آخر الأخبار

غزة على حافة الانفجار.. غضب الشارع وتصعيد فتح يضعف موقف حماس

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

الغزيون يواصلون التظاهر

تشهد غزة حالة غير مسبوقة من الاستياء الشعبي تجاه حكم حركة حماس، حيث تزداد الاحتجاجات في شوارع القطاع بشكل يومي، مما يعكس مشاعر الغضب الشديد نتيجة تدني الأوضاع الاقتصادية والإنسانية التي تعاني منها المنطقة.

ومع تزايد الضغط الجماهيري، تواجه حركة حماس أزمات داخلية وخارجية تهدد استقرارها السياسي، في ظل تصاعد الضغوط من حركة فتح والمجتمع الفلسطيني الذي أصبح يطالب بإنهاء سيطرتها على غزة.

في هذا السياق، تكشف التحليلات السياسية عن خيارات حماس الصعبة للبقاء في سدة الحكم، في وقت تتصاعد فيه الأصوات المطالبة بإيجاد حلول جذرية لأزمة غزة، سواء من داخل الحركة أو من قبل منافسيها.

غضب الشارع في غزة: "لم نعد نحتمل"

بدأت الاحتجاجات في غزة تطفو على السطح تدريجيًا، لكنها سرعان ما تحولت إلى موجة من السخط الشعبي، حيث أظهرت صور ومقاطع فيديو نشرها الغزيون على منصات التواصل عشرات المتظاهرين الذين يطالبون بتغيير القيادة السياسية لحركة حماس.

وفي تعليقه على هذه الاحتجاجات، يقول أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس خلال حديثه إلى برنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية إن "ما نشهده في غزة ليس مجرد احتجاجات عابرة، بل هو تعبير عن فشل حماس في معالجة الأزمات المتراكمة في القطاع.. الشارع الفلسطيني في غزة يرى أن الحركة فشلت في توفير أبسط مقومات الحياة لمواطنيها، وأصبح الغزيون يطالبون بحلول حقيقية، لا مجرد شعارات سياسية".

البسوس يضيف أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها الغزيون، بالإضافة إلى استمرار العمليات العسكرية والإغلاق المستمر، قد حولت الوضع إلى قنبلة موقوتة.

تصعيد فتح.. فتح النار على حماس

في وقت تشهد فيه غزة تصاعدا في الاحتجاجات الشعبية ضد حماس، تستغل حركة فتح الفرصة لتكثيف حملتها الإعلامية ضد الحركة المسيطرة في غزة. التصريحات السياسية من فتح لا تكف عن تحميل حماس المسؤولية الكاملة عن الوضع في القطاع، معتبرة أن الحركة هي من أفقرت الشعب الفلسطيني وأشعلت الحروب دون تحقيق نتائج ملموسة.

وصرّح القيادي في حركة فتح، جمال نزال، في وقت سابق لسكاي نيوز عربية أن "حماس فقدت شرعيتها لدى شعب غزة، وعليها أن تتحمل مسؤوليتها عن الدمار الذي لحق بالقطاع". نزال أضاف بأن "غزة لن تكون مكانا للحروب والسياسات العشوائية بعد الآن".

ويسلط تحليل البسوس لهذه التصريحات الضوء على التحول الحاد في سياسة فتح تجاه حماس: "تصعيد فتح يعكس قناعة متزايدة لدى الحركة أن وقت التنازلات قد انتهى، وأن السبيل الوحيد لاستعادة السيطرة على غزة هو إضعاف حماس سياسيا وشعبيا. التصعيد الإعلامي والسياسي جزء من استراتيجية جديدة تهدف إلى تحريك الشارع ضد حماس وتوسيع دائرة الضغوط عليها".

الضغوط الإسرائيلية

الضغوط الداخلية في غزة تتزامن مع مصالح إسرائيلية واضحة، إذ تعتبر إسرائيل أن الصراع الداخلي بين الفصائل الفلسطينية في غزة يمثل فرصة لتكثيف الضغط على حماس.

وفي هذا الإطار، جاءت تصريحات مسؤولين إسرائيليين تؤكد على أن استمرار الخلافات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية قد يسهم في تقسيم القوة السياسية في القطاع، وهو ما يراه العديد من المحللين خطوة تصب في مصلحة تل أبيب.

يقول البسوس في هذا الخصوص إن: "إسرائيل تدرك تماما أن استمرار الاحتجاجات في غزة قد يؤدي إلى إضعاف حماس داخليا، وبالتالي فإن التصعيد الإسرائيلي العسكري والسياسي يمكن أن يستفيد من هذه التوترات لتضييق الخناق على الحركة".

ومع ذلك، يحذر البسوس من أن استمرار هذه الاستراتيجية قد يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث يعتقد أن هناك إمكانية لأن يؤدي الضغط الإسرائيلي إلى تعزيز الوحدة الداخلية للفصائل الفلسطينية ضد الاحتلال، خاصة في ظل الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه القطاع.

خيارات حماس.. بين القمع والحلول السياسية

مع تصاعد الغضب الشعبي، تتعرض حماس للعديد من الخيارات الصعبة، وتجد الحركة نفسها بين المطرقة والسندان. فالحركة التي تشبثت بالسلطة في غزة طوال أكثر من عقد، قد تجد نفسها مضطرة للاختيار بين استراتيجيات قمعية لاحتواء الاحتجاجات، أو الانفتاح على حل سياسي قد يشمل تنازلات كبيرة.

الخيار الأول.. التشبث بالسلطة عبر القمع

من خلال استخدام القوة العسكرية والشرطية، يمكن لحماس أن تحاول احتواء الاحتجاجات بالقوة، كما فعلت في مرات سابقة.

ولكن البسوس يرى أن هذا الخيار قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات بشكل أكبر، حيث سيتحول غضب الشارع إلى حركة تمرد أوسع، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الحركة.

الخيار الثاني: التسوية السياسية والاعتراف بالمصالحة

السيناريو الآخر الذي قد تلجأ إليه حماس هو القبول بتسوية سياسية، ربما تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية أو انتقال السلطة إلى جهة إدارية محايدة، ما قد يساهم في تهدئة الوضع الداخلي. إلا أن هذا الخيار يواجه رفضا قويا داخل الأجنحة المتشددة في الحركة، والتي تعتبر التنازل عن السلطة بمثابة تراجع سياسي كبير.

يوضح البسوس ان "التسوية السياسية قد تكون الحل الأكثر توازنا، لكن في المقابل، سيتعين على حماس تقديم تنازلات سياسية كبيرة، وهو ما قد يسبب انقسامًا داخل الحركة ويؤثر على قوتها في المستقبل".

غزة على مفترق طرق

في ظل التحديات الداخلية والخارجية المتصاعدة، يبدو أن غزة تقف على مفترق طرق حاسم.

حماس أمامها خياران فقط: إما القبول ب تسوية سياسية قد تؤدي إلى فقدان السيطرة على القطاع، أو المضي في طريق المواجهة التي قد تؤدي إلى مزيد من الانقسامات والفوضى.

في كلتا الحالتين، تبقى خيارات حماس ضيقة ومحدودة، مع تصاعد ضغط الشارع الفلسطيني والدور المتزايد للمتغيرات الإقليمية والدولية.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا