آخر الأخبار

تيم سباستيان ورنا الصباغ يكتبان: السوفيتية تتمدد في أمريكا

شارك
مصدر الصورة Credit: JORGE SILVA/POOL/AFP via Getty Images

هذا المقال بقلم تيم سباستيان، صحفي بريطاني ومحاور تلفزيوني ومؤلف كتب، ورنا الصباع صحفية ومحررة استقصائية عربية. يتشارك الاثنان في منصة مستقلة على وسائل التواصل الاجتماعي تسلط الضوء على قضايا الساعة الإشكالية.

ليس من الصعب فهم سبب الانسجام بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين. كلاهما لا يكنّ أي احترام لمبدأ فصل السلطات – الركيزة الأساسية لأي دولة ديمقراطية. كلاهما لا يتورع عن ملاحقة أعدائه السياسيين، ويجد متعة في الانتقام منهم. في الداخل، يسعيان للسيطرة على الإعلام، والجامعات، وجهاز الدولة بأكمله لكن قبل كل شيء: على القضاء، والقضاة، وأجهزة الأمن.

الرئيس بوتين أخضع بلاده منذ سنوات. فالقضاة الروس يتلقون تعليماتهم مباشرة من الكرملين. نادراً ما يُبرَّأ شخص يمثل أمام محكمة روسية. إصبع بوتين يتحكم بكل ما هو مهم في شأن الدولة.

أما الرئيس ترامب، وبعد ثلاثة أشهر فقط في منصبه، فيبدو مصمماً على انتزاع سلطات مماثلة – غير أن معاركه الكبرى مع القضاء لا تزال بانتظاره.

بعد فوزه بالرئاسة من خلال انتخابات حرة، يزعم ترامب أن أوامره هي الوحيدة التي يجب أن تُنفذ. يقول: "لقد انتُخبت من قبل ملايين الأمريكيين، أما القضاة فلم يُنتخبوا. أنا من يملك القرار".

ومن بين العديد من الخبراء القانونيين الذين رفضوا هذا التفسير، كان القاضي هارفي ويلكينسون من محكمة الاستئناف الأمريكية للدائرة الرابعة، والذي أدان عمليات الاعتقال والترحيل التي ينفذها ترامب حالياً بحق المهاجرين غير الشرعيين، دون منحهم أي فرصة للطعن بقراراته لحماية مصيرهم.

قال ويلكينسون: "يجب أن يكون هذا صادماً ليس فقط للقضاة، بل أيضاً للحدس الفطري المتعلق بالحرية الذي لايزال الأمريكيون البعيدون عن المحاكم يعتزون به".

وسرعان ما سيتضح ما إذا كان هذا فعلاً صادماً للأمريكيين كما يظن القاضي.

ترامب يتجاهل بالفعل أوامر المحاكم، ويوسّع سلطاته، ويتحدى النظام القضائي لمواجهته. أمريكا تتجه بسرعة إلى مياه دستورية مجهولة.

الكثير يتوقف على رد فعل القضاة، وعلى مدى استعدادهم لكبح جماح رئيس بات يدعي امتلاك سلطة شبه مطلقة ويتصرف على أساسها.

وليس في أمريكا وحدها يُظهر ترامب عضلاته. انظر إلى تفاخره برغبته في الاستيلاء على غرينلاند أو قناة بنما أو حتى ضم كندا لتصبح الولاية رقم 51.

مثل بوتين، ينظر ترامب إلى التوسع الإقليمي كوسيلة للهيمنة. بالنسبة لهما، الأرض تعني القوة.

وإذا كانت هناك حدود لطموحاتهما الشخصية الأنانية، فإن العالم لم يشهدها بعد.

ولتأكيد هذه النقطة، بدأ ترامب يلمّح إلى تعديل الدستور الأمريكي لتحقيق ما يبدو أنه أكثر ما يرغبه: فترة رئاسية ثالثة.

وبالطبع، يضيف مازحاً: "من المبكر الحديث عن ذلك." فلماذا يتحدث عنه إذن؟ الجواب يأتي لاحقاً، في مكان آخر – لكنه يحمل نفس الرسالة. هذه المرة، يضيف ترامب تحذيراً واضحاً: "أنا لا أمزح".

فسّره كما تشاء – لكن الرجل الجالس في المكتب البيضاوي، والذي أُدين بتزوير سجلاته التجارية، وكذب أكثر من أي رئيس أمريكي آخر في الذاكرة الحديثة، قد يكون – في هذه المرة تحديداً – صادقاً.

سي ان ان المصدر: سي ان ان
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا