أكد
رئيس حزب "القوّات
اللبنانية "
سمير جعجع أن وزراء الحزب سيصوتون ضد مشروع قانون الانتظام المالي في
مجلس الوزراء ، مشددًا على أن المعيار الأساسي لتأييد أي قانون مالي هو مدى قدرته على إعادة ودائع الناس. واعتبر
جعجع أن القانون الحالي لا يحقق هذا الهدف، خصوصًا بالنسبة للودائع التي تزيد قيمتها عن مئة ألف دولار، مشيرًا إلى أن "ما يُعاد هو فتات ولا يشكّل حلًا حقيقيًا"، مضيفًا أن القانون يفتقر إلى ضمانات واضحة بشأن مصادر الأموال وآلية إعادة الجدولة الزمنية.
وجاءت تصريحات جعجع خلال عشاء جهاز الخريجين في مقر الحزب في معراب، بحضور القيادات الحزبية وعدد من الخريجين. وشدد على أن موقف "القوّات" عملي بحت وليس أيديولوجيًا، مؤكدًا رفض أي قانون شكلي يُسوّق على أنه إعادة للأموال بينما الواقع مختلف.
كما تناول جعجع موضوع الأمن والسيادة، مؤكدًا أن "لا مستقبل مستقرًا للبنان طالما هناك تنظيمات مسلحة خارج سلطة الدولة، في مقدّمها
حزب الله "، داعيًا إلى وضع كل الأسلحة تحت سلطة الدولة لبناء دولة فعلية قادرة على مواجهة الفساد والمعالجة الحقيقية للاختلالات القائمة. وقال: "سنبقى نعمل بلا كلل، وسنواصل جهودنا، إلى أن نصل إلى مرحلة تصبح فيها الأسلحة كلها، في جميع المناطق اللبنانية، جنوب الليطاني وشماله وشرقه وغربه، تحت سلطة الدولة وحدها. عندها فقط يصبح الأمل حقيقيًا بقيام دولة فعلية، دولة قادرة على معالجة الاختلالات القائمة، والحدّ من الفساد المتراكم من المراحل السابقة، ومعالجة العقم في بعض الإدارات، تمهيدًا لبناء الدولة التي تنتظرونها منذ زمن طويل، والتي تطمحون إليها".
وفي جانب تنظيمي، ركّز
جعجع على أهمية دور الشباب والخريجين في الحياة السياسية والحزبية، مشددًا على أن فاعليتهم مرتبطة بالانتماء للأحزاب والعمل الجماعي، لأن "القوانين المعقدة والمشاريع الوطنية الكبرى تحتاج إلى خبرة وجهود جماعية". واعتبر أن الشباب الخريجين لهم مسؤولية توعية الناس لضمان تصويت صحيح يؤدي إلى مجلس نواب فعّال، مؤكدًا أن "مصير البلاد بأيدي المواطنين وأن التصويت الخاطئ يضرّ بالوطن أكثر من الفساد نفسه".
من جهته ، رئيس جهاز الشباب والخريجين مارك سعد استعرض جهود الجهاز في إعادة التواصل مع الخريجين القدامى والجدد، وتفعيلهم سياسيًا وتنظيميًا، وتحفيزهم على المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية والنقابية، مؤكدًا أن "
القوات اللبنانية هي مساحة مشتركة تجمع اللبنانيين الراغبين في بناء وطن جديد، وتحوّل الأفكار والطموحات إلى خطط عملية".
وشدد جعجع وخطاب الجهاز على أن الانخراط في الحياة السياسية والحزبية ضرورة لبناء
لبنان الجديد، وأن الالتزام بالقوات اللبنانية والعمل الجماعي هما السبيل لتحقيق التغيير وتصويب مسار الدولة نحو الاتجاه الصحيح.