آخر الأخبار

من يحمي أطفال الخيام في غزة من قسوة الشتاء؟

شارك الخبر
مصدر الصورة

على أبواب شتاء لا يرحم، يتساقط أطفال فلسطينيون، في مخيمات مهترئة بغزة أمواتا، بعد أن تجمدت أطرافهم، في مشاهد مأساوية يبدو أنها باتت معتادة لعيون العالم.

أحدث الأرقام، تشير إلى أن عدد الوفيات من الأطفال، بفعل التجمد من البرد القارس والصقيع، في الخيام المهترئة بغزة، ارتفع إلى سبعة، في حصيلة لا تزال مرشحة للزيادة بسبب الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون الذين دمر القصف الإسرائيلي منازلهم، فاضطروا إلى الإقامة في الخيام.

ويشهد القطاع منذ أيام، موجة قطبية شديدة البرودة، تترافق مع انخفاض حاد في درجات الحرارة، مع رياح عاصفة، أدت لاقتلاع مئات الخيام، وغرق عشرات المخيمات، جراء كميات الأمطار التي لم تستطع الخيام تحملها، ما أدى لغرقها وتشرد أصحابها، الذين باتوا في العراء.

ووفقا للعديد من العائلات الفلسطينية، المقيمة في مخيمات للنزوح داخل غزة، فإن هذه الخيام التي يقيمون بها، يزيد عمرها عن عام تقريبا، وقد نصبها أصحابها منذ اليوم الأول، لاندلاع الحرب في غزة، وقد تعرض معظمها للتآكل والاهتراء، بفعل أشعة الشمس الحارقة صيفا ،وانخفاض درجات الحرارة في الشتاء، لدرجة أنها باتت غير صالحة للإقامة.

"ثلاجات موت"

يشبه منير البرش، مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية بغزة هذه الخيام، بأنها "ثلاجات موت"، إذ هي تتحول في فصل الشتاء إلى مايشبه الثلاجة، حيث يتسلل الهواء البارد إلى داخلها، وحين يهطل المطر، يتسلل أيضا إليها، ليُغرق أمتعة ساكنيها، كما يُغرق أغطيتهم، في وقت يفتقرون فيه لأي وسائل للتدفئة.

ويجمع أطباء فلسطينيون، يعملون في قطاع غزة، على أن عدد وفيات الأطفال المتزايد مؤخرا، لايعود فقط إلى انخفاض درجات الحرارة، ويرون أن انخفاض درجات الحرارة، يمثل عاملا واحدا، ضمن عوامل عدة أهمها ضعف مناعة هؤلاء الأطفال، الذين لايحصلون على التغذية الكافية منذ شهورعدة، شأنهم في ذلك شأن البالغين من سكان القطاع، المشردين في الخيام، وهو ما يزيد من تفشي الأمراض المعدية بين النازحين، والتي تتفشى بصورة أكبر في فئة الأطفال دون الخامسة لتصل إلى تسعين بالمئة وفق تقديراتهم.

ويقول الدكتور ناصر عايد الفرا، مدير وحدة الأطفال حديثي الولادة في مستشفى ناصر، في تصريحات صحفية، إن المجمع الطبي يستقبل يوميا، من خمس إلى ست حالات، من انخفاض درجة حرارة الجسم، لدى الأطفال حديثي الولادة، ويضيف الفرا أن السبب الرئيسي في ذلك، هو عدم ملائمة الخيام للبرد القارس، حيث تكون باردة جدا في الليل في فصل الشتاء.

ويتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي، صورا محزنة للأطفال الذين يعانون حتى الموت، من برد المخيمات في غزة، وقد تصدر وسم "البرد القارس" على منصة إكس، حيث تداول الناشطون مئات الصور والفيديوهات، التي تظهر مدى تردي الأوضاع، في خيام النازحين الفلسطينيين في غزة، خاصة الأطفال منهم، الذين يفتقرون لأدنى متطلبات الحياة، ويسيرون حفاة الأقدام، يرتدون ملابس مهترئة لاتقيهم من برد الشتاء القارس.

قلق دولي

وفي إشارة إلى الأوضاع المزرية، التي يعيشها الأطفال النازحون في مخيمات غزة،قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، إن الأطفال في قطاع غزة، يتجمدون حتى الموت بسبب الطقس البارد ونقص المأوى.

وأشار لازاريني في تغريدة، نشرها عبر حسابه الشخصي على موقع إكس، إلى أن هناك نقصاً في البطانيات والفرشات، وغيرها من الإمدادات الشتوية، بسبب انتظار الموافقة على دخولها إلى غزة، مطالبا بوقف إطلاق النار بشكل فوري، والسماح بتدفق الإمدادات الأساسية الضرورية، بما في ذلك الإمدادات اللازمة لفصل الشتاء.

وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قد قال في وقت سابق من هذا الشهر، إن حوالي 70 في المئة من الضحايا، الذين تم التحقق من وفاتهم في غزة، هم من النساء والأطفال، مُديناً ما وصفه بـ"الانتهاك الممنهج" للمبادئ الأساسية التي أقرّها القانون الإنساني الدولي.

وفي جانب آخر قالت الأمم المتحدة، الثلاثاء 31 كانون الأول/ديسمبر إن "مستشفيات غزة تحولت إلى مصائد موت"، محذرة من أن النظام الصحي في القطاع ، على "شفير الانهيار التام" بسبب الهجمات الإسرائيلية.


* من يحمي أطفال مخيمات النازحين في غزة من قسوة برد الشتاء؟
* كيف تابعتم وفاة سبعة من أطفال المخيمات تجمدا بسبب البرد القارس؟
* وكيف ترون ما يقوله الأطباء من أن البرد ليس العامل الوحيد ولكنها عدة عوامل أهمها سوء التغذية وضعف المناعة؟
* إذا كنتم تعيشون في مخيمات للنازحين في غزة حدثونا عن تفاصيل تلك الحياة؟
* كيف ترون تحذيرات مسؤولين دولييين من الأوضاع الكارثية في مخيمات النازحين دون وجود تحرك لإنهائها؟
* هل تتفقون مع ما يكرره مسؤولو الإغاثة الدوليين من أن الحل الأساسي لهذه المأساة هو وقف إطلاق النار في غزة؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء أول كانون الثاني / يناير.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

https://www.youtube.com/@bbcnewsarab

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر


إقرأ أيضا