذ 12 عاما، إذ كان يلجأ الحجاج في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام إلى السفر عبر دول الجوار طوال تلك السنوات.

مصدر الصورة الموجه الديني محمد منصور: رحلة الحج هذا العام تبدو مختلفة تماما (الجزيرة)

حضور الشباب

وقال محمد منصور، الموجه الديني والمسؤول التنظيمي في مجموعة حجاج "حرة الشام"، إن رحلة الحج هذه المرة تبدو مختلفة تماما، مشيرا إلى "التغييرات الكثيرة" التي طرأت على أسلوب تنظيم الحج لهذه السنة.

إعلان

وكان من أبرز التغييرات عملية التحضير المسبق لرحلات الحجاج، والتي بدأت قبل 3 أشهر داخل سوريا وفي المملكة العربية السعودية، وأصبح بفضلها هناك فرق متخصصة من المشرفين تتولى استقبال الحجاج في مطار جدة، وتأمين انتقالهم إلى مكة المكرمة، ثم إلى الفنادق، ومرافقتهم في أداء المناسك، وصولا إلى المدينة المنورة، قبل العودة إلى دمشق أخيرا.

وأكد المسؤول التنظيمي أن هذه الترتيبات لم تكن متوفرة في عهد النظام السابق، إذ كانت تُلقى أعباء تأمينها على عاتق فوج الحجاج وحده، وفقا لما يمكنه تأمينه منها. أما اليوم، فقد تم تأسيس "اللجنة العليا للحج" لتتولى مهمة التنظيم وتوفير مختلف الخدمات، مما شكّل نقلة نوعية في مستوى الرعاية المقدمة للحجاج.

مصدر الصورة صالة استقبال الحجاج في مطار دمشق الدولي (الجزيرة)

إضافة إلى ذلك طرأت تعديلات على معايير القبول، فبعد أن كان اختيار الحجاج يعتمد في المقام الأول على أولوية السن، أصبح اليوم ما نسبته 65% من المقاعد تُمنح عبر نظام القرعة، في حين خُصصت 35% من المقاعد فقط لكبار السن، ويشير منصور إلى أن هذه المعايير الجديدة أسهمت في زيادة نسبة الشباب ضمن وفود الحجاج "فأعطوا بهمتهم وحيويتهم طابعا خاصا للموسم هذه السنة".

وعن إقبال السوريين على الحج، قال منصور إنه عالٍ رغم الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد. واختتم بقوله: "نأمل مع تحسن الأوضاع الاقتصادية بعد رفع العقوبات أن تصبح رحلة الحج أكثر سهولة ويسرا السنوات المقبلة".

مصدر الصورة الحاجة فاطمة عطية خضر فخورة بتحرير سوريا وفرحة لتمكنها من الذهاب لأداء مناسك الحج (الجزيرة)

فرحة كبيرة

وشارك حجاج في مطار دمشق الدولي، ممن قابلتهم الجزيرة نت، مشاعرهم بالفرح والراحة والأمان مع بداية رحلتهم إلى مدينة جدة اليوم الثلاثاء.

وقالت الحاجة فاطمة عطية خضر إنها تشعر بفرح مضاعف، لأنها ستؤدي مناسك الحج من جهة، ولأنها تغادر اليوم عبر مطار دمشق الدولي من جهة أخرى، الأمر الذي يجعلها تشعر بأنها متساوية مع الآخرين وفخورة بـ"تحرير سوريا".

مصدر الصورة الحاج محمد علي رمضان: التغيير شمل كل شيء بعد سقوط النظام (الجزيرة)

ومن جهته، يصف الحاج محمد علي رمضان (67 عاما) شعوره في هذا الحج بأنه "يكاد لا يصدق"، مضيفا في حديث للجزيرة نت: "سقوط النظام البائد غيّر كل شيء، فإلى الآن نشعر بداخلنا بالفرح العميق، فالتغيير شمل الحج والعبادة وجميع مناحي الحياة".

إعلان

وعن التغيير الذي لمسه في رحلة الحج لهذه السنة، يتابع الحاج محمد: "اليوم، بفضل الله، صار هناك نظام وتنظيم وأصبح كل الحج مندمجا ضمن تكتلات واحدة، وكل مجموعة حجاج لها مشرف ومعاون وموجه، وهذا الشيء لم يكن متوفرا على عهد النظام المخلوع".

واختتم الحاج حديثه بالقول: "وفي نهاية المطاف، فإن حال من يسافر من بلده يختلف كثيرا عن حال من يسافر من دول الجوار".

من مطار دمشق الدولي حيث جرى تجهيز صالات جديدة مكيفة لضمان راحة الحجاج (الجزيرة)

استعدادات استثنائية

وحول الاستعدادات في مطار دمشق الدولي لموسم الحج، يقول مصطفى كاج، المسؤول الإعلامي في الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي في سوريا، إنها كانت تحضيرات استثنائية هذا العام، خاصة أنها تمثّل أول انطلاقة حقيقية لموسم الحج بعد التحرير.

ويشير الكاج -في حديث للجزيرة نت- إلى أنه جرى تجهيز صالات جديدة في مطار دمشق الدولي بمساحات واسعة ومزودة بكافة المتطلبات، من أجهزة تكييف مخصصة لتناسب كبار السن إلى غيرها من البنى التحتية الحديثة كأنظمة المراقبة والتفتيش المتطورة لضمان راحة وسلامة الحجاج.

ووفقا للمسؤول، فقد تم تشكيل فريق خدمي مكوّن من أكثر من 100 شخص من الذكور والإناث، مهمتهم تسهيل إجراءات الحجاج، ومساعدتهم في التنقل، ونقل أمتعتهم، وتقديم الإرشادات اللازمة منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم.

ومن جهته، أوضح وزير الأوقاف السوري محمد أبو الخير شكري، أول أمس الأحد، خلال جولة تفقدية في مطار دمشق الدولي، أن عدد الحجاج السوريين لهذا العام بلغ 22 ألفا و500 حاج، سيغادرون من سوريا وعدد من الدول الأخرى، في أول موسم حج يُنظَّم بعد "التحرر من النظام البائد".

إعلان

وأشار الوزير إلى أن بعثات الحج السورية تنقسم هذا العام إلى 3 بعثات رئيسية: بعثة دينية تشرف على أداء المناسك وتقديم المحاضرات التوعوية، وبعثة إدارية تتولى شؤون السكن والنقل والإعاشة، وبعثة صحية تضم أطباء تابعين لوزارة الصحة، مهمتهم متابعة الحالة الصحية للحجاج طوال فترة الرحلة.

وأكد شكري أن جميع الجهات الرسمية من وزارات ومديريات وموظفين عملوا بروح الفريق الواحد لإنجاح موسم الحج، مشددا على أن تعاملهم مع هذه المهمة كان باعتبارها "عبادة قبل أن تكون وظيفة"، وأنهم على استعداد لتقديم كل ما يلزم لخدمة الحجاج وتيسير رحلتهم.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا