استطاعت هايتي بلوغ كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها بتفوقها على أطراف مجموعتها هندوراس وكوستاريكا ونيكاراغوا لتكتب أغنى مستعمرة أوروبية تاريخاً جديداً يضاف إلى ماضيها المليء بالثورات الناجحة واتخاذ الفودو ديانة وهي نوع أقرب للشامانية.
ووقعت هايتي في المجموعة الثالثة من الدور الثالث لتصفيات "كونكاكاف" المؤهلة إلى كأس العالم 2026 واستطاعت حسم الصدارة متفوقة على كوستاريكا التي اعتادت بلوغ المونديال وهندوراس ونيكاراغوا لتلحق بذلك منتخبي بنما وكوراساو.
وعرفت هايتي في تاريخها بأنها أغنى مستعمرة أوروبية في العالم وكانت ترسل ثرواتها إلى فرنسا في الوقت نفسه الذي كان يعاني العبيد فيها من الاستبداد والظلم ما قاد إلى أمر تاريخي وهو أول ثورة عبيد ناجحة في التاريخ وميلاد أول جمهورية للسود في العالم كان ذلك في عام 1804.
مجموعة الجزر الواقعة في البحر الكاريبي حظيت بلمحات مختلفة في تاريخها من الديانات والشخصيات مثل فرانسوا دوفالييه الملقب "بابا دوك" والذي كون فرقة شبه عسكرية تدعى "تونتون ماكوت" سميت على اسم شخصية أسطورية مخيفة تختطف الأطفال.
دوفالييه أنشأ هذه الفرقة في عام 1959 لحفظ مقعده بعد عملية انقلاب فاشلة في العام السابق، واستمرت في نشر الرعب واعتبارها الحامي الرئيسي له والشرطة السرية في الجمهورية كذلك وعرفت بوحشيتها وإرهابها وقيامها بعمليات الاغتيالات إلى أن تفككت في 1986.
تونتون ماكوت هو شخصية أسطورية لرجل يحمل كيساً يضع فيه الأطفال غير المهذبين والمشاغبين ويختطفهم ليتم أكلهم كوجبة إفطار في اليوم التالي.
وفي دورة أولمبياد 1936 التي أقيمت في برلين، اكتشف المسؤولون أن علم هايتي يشبه ليختنشتاين طبق الأصل فأضافوا شعاراً يظهر مجموعة من الأسلحة فوق تل أخضر ونخلة ملكية ترمز إلى الاستقلال، وفوقها قبعة الحرية وتحتها شعار الدولة الرسمي وعبارة "في الاتحاد تكمن القوة".
من أكثر ما يعد مستغرباً في هايتي وتاريخها هو اعتمادها "الفودو" أو السحر الأسود كديانة رسمية في البلاد في عام 2003، وهو من التقاليد الروحية للأشخاص المستعبدين من غرب ووسط إفريقيا، مثل الفون والكونغو واليوروبا، وتضمنت هذه التقاليد التركيز على الأرواح والأجداد والاتصال الروحي.
وأصبح "الفودو" قوة للوحدة والتمرد ضد العبودية، يُنسب الفضل إلى احتفال بوا كايمان عام 1791، وهو طقس محوري في الفودو، في المساعدة على إشعال الثورة الهايتية التي أدت إلى استقلال الأمة، ولكنه واجه اضطهادا شديدا من القوى الاستعمارية وحتى الحكومة الهايتية التي حاولت قمعها باعتبارها "خرافة".
وعرفت هايتي بلوغ كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها عندما وصلت مونديال 1974 كما سبق لها الفوز بكأس كونكاكاف أكبر البطولات القارية، في عام 1973.
المصدر:
العربيّة