أطلقت الصين أول منصة وطنية لاختبار رقائق السيارات في مدينة شنتشن، وذلك في ظل تصاعد التوتر مع شركة نيكسبيريا الهولندية المملوكة للصين، والذي يهدد سلاسل توريد الرقائق للقطاع العالمي للسيارات.
وُصفت المنصة الجديدة بأنها مشروع على مستوى الدولة، وتم إنشاؤها بالشراكة بين شركتين مملوكتين للحكومة الصينية هما:
China Reform Holdings، وهي شركة استثمارية تركز على القطاعات الحيوية للأمن القومي والاقتصاد.
مركز أبحاث وتكنولوجيا السيارات الصيني (CATARC).
وتضم المنصة أكثر من 80 جهاز اختبار و13 مختبراً متخصصاً في مجالات تشمل اختبارات البيئة والموثوقية وفق معايير السيارات، وأمن المعلومات، وتحليل الأعطال، بحسب تقرير نشره موقع "scmp" واطلعت عليه "العربية Business".
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود بكين لتعزيز ما تسميه بـ الاعتماد الذاتي والتقوية الذاتية التكنولوجية، وهي أهداف رئيسية في الخطة الخمسية الخامسة عشرة (2026-2030).
ووفقاً لبيان بلدية شنتشن، فإن هذه المنصة ستطلق بالكامل عملية توطين رقائق السيارات المتقدمة، ما يعزز من قدرة الصين على إنتاج الرقائق محلياً في مواجهة القيود الأميركية المتزايدة.
يأتي إطلاق المنصة في وقت حساس، حيث تتعرض سلاسل التوريد العالمية للرقائق لاضطرابات متوقعة بعد الأزمة بين الصين وهولندا بشأن شركة نيكسبيريا، التابعة بالكامل لشركة Wingtech Technology الصينية والمشمولة بالعقوبات الأميركية.
في سبتمبر الماضي، استولت الحكومة الهولندية على الشركة بموجب قانون قديم يعود لعام 1952، وذلك بعد أن وسّعت الولايات المتحدة قيود التصدير على الكيانات المملوكة لشركات مدرجة في قائمتها السوداء.
وردّت بكين بفرض قيود على صادرات منتجات مصنع "نيكسبيريا" في مدينة دونغقوان جنوب الصين، بينما أعلنت الوحدة الصينية للشركة أنها ستواصل العمل بشكل مستقل عن المقر الرئيسي في هولندا.
امتدت تداعيات النزاع إلى شركات السيارات الكبرى؛ إذ حذّرت "فولكسفاغن" من تأثيرات محتملة على إنتاجها بسبب نقص الرقائق، فيما أبلغت "نيكسبيريا" مصنّعي مكونات السيارات اليابانيين بعدم قدرتها على ضمان تسليم الطلبات في المواعيد المحددة، وفق ما أكدته جمعية مصنعي السيارات اليابانيين.
تسعى بكين منذ سنوات لتعزيز صناعة الرقائق المحلية بعد العقوبات الأميركية المتزايدة على شركاتها، وتضع رقائق السيارات في قلب استراتيجيتها الجديدة نظرًا لأهميتها في مجالات الذكاء الاصطناعي والمركبات الكهربائية والقيادة الذاتية.
ويُنظر إلى المنصة الجديدة في شنتشن على أنها نقطة تحوّل استراتيجية في مسار الصين نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع أشباه الموصلات، لا سيما مع اشتداد حرب الرقائق بين بكين وواشنطن وحلفائها.
المصدر:
العربيّة