آخر الأخبار

ماهر الشرع: من هو شقيق أحمد الشرع وما علاقته بروسيا؟

شارك
مصدر الصورة

في قلب التحوّلات السياسية التي تشهدها سوريا، يبرز اسم ماهر الشرع كأحد الشخصيات التي قد تكون مفصلية في تحديد ملامح المستقبل السوري.

ومع تعيينه أميناً عاماً للرئاسة في سوريا، في الخامس من أبريل/نيسان 2025، يصبح الشرع من أقرب المقرّبين إلى رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، ما يفتح الباب حول تساؤلات عديدة تتعلّق بتأثيره المحتمل في سياسات الدولة خلال المرحلة المقبلة.

ما يميّز ماهر الشرع هو شبكة علاقاته الشخصية والعائلية التي تتجاوز الحدود السورية. فهو ليس فقط شقيق رئيس المرحلة الانتقالية في البلاد، بل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بروسيا، القوة الكبرى التي شكّلت الداعم الأساسي لنظام بشار الأسد خلال سنوات الحرب.

وتُعدّ زوجته، تاتيانا زاكيروفا، التي تحمل الجنسيتين الروسية والسورية، إحدى الركائز الأساسية في علاقة عائلة الشرع بالدولة الروسية. وتشير تقارير عديدة إلى وجود روابط تجارية لعائلتها في روسيا، تشمل عقوداً حكومية كبيرة، ما يثير تساؤلات حول تأثير هذه المصالح في السياسة الداخلية السورية.

اليوم، لم تعد أهمية ماهر الشرع مقتصرة على كونه جزءاً من الهيكل السياسي السوري، بل تجاوزت ذلك ليصبح حلقة وصل محورية بين سوريا وروسيا.

وتظهر علاقات أسرته التجارية والتدريبية مع موسكو احتمال أن تلعب دوراً حاسماً في صياغة السياسات الاقتصادية والعسكرية لسوريا في المستقبل.

مصدر الصورة

من هو ماهر الشرع؟

ماهر الشرع هو شقيق رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، وقد عُيّن مؤخراً في منصب رفيع ضمن الإدارة الرئاسية السورية، بوصفه أميناً عاماً للرئاسة.

هذا الدور، الذي يتولّاه بعد فترة قصيرة من شغله منصب القائم بأعمال وزير الصحة، يضعه في قلب الآلة السياسية السورية. إذ يشرف الأمين العام للإدارة الرئاسية على تنظيم جدول أعمال الرئيس، والتنسيق مع المؤسسات الحكومية، والإشراف على تنفيذ المراسيم الرئاسية، وضمان تطبيق القرارات الرسمية.

تولّى ماهر الشرع منصب وزير الصحة بالوكالة في 16 ديسمبر/كانون الأول 2024، وذلك بعد تشكيل حكومة محمد البشير التي أعقبت سقوط بشار الأسد. واستمر في هذا المنصب لأكثر من ثلاثة أشهر، حتى 29 مارس/آذار 2025، حين اختير مصعب نزال العلي خلفاً له، بحسب التلفزيون الرسمي السوري.

ويعكس عمله الاستشاري في المستشفيات الواقعة شمال سوريا، بين عامي 2022 و2023، تدخّله المتزايد في إدارة البلاد، كما أنّ علاقته الوثيقة بشقيقه الرئيس لا يمكن تجاهلها عند تحليل مسيرته المهنية.

وقبل دخوله المجال السياسي، أمضى ماهر الشرع فترة طويلة في روسيا، حيث لم يقتصر نشاطه على المجال الطبي، بل بنى أيضًا روابط عائلية وثيقة هناك.

تخصّص في طب النساء، وعمل في عدد من المؤسسات الطبية الروسية.

رحلته التعليمية والمهنية

ولد ماهر الشرع في دمشق عام 1973، وبدأ مسيرته التعليمية في أكاديمية فورونيغ الطبية الحكومية في روسيا، وهي من بين أعرق المؤسسات الطبية في البلاد.

تخرّج منها عام 2000، حيث حصل على شهادة الطب العام، ثم تخصّص في طب النساء.

بعد التخرّج، عاد إلى سوريا وبدأ مسيرته المهنية في مجال الطب، حيث عمل في عدد من المستشفيات حتى عام 2013، قبل أن يعود مجدداً إلى روسيا ليواصل عمله هناك، ويمضي أكثر من عقد في المجال الطبي.

وخلال تلك الفترة، تولّى رئاسة قسم صحة النساء في عيادة تتبع شركة السكك الحديدية الروسية (RZD) في مدينة فورونيغ ، حيث بقي حتى عام 2024.

وفي موازاة عمله، أكمل عدة دورات تدريبية متخصصة في أكاديمية فورونيغ، ما عزّز من مهاراته وخبرته الطبية.

ورغم الظروف السياسية المعقّدة التي مرّت بها سوريا آنذاك – بما في ذلك ارتباط شقيقه أحمد الشرع بجماعات متطرفة مثل جبهة النصرة، ذات الصلة بتنظيم القاعدة – لم تؤثّر تلك الخلفية على مسيرته المهنية في روسيا.

يعكس تاريخ ماهر الشرع في روسيا صورة لمسيرة مهنية مزدوجة، إذ واصل تطوّره في مجال الطب داخل روسيا، بينما كانت سوريا تمرّ بفترات عصيبة سياسياً، في توازن دقيق بين مساراته الشخصية والمهنية خلال تلك المرحلة.

ماذا نعرف عن زوجته وأولاده؟

يتعزّز ارتباط ماهر الشرع بروسيا من خلال زواجه من تاتيانا زاكيروفا، وهي مواطنة روسية تحمل الجنسية السورية.

تخرّجت زاكيروفا من جامعة فورونيغ الطبية الحكومية عام 2004، بعد دراستها في قسم الطب العام، ثم عملت في المجال الطبي داخل روسيا، قبل أن تنتقل إلى سوريا بعد زواجها من ماهر الشرع.

أولادهما الثلاثة مندمجون ضمن النظام التعليمي الروسي؛ إذ يدرس الابن الأكبر راشد، البالغ من العمر 23 عاماً، في كلية الرياضيات التطبيقية والمعلوماتية والميكانيكا في جامعة فورونيغ الحكومية، بينما تتابع ماريا (20 عاماً) دراستها في نفس الجامعة، ويدرس كمال (13 عاماً) في أحدى المدارس المحلية، في انعكاس واضح على استقرار الأسرة في روسيا، وعمق علاقاتها بالبلاد.

عائلة زاكيروفا والنفوذ الروسي

تنتمي تاتيانا زاكيروفا إلى عائلة ذات حضور تجاري واسع في روسيا.

فشقيقتها يفغينيا زهيربستوفا تنشط في مجال الأعمال في فورونيغ، وتمتلك شركة كبيرة تدير مشاريع تجميلية عديدة، حصلت على عقود حكومية ضخمة من إدارة مدينة فورونيغ، بلغ مجموعها أكثر من 50 مليون روبل (نحو 600 ألف دولار) خلال السنوات الأخيرة، بحسب وسائل إعلام روسية.

وقد أثار ذلك تساؤلات حول احتمال وجود تضارب مصالح، بالنظر إلى الروابط السياسية المتنامية بين عائلة الشرع والحكومة السورية.

منذ أوائل الألفينات، كانت تاتيانا زاكيروفا نشطة في مجال الأعمال التجارية، حيث امتلكت حصصاً في شركات متعددة، من بينها "بانتيرا"، المتخصّصة بفحص المركبات، ولاحقاً "سمارت غاردن" لتصميم الحدائق.

أما شركتها الأبرز "نيسكوشني غاردن"، فقد أصبحت من الشركات الرائدة في مجال تنسيق المناظر الطبيعية في روسيا، وتعاونت مع إدارة مدينة فورونيغ في تنفيذ مشاريع كبرى.

منذ عام 2013، حصلت هذه الشركة على عقود حكومية سنوية لتنفيذ مشاريع تنسيق الحدائق، تجاوزت قيمتها 45 مليون روبل (أكثر من نصف مليون دولار) خلال السنوات الثلاث الماضية فقط.

ويثير استمرار حصول شركة زاكيروفا على هذه العقود من الحكومة المحلية تساؤلات حول مدى النفوذ السياسي الذي تتمتع به عائلتها داخل روسيا، خصوصاً في ظل التقاطع القائم بين المصالح الاقتصادية لعائلتها والعلاقة الوثيقة لعائلة الشرع بالحكومة الروسية.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا