آخر الأخبار

تسريبات نتنياهو للخارج.. هي رسائل للداخل

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي



من لقاء بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب في واشنطن - 7 أبريل 2025 - رويترز

أثارت معلومات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الكثير من ردود الفعل، حيث أفادت المعلومات بأن إسرائيل جهزت لقصف المنشآت النووية الإيرانية، وكانت تنوي القيام بذلك في شهر مايو (أيار) القريب، وهو موعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية، وعدد من دول المنطقة. التسريبات التي حصلت عليها "نيويورك تايمز" جاءت لتقول إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تنفيذ خطته عندما استدعاه للبيت الأبيض على وجه السرعة.

هذه المعلومات تؤكد ما كنا نشرناه من أن الرئيس الأميركي حذر نتنياهو من عرقلة مساعي المفاوضات الأميركية الإيرانية.

وفي أوساط واسعة بإسرائيل يعتقدون أن التسريب هذا جاء من مكتب نتنياهو إن لم يكن نتنياهو بنفسه هو من سرب المعلومات للصحيفة، وكمن يعرف سير الأمور وعمل مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو، فلا أستبعد أن يكون الأمر كذلك، فالتسريب للإعلام هو طريقة نتنياهو لكسب الرأي العام وخاصة قاعدته.

تعبيرية

هذه ليست المرة الأولى التي يفعلها، ففي العام 2012 تم تسريب معلومات لصحف أميركية بأن الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما منع نتنياهو من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.

رئيس الحكومة الإسرائيلي الحالي على رأس الحكومة منذ 2009، ومنذ ذلك الحين وهو يهدد بضرب المنشآت النووية ويتحدث عن خطط وأسلحة وعمليات كوماندوز ضد المنشآت الإيرانية، إلا أنه لم يجرؤ حتى اللحظة على فعل شيء أو إعطاء الأوامر للجيش الإسرائيلي لتنفيذ الخطط المرسومة، وحتى بعد الحصول على أسلحة وقذائف قادرة على تفجير المنشآت تحت الأرض وفي بطون الجبال.

بنيامين نتنياهو يتبع خطة التجهيز والتحضير ثم القول إنهم "منعوه"، وذلك كي يبقى سيد الأمن والخطط الحربية في نظر مؤيديه وقاعدته الشعبية التي لا ترى قائداً غيره قادرا على جلب الأمن لإسرائيل. هو يعرف تماما كيف يروج لنفسه فهو خبير بنفسيات قاعدته الشعبية اليمينية والمركبة من الشرقيين الذين أشبعهم "مراجل" في الحرب على غزة ولبنان ويفهم نفسية اليمين المتدين من المستوطنين، الذين يرون بالحزب والعمليات العسكرية ضمانة لبقائهم في المستوطنات بالضفة الغربية وشرق القدس.

الإدارة الأميركية الحالية منقسمة هي أيضاً على نفسها في مسألة الضربة العسكرية لإيران، لكن الرئيس دونالد ترامب هو الذي سيقرر بنهاية المطاف ما سيكون، وقد قرر في هذه المرحلة منح الوقت للدبلوماسية والتفاوض لإنهاء البرنامج النووي العسكري لإيران، مستبعدا ضربة عسكرية ترفع أسعار النفط بشكل كبير في فترة حساسة جدا للاقتصاد الأميركي وخطة ترامب للرسوم الجمركية.

أما الضربة فهي واردة في حال فشل المفاوضات وانهيارها كليا، بحسب ما يقول المقربون من ترامب، كما أشار مسؤول أميركي إلى أن توقيت الضربة التي خطط لها نتنياهو كانت لتعرقل ليس فقط مفاوضات النووي مع إيران بل إلغاء زيارة ترامب للمنطقة وخاصة للملكة العربية السعودية، والتي يسعى ترامب للتوصل معها لاتفاق استثماري هائل واتفاق أمني واسع يمنح المملكة قدرات بناء مفاعلات نووية وتخصيب اليورانيوم على أرضها للأغراض المدنية، وكذلك إبرام صفقة تزويد المملكة بطائرات الشبح إف35.

من تجربتنا طويلة الأمد في مجال العمل الصحافي بإسرائيل، فإن تسريبات نتنياهو هذه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فهو خبير في هذه الأمور، ومؤخرًا اعترف بأنه أوعز لأحد مساعديه، الذي اعتقل في قضية "قطرغيت"، بتسريب معلومات أمنية وسرية من جلسة الكابينيت في إطار تلميع صورته -أي نتنياهو- والقول إنه يعمل لإطلاق سراح الأسرى من غزة، بينما حماس هي التي تعرقل ذلك، وهذا الأمر الآن تحت تحقيق في الشاباك والشرطة لأن ذلك يعتبر مخالفة قانونية لتعليمات الرقابة والتي تسري أيضاً على رئيس الوزراء مثل بقية الوزراء والمشاركين في الجلسات الحساسة.

ومن قراءة ما يجري في إسرائيل الآن وحرب نتنياهو على رئيس الشاباك، رونين بار، ومنع واشنطن تل أبيب من شن هجمات على إيران وتكثيف الاحتجاجات لإطلاق الأسرى والمحتجزين، ومطالبة ترامب إنهاء حرب غزة قبل زيارته السعودية، يتبين أن نتنياهو يسابق الزمن للبقاء في منصبه والحفاظ على حكومته الحالية، وأن خططه بدأت تصطدم بنوايا وخطط دونالد ترامب السلمية والنهوض بالاقتصاد الأميركي وتنفيذ وعوده للناخب الأميركي.

فهل باتت أيام حكومة نتنياهو هذه معدودة؟ وأي أرنب سيسحب من أكمامه في حال فرض عليه البيت الأبيض إنهاء الحرب والانسحاب من غزة ولبنان وسوريا؟

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا