عاشت الضاحية الجنوبية لبيروت ليلة أخرى من الغارات العنيفة، وسط تكرر التفجيرات إثر كل غارة، ما خلق مشاهد صادمة في السماء فوق المناطق المستهدفة.
ووثقت الفيديوهات وعشرات الصور ما يشبه الفرقعة في السماء، مع تصاعد الدخان الأسود والأبيض والنيران إثر الغارات الإسرائيلية.
كاميرا #الحدث ترصد انفجارا ضخما في ضاحية #بيروت الجنوبية أعقبه تطاير كبير للشظايا المضيئة #لبنان pic.twitter.com/yDirZemUYT
— ا لـحـدث (@AlHadath) October 6, 2024
وطالت غارتان منطقة "سانت تيريز"، ومنطقة "برج البراجنة" في الضاحية.
فيما أكد مصدر مقرب من حزب الله أن الغارة التي استهدفت سانت تيريز سوّت مبنى بالأرض، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.
وفي وقت لاحق، أفيد بوقوع غارتين إضافيتين على الضاحية، استهدفت إحداهما منطقة الحدث ووصفت بـ"العنيفة"، حسب وكالة الأنباء الرسمية في لبنان.
بينما أكدت مراسلة العربية/الحدث أن 4 غارات على الأقل طالت منطقة "السانت تيريز"، حيث دوت انفجارات عنيفة، ما أدى إلى إيقاف مستشفى السانت تيريز المعروف في المنطقة.
كما أشارت إلى أن النيران اشتعلت لما يقارب الساعتين، قبل أن تخف فيما لا يزال الدخان يتصاعد حتى الساعة، وسط هدوء حذر.
روائح كريهة
بالتزامن، شكا العديد من سكان بيروت انتشار روائح كريهة، دون معرفة سببها.
فيما ألمح البعض إلى إمكانية أن يكون السبب استعمال إسرائيل قنابل فوسفورية أو غيرها.
كذلك تحدث البعض عن انتشار رائحة كبريت في أنحاء بيروت.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان صدر ليل الأحد الاثنين أن طائراته قصفت "أهدافا إرهابية في المقر المركزي لاستخبارات حزب الله" و"منشآت تخزين أسلحة" تابعة للحزب في منطقة بيروت. وأضاف أنه "تمت ملاحظة انفجارات ثانوية بعد الضربات، ما يدل على وجود أسلحة".
بينما أظهرت لقطات فيديو مباشرة أربع ضربات، تسببت إحداها في انفجار كبير وتناثر شظايا مشتعلة وتصاعد دخان أسود كثيف.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي دعا في منشور سابق على منصة إكس "سكان برج البراجنة والحدث إلى إخلائهما".
يورانيوم وفوسفور؟
يشار إلى أن قنابل الفوسفور الأبيض، الذي سبق لإسرائيل أن استخدمتها في جنوب لبنان العام الماضي، وفق ما أكدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية، تعطي رائحة كريهة أشبه برائحة الثوم.
كما تشتعل عند تعرضها للأكسجين، وينتج عن هذا التفاعل الكيميائي حرارة شديدة تصل إلى 815 درجة مئوية، وضوء ودخان كثيف يستخدم في الأغراض العسكرية، إلا أنه يسبب أيضا إصابات مروعة عندما يتلامس مع جسم الإنسان.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية أكدت أنها ستقدم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل لاستخدامها قنابل الفوسفور، وغيرها من القنابل المحرمة دولياً.
إلا أنها نفت احتواء الغارات الإسرائيلية على قنابل تحتوي اليورانيوم المنضب، رداً على مخاوف بعض المواطنين.
ومنذ تصعيد إسرائيل غاراتها على لبنان قبل أسابيع، نزح ما يقارب من مليون لبناني من الضاحية والجنوب. فيما بلغ عدد القتلى أكثر من 2000 منذ اشتعال المواجهات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، في ما أسماه "جبهة إسناد غزة"، أغلبهم سقط خلال الثلاثة أسابيع الماضية.