تتصدر الضفة الغربية المحتلة عناوين الأخبار، ويتصدر مصطلح "عملية السور الحديدي" النشرات. فما آخر التطورات هناك؟
تحدث فريق "غزة اليوم" من بي بي سي، إلى بعض النازحين من الضفة الغربية المحتلة عن ما حدث خلال وجودهم في المخيم.
قال أحدهم: "منذ دخول الجيش الإسرائيلي للمخيم وتطويقه، بدأ بإجبار الناس على الخروج والنزوح إجباري وليس اختيارياً".
وأضاف: "من لم يُدمّر بيته تم حرقه، وإن لم يحرقوا بيته، كسّروا أثاثه".
وقالت نازحة أخرى: "الوضع غير مستقر في المخيم. وإن اشتبه الجنود بأحد، يُطلقوا الرصاص عليه. لا يسمحوا لأحد الدخول أو الخروج، الكهرباء غير متوفرة." "منعوا التجول وهددنا الجيش بإخلاء منازلنا وإلا سيقصف البيت على رؤوسنا".
"حارتنا دمار. كل شيء حولنا تم هدمه وكسره. كل بيت يوجد أمامه جرافة نوع D9 (بولدوزر)".
تقول نهاية سالم لبي بي سي، وهي نازحة من مخيم طولكرم، "قاموا بتفتيشنا وطردنا من المخيم وأمرنا بأن نعود بعد أسبوع، لكننا لن نرحل".
وتضيف: "الطريق غير آمن، وخصوصاً للأطفال. لا أستطيع أن أرسل أولادي إلى مدارسهم من خوفي عليهم من الطريق الوعر والدبابات. نتمنى أن تنسحب قوات الجيش الإسرائيلي، نحن نريد العيش بسلام".
من مخيم طولكرم أيضاً، يقول محمد رجب: "يوم أمس، اقتحم الجيش بيتنا وبيوت جيراننا - بحدود الساعة الثامنة صباحاً - اتخذوا من منزلي ثكنة عسكرية لهم، ووضعونا أنا وكل أفراد أسرتي في غرفة واحدة ولم يسمحوا لنا بالخروج أو الدخول. نعاني من نقص الماء والكهرباء والغذاء. وضع المخيم كارثي جداً".
رؤى الدريدي من طولكرم تقول: "مساء أمس اقتحم جيش الاحتلال المخيم وقصف سيارة في مخيم نور شمس - وهنا بدأ القصف على المجينة بأكملها. تفاجأنا بدخول الجرافات العسكرية ووجود قوات خاصة إسرائيلية في مخيم طولكرم. بدأت حالة من الفوضى والتوتر تعم جميع أنحاء طولكرم". وتضيف: "دمّروا مناطق مهمة وحيوية في طولكرم وقطعوا عنا الخدمات الرئيسية".
يفرض الجيش الإسرائيلي طوقاً أمنياً على مخيم جنين، مع وجود أعداد كبيرة من الجنود والآليات العسكرية والجرافات في محيط المخيم وفي الشوارع الرئيسية بالمدينة، ويقوم بتجريف واسع في شوارعها.
كان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال الأربعاء 22 يناير/ كانون الثاني إن "عملية السور الحديدي في مخيم جنين للاجئين ستشكل تغييراً في مفهوم الأمن الذي يتبناه الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية".
الليلة الماضية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل شاب برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مدينة طولكرم، ليرتفع عدد القتلى جراء العملية العسكرية المستمرة في يومها الثالث إلى ثلاثة.
وأفادت مصادر محلية أن الشابَ قُتِل خلال حصار الجيش الإسرائيلي لمنزل بضاحية "ارتاح" جنوبي طولكرم، واحتجز الجيش جثمانه قبل تسليمه للهلال الأحمر الفلسطيني.
كما اعتقلت القوات الاسرائيلية، فجر اليوم الأربعاء، خمسة مواطنين بعد اقتحامها عدة بلدات وقرى في محافظة رام الله والبيرة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن القوات الإسرائيلية اعتقلت كلاً من: وديع محمد سعيد لدادوة من المزرعة الغربية، وحسام معطان من برقا، وعبد الله قنداح من أبو شيخدم، وجاسر حمايل من كفر مالك، وعمر منصور من بيتونيا، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها.
كما داهمت القوات الإسرائيلية مدينة البيرة، وقرى ديرعمار وكوبر وشقبا، وسلواد، ومخيم الجلزون.
وهدمت القوات الإسرائيلية منزل عائلة القتيل تامر فقها، أحد عناصر كتائب القسام التابعة لحركة "حماس"، في ضاحية الشويكة عقب إخطار عائلته بقرار الهدم قبل نحو شهرين.
واتُهِمَ فقها بتنفيذ عملية عناب في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، واعتُبِرَت تلك العملية أولى عمليات كتائب القسام بالضفة الغربية في أعقاب الحرب في قطاع غزة.
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، فجّر الجيش الإسرائيلي منزل شاب مطلوب من عائلة بلاونة داخل مخيم طولكرم.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة إن المخيم يشهد نزوحا كبيرا لسكانه، إذ نزح أكثر من 1000 شخص توزعوا في ضواحي وأحياء المدينة بعد فتح عدد من المساجد والمراكز والجمعيات فيها.
وأضاف في تصريحات صحفية أن الجيش دمّر وحرق عددا من المنازل في المخيم، ودمر كل شوارع المخيم وشبكات المياه والكهرباء والطرقات، والصرف الصحي والاتصالات.
وقصفت طائرة اسرائيلية مسيرة مساء الثلاثاء، محيط دوار السينما وسط مدينة جنين، ما أدى لإصابة شاب.
وذكرت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت محيط مكان القصف، ومنعت مركبات الإسعاف من الوصول إلى المكان، واعتقلت المصاب.
وقال الهلال الأحمر إن طواقمه تعاملت مع عدة إصابات جراء اعتداء القوات الإسرائيلية عليهم بالضرب في عدة مناطق بالمدينة.
ويستمر الجيش في عمليته العسكرية في مدينة جنين لليوم التاسع على التوالي، وخلفت حتى اللحظة 16 قتيلًا وأكثر من 90 إصابة، فضلاً عن اعتقال العشرات.
وقال رئيس البلدية محمد جرار لبي بي سي إن الجيش هدم وحرق وفجّر أكثر من 100 منزل داخل مخيم جنين، وأجبر 15 ألف شخص على النزوح إلى خارجه، في ظل انقطاع المياه والكهرباء عنه.
ويفرض الجيش طوقاً أمنياً على مخيم جنين ويحاصر جميع مداخله ومخارجه، ودفع تعزيزات عسكرية مدعومة بالجرافات إلى داخله.