آخر الأخبار

بين بكركي ورئاسة الجمهورية: تاريخ طويل من العلاقات ورؤية واحدة

شارك
نادرا ما شهدت العلاقة بين رئاسة الجمهورية والبطريركية المارونية عدم إنسجام او فتور، اذ انه من المتعارف عليه ان للبطريرك الماروني مودة خاصة في القصر الجمهوري كما ان بكركي تحترم موقع الرئاسة الأولى.
لكن مؤخرا سرت معلومات عن تباعد بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي ، الامر الذي نفته عمليا زيارة رئيس الجمهورية الى بكركي اليوم للمشاركة في قداس عيد الميلاد والمواقف التي اطلقها ، بعدما سبقتها زيارة للبطريرك الراعي الى الرئيس عون لدعوته الى قداس عيد الميلاد وللإشادة بجهود تنظيم زيارة قداسة الحبر الأعظم البابا لاون الرابع عشر.
في العادة ما من زيارات دورية بينهما انما لم ينقطع التواصل او ما بعرف باللقاءات التقليدية من خلال محطات بروتوكولية. واذا خرق هذا المشهد فمرده الى حاجة البطريرك للإستفسار العاجل كما لإستماع رئيس البلاد الى رأي بكركي، مع العلم ان دور بكركي في الملف الرئاسي يتركز على الدعوة للإسراع في الانتخاب وجمع الأفرقاء كما حصل في احدى الخلوات.
وفي عرض بسيط لتاريخ العلاقة بين البطريرك والرئيس عون قبل انتخابه اي منذ ان كان قائدا للجيش فأنها تميزت بالأستقرار.
وهنا تفيد اوساط مطلعة ل" لبنان ٢٤" ان هناك رغبة رئاسية في المحافظة على علاقة ودية مع بكركي ومع البطريرك الراعي تحديداً الذي وجه نداءات متتالية في وقت سابق لمنع الشغور ولم يتدخل في عملية الانتخاب بل دعا الى وصول شخصية قادرة على انقاذ البلد،وكان بالتالي يقف على مسافة واحدة من الجميع.
وتشير الاوساط الى ان الراعي يكن كل محبة وتقدير لشخص الرئيس عون حتى انه يتشارك معه مواقف وتوجهات متعددة، لافتة الى ان رئيس الجمهورية في الوقت نفسه يقدر دور بكركي الوطني والحرص على مصلحة لبنان اولا واخيرا.

وترى الأوساط نفسها ان لكل من رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني هواجس يعبران عنها وهما يؤيدان مفهوم السلام ويعبران عن ذلك في اكثر من مناسبة وهذا امر مشترك بينهما، كما انهما اول من تحدثا عن نبذ الحروب وهذا ما عكساه في مواقف وخطابات متعددة. وتعرب المصادر عن اعتقادها ان الرجلين متفاهمان على ثوابت محددة، ولم يصدر حتى الان ما يبدل هذا المفهوم ما يعني ان العلاقة بينهما ثابتة.

لم تشر بكركي الى معارضة توجه رئاسي محدد، واذا كان هناك من رأي فأن التواصل بين البطريرك والرئيس يتم سريعا، انما حتى الأن ما من شيء برز على هذا القبيل، وفق الأوساط ذاتها، التي تشير الى التصادم بين الموقع الماروني السياسي الأول والموقع الماروني الديني الأول ندر حصوله بقوة الا عند توجيه نداء المطارنة ابان الوجود السوري في لبنان. اما اليوم فيقوم تفاهم بين هذين الموقعين حول ملفات كثيرة.
لطالما شكلت العلاقة بين بكركي ورئاسة الجمهورية محور تساؤل عن كيفية مسارها وتأثيرها على الحياة السياسية، وفي الواقع انهما يقران بفصل القرارات والتوجهات مع ان ما من موانع امام التشاور وتبادل الآراء خصوصا على المستوى الوطني.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا