آخر الأخبار

من الخادم إلى المتحكم.. 9 عادات تحررك من فخ القيادة المقيدة

شارك

حين يصل القائد إلى عمله مثقلا بالتعب ويعتمد على القهوة ليكمل يومه تنتقل هذه الطاقة السلبية إلى الجميع، أما عندما يحضر صافي الذهن مفعما بالحماس فإن أثره الإيجابي يمتد إلى أداء الفريق بأكمله.

القيادة ليست فقط في رسم الإستراتيجيات أو اتخاذ القرارات، بل هي أيضا إدارة للطاقات والمناخ النفسي، فالقائد الذي يعتني بصحته النفسية يعيد شحن من حوله دون أن يرفع صوته أو يكرر الشعارات المملة.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 لماذا يفشل قادة التغيير رغم نواياهم الحسنة؟
* list 2 of 2 خدعوك فقالوا: الوظيفة عبودية العصر الحديث end of list

لكن واقع اليوم يشي بثقافة مختلفة، إذ بات الإرهاق يُقدَّم كعلامة على النجاح، يظن القادة أن البقاء في حالة الانشغال الدائم هو الثمن الطبيعي للتفوق، مما يثمر في النهاية حالة عامة من الإرهاق والإنهاك تنعكس سلبا على قرارات القيادة، وبالتالي يتأثر العمل ويتراجع الإنجاز.

هذه الرؤية قدمتها الباحثة روبين هانلي-دافو في موقع "سيكولوجي توداي"، وهو منصة أميركية متخصصة في تبسيط علم النفس وتطبيقاته في الحياة اليومية.

الفخ الذي يقيد القادة

هناك أنماط من القيادة تجعل صاحبها عالقا بين النوايا الحسنة والاستنزاف الدائم، فنمط "الخادم" يدفع القائد إلى محاولة إصلاح كل شيء للجميع حتى ينهك نفسه، في حين نمط "المتحكم" يجعله يقوم بالمهام بنفسه بدلا من تمكين الآخرين.

أما نمط الضحية فيغذي الإحساس بالعجز والتذمر، في حين أن نمط "المبرر" يخلق قصصا لتبرير الركود، فيقتنع القائد بأن الأمور هكذا دائما.

الانتقال بين هذه الأدوار لا يرهق القائد فحسب، بل يقتل حماس الفريق ويقيد قدرته على الابتكار، ليصبح القائد مقيدا ومشغولا بإدارة الأزمات لا بصناعة التغيير.

حين نفقد البوصلة

عندما تُبنى القيادة على الاستجابة الدائمة لتوقعات الآخرين ورسائل البريد الطارئة يفقد القائد بوصلته الداخلية شيئا فشيئا، تصبح أجندة الآخرين هي جدول أعماله، ويضيع صوته وسط مطالب متراكمة، ومع مرور الوقت تتراجع طاقته وتأثيره لا لأنه فقد الشغف، بل لأنه ابتعد عن رؤيته الأصلية.

إعلان

الخطوة الأولى نحو التوازن هي الوعي بهذه الدائرة، ثم استعادة الاتصال بالذات، واتخاذ قرارات يومية صغيرة تعيد ترتيب الأولويات على أساس الرؤية الكلية لا الضغوط الطارئة.

9 خطوات لاستعادة الطاقة والتأثير


* ابدأ بالأساسيات: النوم الكافي والغذاء المتوازن والحركة اليومية ليست كماليات، بل شرط للقيادة الواعية، فكل ممارسة لرعاية الذات تقوي حضورك.
* افتتح يومك برؤيتك لا ببريدك: لا تبدأ صباحك بأولويات الآخرين، أنجز أولا مهمة تخصك تمنحك شعورا بالاتزان.
* فوّض بثقة: راقب النتائج لا التفاصيل، الثقة بالفريق لا تضعف السيطرة، بل تضاعف الإنتاج.
* ركز على مهمة واحدة: العمل المتعدد يستنزف الذهن ويضعف الجودة، التركيز المتواصل هو وقود القيادة الحقيقية.
* اسأل نفسك: ما الذي أسمح له بالاستمرار رغم ضرره؟ فما نتغاضى عنه يستهلك طاقتنا ببطء، تجاهل المشكلة لا يوفر الجهد بل يستنزفه، حدد ما يحدث بوضوح وحدد الجزء الذي تقع مسؤوليتك عنه، ثم اتخذ خطوة معالجة محددة.
* قسّم يومك إلى مراحل: توقف قليلا بعد كل مرحلة لتفحص طاقتك وتعيد ضبطها، فالاستراحات القصيرة تقي من الاحتراق والإرهاق.
* طابق يومك مع قيمك: اسأل نفسك ببساطة: هل ما أفعله اليوم يقربني من رؤيتي وأهدافي؟ وإن لم يكن كذلك فما التعديل الصغير الذي أستطيع القيام به الآن؟
* استدع السبب: العودة إلى سؤال "لماذا أفعل ذلك؟" تعيد الحماس وتضبط الاتجاه، فتمنح قراراتك ومعنى قيادتك وضوحا واستقامة.
* استمع لتفهم لا لتُصلح: أحيانا لا يحتاج الفريق إلى حلول فورية، بل إلى قائد يصغي بصدق ويفتح مساحة للأمان والثقة.

قيادة النفس أولا

القيادة الحقيقية لا تقاس بعدد القرارات أو الاجتماعات، بل بالقدرة على قيادة الذات قبل قيادة الآخرين، فحين يدير القائد طاقته بوعي ويستعيد تواصله مع الأولويات والرؤية الكلية يتحول وجوده إلى مصدر توازن وإلهام لمن حوله.

وفي النهاية، كما تؤكد روبين هانلي-دافو، فإن القيادة المستدامة تبدأ من الداخل أولا، من قائد يعرف نفسه ويحسن رعايتها، ليقود الآخرين إلى ما هو أبعد من الأوامر، إلى المعنى ذاته.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار