كشف بحث جديد، نُشر في مجلة Circulation الطبية، أن النساء اللواتي تعرّضن للمطاردة أو حصلن على أوامر قضائية تمنع المعتدي من الاقتراب منهن يواجهن مخاطر أعلى بكثير للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية على المدى الطويل.
وشملت الدراسة أكثر من 66 ألف امرأة تمت متابعتهن على مدى 20 عامًا، حيث تبيّن أن النساء اللواتي أبلغن عن تعرّضهن للمطاردة من قِبل شريك حالي أو سابق - أو أشخاص آخرين - كنّ أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 41% مقارنة بغيرهن.
وارتفعت المخاطر بشكل أكبر بين النساء اللواتي حصلن على أمر قضائي للحماية، إذ سجّلن احتمالًا أعلى بنسبة 70% للإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.
أكد كارستان كوينين، كبير مؤلفي الدراسة وأستاذ علم الأوبئة النفسية بجامعة هارفارد، أن "المطاردة، رغم عدم احتوائها عادة على اتصال جسدي ، تترك آثارًا نفسية عميقة قد تنعكس على الصحة الجسدية". وأشار إلى ضرورة اعتبار هذه الظاهرة مخاطر صحية حقيقية، على غرار التدخين أو سوء التغذية.
تشير بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية الأمريكية إلى أن نحو امرأة واحدة من كل ثلاث نساء تتعرض للمطاردة خلال حياتها، مقابل رجل واحد من بين كل ستة رجال. وتشمل الملاحقة سلوكيات متكررة غير مرغوب فيها مثل التتبع، التجسس، الزيارات غير المرغوب فيها، والمضايقات الإلكترونية. أما في الاتحاد الأوروبي، فتتفاوت معدلات التعرض بين الدول، حيث تصل إلى 32.4% في سلوفاكيا.
اعتمدت الدراسة على بيانات مسح طويل الأمد شمل الممرضات في الولايات المتحدة، حيث تم جمع معلومات حول التعرض للمطاردة عام 2001، مع متابعة المشاركات حتى عام 2021. ولم تكن المشاركات مصابات في البداية بأمراض القلب. وأبلغ حوالي 12% منهن عن تعرضهن للمطاردة، بينما حصل 6% على أمر تقييدي. خلال فترة المتابعة، سجلت إصابة حوالي 3% منهن بأمراض القلب أو السكتة الدماغية ، مع ارتفاع خطر الإصابة بين النساء المعرضات للمطاردة أو اللاتي حصلن على أوامر تقييد.
أوضح الباحثون أن غالبية المشاركات كن من الممرضات البيض غير اللاتينيات، مما قد يحد من تعميم النتائج على كافة الفئات. وأشارت الدراسات السابقة إلى أن النساء من الأقليات العرقية والمجتمعات ذات الدخل المنخفض يتعرضن للمطاردة والعنف بشكل غير متناسب
شدد مؤلفو الدراسة على أهمية تحسين الفحص عن حالات المطاردة و أشكال العنف الأخرى في مراكز الرعاية الصحية، وتوفير الموارد اللازمة لحماية النساء. وقالت كوينين: "على مستوى الصحة العامة، يجب معالجة الأسباب الجذرية للعنف ضد المرأة والعمل على الوقاية منه."