أثارت التغييرات المفاجأة التي أعلنتها شركة ميتا بشأن الإشراف على المحتوى على منصاتها مخاوف بين المعلنين من أنها ستودي إلى زيادة المحتوى الضار والمعلومات المضللة على منصات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"إنستغرام".
واعتبر رؤساء في مجال الإعلان أن خطوة "ميتا" للتخلي عن برنامج تقصي الحقائق والسياسات المخففة للمحتوى المحرض على الكراهية قد تكبد الشركة خسائر، في وقت يمثل فيه التسويق غالبية إيرادات الشركة البالغة نحو 135 مليار دولار سنويًا.
وقال الرؤساء، لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، إن العلامات التجارية قد تخشى من ظهور إعلاناتها إلى جوار محتوى ضار، بحسب تقرير للصحيفة اطلعت عليه "العربية Business".
وقال فيرغوس مكالوم، رئيس وكالة "TBWA\MCR" للإعلان: "ستقيم بعض العلامات التجارية خططها بحرص ولا شك أنها ستصبح معضلة تجارية للجانبين".
ويمثل تخفيف الشركة، البالغة قيمتها 1.5 تريليون دولار، لقواعدها بشأن المحتوى على منصاتها تصعيدًا في مساعي رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ لكسب ود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ومساعده الجديد إيلون ماسك.
لكن خطوة الشركة للتخلص من مدققي الحقائق المحترفين لصالح نهج "ملاحظات المجتمع"، الذي ابتكرته منصة "إكس" المملوكة لماسك -حيث يبلغ المستخدمون بأنفسهم عن المعلومات المضللة- أزعج صناعة الإعلان نظرًا لمخاوف العلامات التجارية في السنوات الأخيرة حول الموثوقية على "إكس" و"تيك توك".
لطالما هيمنت "ميتا" على الإنفاق التسويقي إلى جانب شركة "غوغل"، حيث بنت سمعة باعتبارها ملاذًا آمنًا نسبيًا، مع عائد مرتفع على الاستثمار وعلاقات وثيقة مع العلامات التجارية الكبرى.
في المقابل، تأثرت "إكس" بخروج المسوقين بسبب مخاوف تتعلق بالإشراف على المحتوى بعد شراء ماسك للمنصة قبل عامين، مما أدى إلى انكماش إيراداتها.
وقال وقال ريتشارد إكسون، مؤسس وكالة الإعلان "Joint": "قامت ميتا بعمل رائع في التخلص من أسوأ تجاوزات المحتوى الضار وإذا عكس (نهجها) الجديد هذا، فسوف يكتشفه المعلنون بسرعة".
وتسمح "ملاحظات المجتمع" على منصة "إكس" للمستخدمين بوضع ملاحظات على أي تغريدة، وعندما يقيّم عدد كافٍ من المساهمين أصحاب وجهات النظر المختلفة هذه الملاحظة على أنها مفيدة، فسيتم عرضها علنًا في التغريدة.
ويزعم المنتقدون أن جهود التحقق الجماعية أبطأ بكثير في تصنيف الأكاذيب والمؤامرات من الأفراد المحترفين المدربين، ويمكن للمستخدمين التلاعب بها.
قال لو باسكاليس، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات التسويقية "AJL Advisory"، إن تحول "ميتا" إلى "ملاحظات المجتمع" يخلق رياحًا معاكسة للمسوقين الذين يخشون المخاطرة، مضيفًا أن البعض "سيقللون من اعتمادهم" على "ميتا" نتيجة لذلك.
وأعرب مسؤولون تنفيذيون آخرون في مجال الإعلان عن "قلقهم"، وكانوا يسعون للحصول على مزيد من المعلومات من المنصة حول طريقة تطبيق التغييرات بالضبط.
لكن على النقيض كان مسؤولون تنفيذيون آخرون في الصناعة أكثر تشككًا في أن هذا التحول من شأنه أن يسبب تداعيات كثير على أعمال إعلانات على منصات "ميتا".
وقال أحد رؤساء وكالات الإعلان الكبرى: "لا أعتقد أن المعلنين سيهتمون طالما أن المنصة تعمل - لكنهم سيهتمون إذا أصبح المحتوى أكثر استقطابًا".