قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه من المتوقع أن يتوجه رئيس الموساد، ديفيد بارنيا، إلى الدوحة الاثنين، لإجراء محادثات بشأن اتفاق محتمل لإطلاق الرهائن.
وأكدت وسائل الإعلام إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط، بريت مكغورك، موجود في العاصمة القطرية، الدوحة.
وتشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى "الأهمية التي توليها إدارة بايدن لهذه الاجتماعات والجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق قبل تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة في 20 يناير/ كانون الثاني".
بدوره دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعضاء المنتدى المصغّر للحكومة، للاجتماع الذي أعلن عنه مكتب رئيس الوزراء سابقاً مع الادعاء بأنه ليس متعلقاً بالرهائن، وفق صحف إسرائيلية.
ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصدر فلسطيني أكد أن "اليوم حاسم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس"، مضيفاً أن الوسطاء تمكنوا من "سد الفجوة بين الجانبين" في انتظار رد الحكومة الإسرائيلية في وقت لاحق اليوم، بحسب الصحيفة.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد ذكرت أن طائرة الوفد الإسرائيلي المفاوض في الدوحة قد عادت إلى تل أبيب صباح الأحد.
وكان الوفد المكون من ممثلين عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات (الموساد) وجهاز الأمن العام (الشاباك) قد وصل العاصمة القطرية صباح الجمعة الماضية، لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس في إطار التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن المحتجزين لدى حماس مع سجناء فلسطينيين.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال مساء أمس السبت إن مفاوضات غير مباشرة مع حماس قد استؤنفت في الدوحة، وإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر "تعليمات تفصيلية بشأن المفاوضات الجارية".
وجاءت تصريحات كاتس بعد نشر كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقطعاً مصوراً تظهر فيه مجندة إسرائيلية قالت إن إسمها ليري ألباغ، وطالبت الحكومة الإسرائيلية في حديثها باللغة العبرية بإطلاق سراحها.
واتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس بعائلة ليري ألباغ وأبلغها أن إسرائيل "ستواصل العمل بلا هوادة" لتأمين عودتها وبقية الرهائن، وفق ما ذكر بيان صدر عن مكتب نتانياهو.
وأخبر كاتس أسرة الرهينة ليري ألباغ، الجندية في الجيش الإسرائيلي بأنه "ثمة مساعٍ تستهدف تحرير الرهائن، أبرزها مغادرة وفد إسرائيلي إلى قطر لاستئناف المفاوضات"، مؤكداً أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر "تعليمات تفصيلية بشأن المفاوضات الجارية".
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن ألباغ جندية مراقبة بالجيش الإسرائيلي، كانت في قاعدة ناحال عوز العسكرية بالقرب من حدود غزة وقت هجوم حركة حماس فيما عُرف إعلامياً بـ"طوفان الأقصى".
وقالت عائلتها في بيان قصير مساء السبت: "لقد مزق الفيديو المنشور قلوبنا. هذه ليست نفس الابنة والأخت التي نعرفها. إنها في حالة سيئة، وحالتها النفسية الصعبة بادية عليها".
وأضافت العائلة: "لقد رأينا بطلتنا ليري حية تتوسل من أجل حياتها. إنها تبعد عنا عشرات الكيلومترات، ولم نتمكن من إعادتها إلى المنزل لمدة 456 يوماً".
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بمقتل خمسة عشر جندي مراقبة في الهجوم، فيما اقتاد مسلحو حماس ألباغ إلى غزة مع ستة آخرين، أحدهم تم إنقاذه، فيما عُثر على جثة جندية أخرى.
وقالت جماعة "منتدى أسر الرهائن والمفقودين إن "الفيديو الجديد يُعد دليلاً دامغاً لا يمكن التشكيك فيه على الضرورة الملحة لإعادة الرهائن إلى الوطن".
وشهدت كل من القدس وتل أبيب ليلة السبت تظاهرات حاشدة لأهالي الرهائن المحتجزين في غزة والمتضامنين معهم. ازداد زخم التظاهرات هذه المرة عقب المقطع المصور الذي نشرته كتائب القسام.
وقطع متظاهرون أحد الشوارع الرئيسية في تل أبيب، وحاولت الشرطة الإسرائيلية تفريقهم ما أدى إلى حدوث مناوشات معهم واعتقال عدد منهم.
من ناحية أخرى، قال الجيش الإسرائيلي في بيان نشر على تليغرام إن صفارات الإنذار دوت في تالمي العازار، وتمكن الدفاع الجوي من اعتراض صاروخ أطلق من اليمن "قبل عبوره إلى الأراضي الإسرائيلية".
يأتي ذلك بعد أن قال الجيش الإسرائيلي الجمعة إنه أسقط صاروخاً وطائرة مسيرة أطلقت من اليمن، حيث كثف الحوثيون هجماتهم منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني بين إسرائيل وحزب الله، في لبنان.
في غضون ذلك، أبلغت الخارجية الأمريكية الكونغرس عن خطط لبيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 8 مليارات دولار، بحسب ما أكده مسؤول أمريكي لبي بي سي.
وتتضمن شحنة الأسلحة، التي تحتاج إلى موافقة لجان مجلسي النواب والشيوخ، صواريخ وقذائف وذخائر متنوعة.
وتأتي هذه الخطوة قبل أسبوعين فقط من مغادرة الرئيس جو بايدن البيت الأبيض، بينما رفضت واشنطن دعوات لتعليق الدعم العسكري لإسرائيل بسبب عدد المدنيين الذين قتلوا خلال الحرب في غزة.
وكانت الإدارة الأمريكية قد وافقت على بيع طائرات مقاتلة ومعدات عسكرية أخرى لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار أغسطس/ آب الماضي.
وأكد مسؤول أمريكي أن الشحنة التي تنتظر موافقة الكونغرس حتى تُوجه إلى إسرائيل، تحتوي على صواريخ جو- جو وصواريخ هيلفاير وقذائف مدفعية وقنابل.
وقال مصدر مطلع على الصفقة المحتملة لبي بي سي: "أوضح الرئيس أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن مواطنيها، بما يتفق مع القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وردع العدوان من إيران والجماعات التابعة لها".
وأضاف: "سوف نستمر في توفير القدرات العسكرية الضرورية للدفاع الإسرائيلي".
على الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة خروج المستشفى الإندونيسي شمال القطاع عن الخدمة، ولم يعد يقدم أي خدمات للمرضى او الجرحى .
وقال بيان نشرته الوزارة الفلسطينية: "كانت محافظة شمال غزة تعتمد في خدمات الرعاية الصحية على ثلاث مستشفيات عامة؛ هي مستشفى كمال عدوان ومستشفى بيت حانون والمستشفى الإندونيسي، وبذلك تكون جميع هذه المرافق الصحية قد خرجت عن الخدمة بعد أن دمرتها قوات الاحتلال".
وأضاف: "حيث إن الحق في الصحة تكفله كافة الشرائع والمواثيق، نطالب الجهات الدولية المعنية بضرورة الضغط على الاحتلال لإعادة تشغيلها حيث يتم حرمان آلاف السكان – منهم أطفال، وحوامل ومرضى وجرحى – من حق الحصول على الخدمات الصحية و الحكم عليهم بالموت المؤكد في ظل انعدام كل مقومات الحياة".
وذكر التقرير الاحصائي اليومي لعدد الضحايا والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ456 على قطاع غزة أن القوات الاسرائيلية ارتكبت "4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 59 شهيداً و 273 مصاباً خلال الأربع وعشرين ساعة الماضي".
وقال التقرير إنه "لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم"، مؤكداً "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45.717 شهيداً و 108.856 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023م".
وأهابت وزارة الصحة في غزة بأسر الضحايا والمفقودين جراء الحرب في القطاع بضرورة استكمال بياناتهم في سجلاتها الرسمية عبر رابط أرفقته ببيانها الصادر في هذا الشأن.
إسرائيل تدافع عن غارتها على مستشفى كمال عدوان، ومسؤول أممي يرفض "الادعاءات" ويدعو مجلس الأمن للتحقيق
منظمة "مراسلون بلا حدود" تدعو السلطة الفلسطينية للتراجع عن إغلاق مكتب قناة الجزيرة في الضفة الغربية
قتل عشرات الأشخاص وأصيب عدد آخر في تصاعد عنيف لحدة عمليات القصف الجوي والمدفعي الاسرائيلي في مختلف مناطق قطاع غزة منذ ليلة السبت فجر الأحد، فيما تحدث شهود عيان عن سماع دوي انفجارات ضخمة ناجمة عن تواصل عمليات نسف وتدمير منازل ومربعات سكنية واسعة في محافظة الشمال وفي مدينة غزة.
ومن أعنف الغارات التي وقعت ليلة السبت غارة استهدفت منزلاً يعود في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة وأسفرت عن قتل أحد عشر شخصاً هم جميع أفراد العائلة، بحسب مراسل بي بي سي لشؤون قطاع غزة.
وشنت الطائرات الحربية فجر الأحد عدة غارات على مربع سكني في منطقة النزلة غرب جباليا شمالي القطاع، ما أدى إلى تدمير ما يقارب عشرة منازل، وفقاً لشهود عيان.
وفي جنوبي القطاع قتل اثنان على الأقل وجرح عدد آخر بقصف اسرائيلي لشقة سكنية في حي الأمل غرب خانيونس جنوبي قطاع غزة، وقتل أيضاً 3 آخرون جراء استهداف طائرة استطلاع بشارع المزرعة بدير البلح وسط القطاع.
وقالت مصادر طبية في غزة إن الغارات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة التي شُنت السبت، أسفرت عن مقتل 70 فلسطينياً على الأقل، في حين أطلق وسطاء محاولة جديدة لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهراً.
وقال مسعفون وسكان في القطاع إن 17 شخصاً على الأقل من القتلى سقطوا في غارات جوية استهدفت منزلين في مدينة غزة؛ دمرت الأولى منها منزل عائلة الغولة في الساعات الأولى من الصباح.
وقال أحد الجيران، يدعى أحمد عيان: "حوالي الساعة الثانية صباحاً، استيقظنا على صوت انفجار شديد"، مضيفاً أن نحو 15 شخصاً كانوا يقيمون في المنزل.
وأوضح عيان لوكالة رويترز أن معظم المقيمين في المنزل كانوا من النساء والأطفال، مضيفاً "كلهم مدنيون وما من أحد هناك أطلق الصواريخ أو ينتمي للمقاومة".
واستمر البحث بين الأنقاض عن أي ناجين محاصرين، فيما أكد مسعفون أن عدداً من الأطفال كانوا من بين القتلى. واستمرت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من الأثاث المحترق في الأنقاض بعد ساعات من الهجوم.
وقالت هيئة الطوارئ المدنية الفلسطينية إن غارة أخرى على منزل في مدينة غزة قتلت خمسة في وقت لاحق من يوم السبت، مضيفة أن ما لا يقل عن عشرة آخرين يُخشى أن يكونوا محاصرين تحت الأنقاض.
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنّه ضرب خلال يومين أكثر من مئة "هدف إرهابي" في قطاع غزة، وقال الجيش في بيان "ضرب سلاح الجو أكثر من 100 هدف إرهابي في أنحاء قطاع غزة وقضى على العشرات من إرهابيي حماس" يومي الجمعة والسبت.
كذلك، أشار الجيش إلى أنّه استهدف عدة مواقع استخدمها "المقاتلون الفلسطينيون لإطلاق مقذوفات باتجاه إسرائيل خلال الأيام الأخيرة" بحسب الجيش الإسرائيلي.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد أعلن الأربعاء تكثيف الضربات على قطاع غزة، إذ تقول إسرائيل إنّها تتعرّض للاستهداف بشكل شبه يومي منذ أكثر من أسبوع، رغم تراجع وتيرة عمليات الإطلاق عمّا كانت عليه في بداية الحرب.