تمكن مصور من ولاية تسمانيا الأسترالية من أن يصبح أول شخص على الإطلاق يوثق التوهج الحيوي لحيوان الـ"الدُصيور الشرقي" في البرّ الأسترالي.
فقد التقط بن ألدرج صورة مذهلة لهذا الحيوان، الذي يُظهر خاصية التوهج الحيوي (Biofluorescence) تحت ضوء الأشعة فوق البنفسجية غير المرئية.
ويُعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل هذا المفعول التوهجي لهذا الجرابي المهدد بالانقراض في بيئته الطبيعية.
وأوضح ألدرج أن هذا المفعول ناتج عن امتصاص فرو الحيوان للأشعة فوق البنفسجية ثم إعادة إصدارها بألوان مرئية، وهي ظاهرة معروفة في العديد من الثدييات، بما في ذلك "شيطان تسمانيا" و"الومبت".
وقال: "في المناطق التي يكون فيها لون الفرو عادةً بنيا أو أسود، وتحت تأثير أطوال موجية معينة من الضوء، يظهر ما يُعرف بالفلورة الحيوية (التوهج الفلوري الحيوي) – تماما كالقميص الأبيض الذي يضيء في حفلات الديسكو".
ولا يزال الغرض البيولوجي لهذه الظاهرة غير واضح، لكن هناك نظريات تشير إلى أنها قد تكون مرتبطة بالتواصل أو التمويه أو التزاوج، خاصة في ظروف الإضاءة المنخفضة.
ونظرا لأن العديد من الحيوانات الليلية مثل الجرابيات يمكنها رؤية الأشعة فوق البنفسجية أو تمتلك رؤية حساسة لأطوال موجية زرقاء وخضراء، فإن هذه الظاهرة قد تمثل إشارات بصرية تستخدمها الحيوانات دون أن تكشف نفسها للمفترسات.
وأضاف ألدرج أنه سيواصل العمل لمحاولة فك لغز هذه الظاهرة. وقال مازحا: "أعتقد أنها على الأرجح نظام للتمييز أو التعارف، يشبه بصمات الأصابع لدينا، لكن ذلك مجرد تخمين بريء في أفضل الأحوال... في الوقت الحالي، يمكننا فقط القول إنهم يحبون الحفلات!"
ويشكل هذا التوثيق جزءا من أبحاث مستمرة يجريها ألدرج حول تأثيرات التلوث الضوئي وتدهور المواطن الطبيعية على سلوكيات هذه الكائنات بعد حلول الظلام.
وصرح قائلا: "كمية الضوء التي نهدرها في إنارة الفضاء – سواء كان فعليا أو مجازيا – أمر سخيف، وغالبا ما تكون هذه الإنارات غير فعّالة حتى في الغرض الذي وُضعت لأجله".
وأضاف: "كلما فهمنا العالم الليلي بشكل أفضل، وكيف تعمل هذه التكيّفات، يمكننا حينها البدء بتحسين بيئتنا العمرانية لتقليل أثرها إلى أدنى حد ممكن".
وقد تم اختيار هذه الصورة المذهلة ضمن 12 صورة وصلت إلى المرحلة النهائية في "جائزة بيكر ستريت للتصوير العلمي" لهذا العام، وهي المسابقة العلمية الأبرز في تسمانيا.
وقالت مؤسسة المهرجان، مارغو أدلر: "من الحفاظ على سماء الليل إلى الرخويات البحرية التي تقوم بالتمثيل الضوئي، ومن الشفق القطبي إلى العفن اللزج ودراما الحياة البرية الفائقة السرعة، تقدم الصور النهائية هذا العام تذكيراً بصريا بعجائب وتعقيدات وهشاشة العالم من حولنا".
وتابعت: "الصور النهائية لهذا العام تجسد فعلا جوهر مهرجان بيكر ستريت – جعل العلم مرئيا، وجميلا، ومؤثرا على الصعيد العاطفي.. تتيح لنا هذه الصور رؤية العالم من منظور مختلف، وفي بعض الحالات، تكشف لنا أشياء لم يسبق لنا أن رأيناها من قبل".
وسيتم عرض الصور في متحف تسمانيا ومعرض الفنون خلال الفترة من 6 إلى 31 أغسطس.
المصدر: "ديلي ميل"