آخر الأخبار

صحيفتان: معالم المرحلة الانتقالية في سوريا تتبلور وفرنسا تدعمها

شارك

تناولت صحيفتا لوفيغارو وليبيراسيون جوانب من المرحلة الانتقالية في سوريا، فرأت الأولى أن خريطة الطريق للانتقال السياسي التي انتظرها السوريون والعالم بفارغ الصبر، بدأت تتشكل بصورة هادئة، أما الثانية فركزت على الأمور التي تشجع فرنسا على التدخل في سوريا.

وقالت لوفيغارو -في تقرير بقلم هالة قضماني- إن نجاح الحكومة السورية الجديدة، إذا كان يقاس بعدد زيارات الوفود الأجنبية، فقد حطم الأرقام القياسية، وإذا كان إخراج البلاد من عزلتها أحد الأهداف الأولى المعلنة للرئيس الانتقالي الجديد أحمد الشرع، فإنه تحقق إلى حد كبير، ولكن أين أصبحت البلاد بعد أكثر من شهرين من الإطاحة بنظام البعث واستيلاء الجهاديين السابقين في هيئة تحرير الشام على السلطة؟

لتوضيح ذلك، قالت الكاتبة إن الانتقال السياسي الذي انتظره السوريون والعالم بفارغ الصبر، بدأت معالمه تتشكل، بعد إعلانين متزامنين هذا الأسبوع، أولهما أن الحكومة التي ستشكل في الأول من مارس/آذار ستمثل الشعب السوري قدر الإمكان، وستأخذ في الاعتبار تنوعه، مع طمأنة السوريين والمجتمع الدولي بشأن حقوق الأقليات.

جدول زمني غامض

أما الإعلان الآخر فهو تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر حوار وطني كبير، تتكون من 7 أعضاء، بينهم امرأتان، إحداهما هند قبوات، وهي ناشطة مسيحية في المعارضة السورية وفي المجتمع المدني، والثانية هي المهندسة المعمارية هدى الأتاسي، التي تعمل في مجال العمل الإنساني، ومعهما 3 مسؤولين من هيئة تحرير الشام وأكاديميان.

إعلان

وكان مؤتمر الحوار الوطني هذا، الذي سيتم اختيار محتواه والمشاركين فيه من قبل هذه اللجنة التحضيرية، قد تم الإعلان عنه في الأيام الأولى بعد سقوط الأسد، وهدفه جمع مئات الممثلين من كافة أطياف المجتمع السوري، وسوف يكون بيانه الختامي إعدادا لإعلانات دستورية حاسمة لمستقبل البلاد، كما أعلن الشرع.

ومع أن الرئيس الجديد بدأ في رسم الخطوط العريضة للمرحلة الانتقالية القادمة، فإن الجدول الزمني ظل غامضا، حيث تمت الإشارة إلى "إعلان دستوري"، وانتخابات بعد "4 أو 5 سنوات".

وقال أحد المتقاعدين من دمشق في اتصال هاتفي: "سأوافق على هذه الطاقة الجديدة عندما نحصل على الكهرباء لعدة ساعات متواصلة كل يوم ويستقر سعر الخبز"، في تذكير بتوقعات السوريين التي تركز على الصعوبات اليومية التي لم تتحسن تقريبا منذ تغيير النظام، حسب الصحيفة.

وفي هذا السياق اهتمت ليبيراسيون بالمؤتمر المخصص لتنسيق المساعدات الدولية الذي تنعقد النسخة الثالثة منه في باريس من أجل الاستجابة لـ3 "احتياجات عاجلة" في سوريا، هي دعم الانتقال السلمي الذي يحترم سيادة سوريا وأمنها، وحشد شركاء سوريا، ومعالجة قضايا العدالة وتعزيز مكافحة الإفلات من العقاب.

ما تريده فرنسا

ونبهت الصحيفة إلى أن فرنسا تشعر بالقلق على 3 مستويات، أولها التذكير بدعمها "تطلعات الشعب السوري" منذ بداية الثورة السورية عام 2011، وثانيها مشاركتها في الحرب ضد إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية الذي قد يرفع رأسه من جديد في سوريا إذا لم تنجح العملية الانتقالية، وأخيرا وجود عدد من الجهاديين الفرنسيين في سوريا في سجون يحرسها الأكراد.

ومع إعلان السلطات السورية الجديدة نيتها استعادة السيطرة على كامل الأراضي، تريد فرنسا التأكد من أن العملية تتم "بتفاهم جيد" مع الحلفاء الأكراد، وتطمح إلى لعب دور الوسيط بين دمشق والأكراد السوريين، الذين تطالب "باندماجهم الكامل" في العملية السياسية.

إعلان

وتريد باريس أيضا -حسب ليبيراسيون- ضمان الوفاء بالوعود التي قطعتها السلطات الجديدة، سواء فيما يتصل بمكافحة الإرهاب أو "شمولية" السلطة السياسية، تريد سوريا بعيدة عن نفوذ روسيا وإيران، ولا تشكل وسيلة لنقل الأسلحة إلى المليشيات في لبنان.

وخلصت الصحيفة إلى أن العديد من الأسئلة لا تزال من دون إجابة بالنسبة لفرنسا، مثل دور روسيا التي لم تغادر بعد سوريا رغم سقوط حليفها الأسد، وما تخطط له الإدارة الأميركية الجديدة، وهو ما لا يزال غير واضح حتى الآن، ومثل نوايا تركيا التي تشارك في مؤتمر باريس، وتهدد بعملية عسكرية ضد الأكراد.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا