آخر الأخبار

من هو زهران ممداني؟ فوزه برئاسة بلدية نيويورك يعيد تسليط الضوء على ثروته ووالدته ميرا ناير

شارك

بهذا الفوز يعتلي ممداني مقعد القيادة في المدينة التي تُعتبر عاصمة المال العالمية وموطن "وول ستريت".

في مشهد غير مسبوق في تاريخ نيويورك الحديث، انتُخب زهـران ممداني ، النائب في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك والبالغ من العمر 34 عامًا، عمدةً لمدينة نيويورك، متغلبًا على حاكم الولاية السابق أندرو كومو والمرشح الجمهوري كورتيس سليوا.

ممداني مرشح الحزب الديمقراطي حصد أكثر من 50% من أصوات الناخبين مقابل 41.3% لكومو، في سباق انتخابي وصف بأنه “الأكثر حدية منذ عقود”، كما شهد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحملات، وتدفّق أموال هائلة من المليارديرات ولجان الدعم السياسي ، ومحاورات محتدمة حول أزمة السكن وغلاء المعيشة.

وبهذا الفوز يعتلي الاشتراكي الديمقراطي مقعد القيادة في المدينة التي تُعتبر عاصمة المال العالمية وموطن “وول ستريت”.

ثروة متواضعة وسط أبراج المليارديرات

حين يتسلم ممداني مهامه رسميًا في 1 يناير 2026، سيتضاعف راتبه إلى نحو 260 ألف دولار سنويًا، بعد أن كان يتقاضى 142 ألف دولار كنائب في مجلس الولاية، ومع ذلك، تبقى ثروته الأدنى بين زعماء المدينة منذ أكثر من نصف قرن، إذ تقدّرها مجلة فوربس بنحو 200 ألف دولار فقط — أي أقل بخمسين مرة من منافسه أندرو كومو الذي تبلغ ثروته نحو 10 ملايين دولار.

ولا يمتلك ممداني أي عقارات أو استثمارات في الولايات المتحدة، إذ يعيش في شقة بإيجار مستقر بقيمة 2250 دولارًا شهريًا في حي أستوريا بنيويورك، ولا يملك سيارة، ويعتمد على مترو الأنفاق في تنقلاته اليومية.

اللافت أن معظم ما يملكه ممداني يقع خارج أمريكا، وهو عبارة عن أربعة أفدنة من الأرض في مدينة جينجا الأوغندية، على ضفاف بحيرة فيكتوريا، وقد سجّل ممداني قيمة الأرض بين 150 و250 ألف دولار، موضحًا أنها “خالية وغير مطورة”.

وتشير فوربس إلى أن هذه الأرض تمثل نواة ثروته الوحيدة حتى الآن.

جذور فكرية وفنية عابرة للقارات

وُلد زهـران ممداني عام 1991 في كمبالا، عاصمة أوغندا، لأسرة أكاديمية وثقافية مرموقة، والدته هي المخرجة الأمريكية الهندية ميرا ناير، صاحبة أفلام شهيرة حصدت جوائز دولية كبرى، أبرزها فيلم Salaam Bombay "بطولة دينزل واشنطن"، الذي رُشّح لجائزة الأوسكار، وMonsoon Wedding الذي فاز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 2001.

أما والده محمود ممداني، فهو أستاذ في جامعة كولومبيا ومتخصص في دراسات الاستعمار والنزاعات الإفريقية، ويُعد من أبرز المفكرين في مجاله. وتشير بيانات فوربس إلى أن دخله السنوي يتراوح بين 200 و300 ألف دولار، بينما لا تزال الأسرة تقيم في شقة تابعة للجامعة في أبر ويست سايد، كان إيجارها يبلغ نحو 6000 دولار في عام 2017.

والدته ميرا ناير كانت تمتلك شقة في حي تشيلسي بنيويورك، لكنها باعتها عام 2019 مقابل 1.45 مليون دولار، وهو سعر قريب من قيمة شرائها البالغة 1.4 مليون دولار عام 2008.

من مقاعد النخبة إلى صفوف الطبقة العاملة

نشأ ممداني في بيئة نخبوية، درس في مدرسة Bank Street الخاصة التي تُعد من أغلى المدارس الابتدائية في نيويورك ، ثم التحق بمدرسة Bronx High School of Science العامة المرموقة، قبل أن يدرس “الدراسات الإفريقية” في كلية Bowdoin في ولاية مين، وهي من كليات الصفوة في الولايات المتحدة.

لكنه، كما يصفه تقرير فوربس، “اختار أن ينحاز إلى الفقراء لا إلى النخبة التي وُلد منها”، فبعد تخرجه عام 2014، جرّب العمل في مواقع تصوير أفلام والدته، وخاض تجربة فنية قصيرة في موسيقى الراب تحت اسمي “Young Cardamom” و“Mr. Cardamom”، قبل أن يتجه إلى العمل المجتمعي والسياسة المحلية.

نال الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد عامين فقط فاز في انتخابات الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، متغلبًا على نائب شغل المنصب خمس فترات متتالية.

عمدة نيويورك الجديد.. اشتراكي في قصر غرايسي

مع دخوله قصر غرايسي مطلع عام 2026، سيكون زهـران ممداني أصغر من يتولى منصب عمدة نيويورك منذ عام 1889.

ورغم الامتيازات التي ترافق المنصب — من السكن الفخم إلى الراتب المضاعف — تشير فوربس إلى أن ممداني سيحافظ على أسلوب حياته المتواضع والبسيط، إذ يخطط للبقاء بلا سيارة، والاكتفاء باستخدام المترو الذي يمر على بُعد ثلاث كتل سكنية فقط من مقر إقامته الرسمي.

وسيكون التحدي أمامه كبيرًا حيث سيقود أكبر مدينة في العالم الرأسمالي، بينما ينادي بسياسات اشتراكية جذرية تعيد توزيع الثروة وتكبح جماح نفوذ المليارديرات.

ممداني يتحدى ترامب

في أعقاب فوزه، اعتلى ممداني المنصّة في بروكلين، ووجّه كلمات لاذعة إلى ترامب ، متحدّيًا حملته المعادية للمهاجرين ومرشّحه المفضّل كومو، قائلاً: "أتمنّى لكومو الأفضل في حياته الخاصة، ولكن فلتكن هذه الليلة آخر ليلة ألفظ فيها اسمه."

وتابع قائلًا: "إذا كان لأحد أن يُظهر كيف يمكن هزيمة ترامب، فهي المدينة التي لمع نجمه فيها. هذه ليست الطريقة الوحيدة لوقف ترامب، ولكنها الطريقة لوقف من سيأتي بعده."

وأضاف: "إذن يا ترامب، أعلم أنك تشاهدني. لدي أربع كلمات لك: ارفع الصوت عاليًا. نيويورك ستظل مدينة للمهاجرين — بُنيت على أيدي المهاجرين، ومدعومة بالمهاجرين، والآن ستُقاد بواسطة مهاجر. فاسمعني يا رئيس ترامب، لكي تنال من أحدٍ منا، عليك أن تنال منا جميعًا."

رد ترامب الغاضب

أما ترامب فدعا الجمهوريين إلى إنهاء سياسة المماطلة والعودة إلى التشريع وإصلاح نظام الانتخابات، معتبراً أن خسارة حزبه تعود إلى الإغلاق الحكومي الأطول في التاريخ، وإلى غياب "اسم ترامب عن ورقة الاقتراع وفق خبراء استطلاعات الرأي".

وردّ على ممداني برسالة غامضة على منصة "تروث سوشال" كتب فيها: "وهكذا يبدأ الأمر." وكان قد هدّد سابقاً بقطع التمويل عن المدينة إذا فاز "الشيوعي ممداني"، كما وصفه.

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار