آخر الأخبار

سلامة خلال فعالية لمناسبة اليوم العالمي للغة العربية: تجاوب المدارس أكثر من توقعاتنا

شارك
نظمت وزارة الثقافة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، في مقر المكتبة الوطنية – الصنائع، فعالية ثقافية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف في 18 كانون الاول من كل عام، بحضور وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي، وتلامذة من مختلف المناطق غصت بهم قاعة المكتبة للمشاركة مع الوزيرين في مباراة شملت فنون اللغة العربية: الخطابة، الشعر، الإلقاء، والرسم بالكلمة، بمشاركة طلاب من الفئة العمرية 10-15.

سلامة
استهل اللقاء بالنشيد الوطني، ثم قال سلامة: "نحتفل اليوم بلغتنا وهناك أسباب كثيرة لكي نحتفل بلغتنا العربية أولا وأهم هذه الأسباب هو جمالها، إن موسيقاها، العذبة على الأذان، جميلة الصدى، جميلة الحرف إن رسم، جميلة في كل تعابيرها، وهناك سبب ثان وهي أن العربية هي لغتنا الوطنية، إن قرأتم الدستور الذي نحتفي بمئويته في العام المقبل، فستجدون أن اللغة العربية هي رسميا لغة هذه البلاد. وهناك سبب ثالث أنه في مثل هذا اليوم من عقود سبقت ثلاثة أو أربعة عقود تم اختيار اللغة العربية كلغة عالمية يمكن اللجوء إليها في أي محفل تابع لمنظمة الأمم المتحدة " .
اضاف: "هذه أسباب ثلاثة وهناك أسباب كثيرة أخرى لكي نحتفي اليوم بالتعاون والتفاهم كالعادة مع زميلتي العزيزة وزيرة التربية الدكتورة ريما كرامي ومع وزارة التربية لأن بين الوزارتين تكاملا واضحا، تفاهما واضحا، تواصلا يوميا، وهو نموذج لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين مختلف وزارات الحكومة اللبنانية . أرحب بكم وأفرح بكم، لأننا قررنا هذا اليوم أن نحتفي بلغتنا، وإذ بكم تتجاوبون أكثر من توقعاتنا هناك أكثر من سبعين مدرسة من عموم الأراضي اللبنانية ممثلة في هذا المكان هذا الصباح، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، أكثر من سبعين مدرسة قررت أن تأتي إلى هنا وتشترك معنا بالاحتفال بهذه اللغة الجميلة المنسابة كالنبع الصافي في آذاننا وفي اذهاننا. وكنا نود أن تمثل كل مدرسة بتلميذ واحد ولكن الضغط علينا جعلنا نقبل بأن تمثل بأكثر من تلميذ، فأهلا وسهلا بكم جميعا".
وختم: "بعد أن نستمع إلى كلمة العزيزة وزيرة التربية والتعليم العالي، سنتوجه إليكم لنتفحص مدى معرفتكم بلغتكم وأنا متأكد بأننا سنفاجأ بحسن محبتكم بهذه اللغة وبحسن استعمالكم لها وبحسن شعوركم بالفخر بأن لغتكم ولغة مئات الملايين مثلكم عبر العالم".

كرامي
بدورها، قالت وزيرة التربية: "أن ألتقي بكم اليوم، في هذا الصرح الثقافي العريق، المكتبة الوطنية، حيث تحفظ الذاكرة اللبنانية كنوز المعرفة، وحيث تتجسد اللغة العربية بوصفها جسرا حيا بين الثقافة والتعلم، بين الماضي الذي نصونه، والمستقبل الذي نطمح إليه".
اضافت: "نحتفل اليوم باليوم العالمي للغة العربية، لغة لا توصف فقط بأنها أداة تواصل فحسب، بل هي فضاء للتعلم، وحاضنة للثقافة، وذاكرة للتاريخ. فاللغة العربية ليست وسيلة للتعبير فقط، هي الإطار الذي يتكون فيه الفهم، وتنتقل عبره الأفكار، ويطل عبره اللبناني على بعده العربي وخزينه الحضاري. هذا البعد الذي، رغم الحدود والتشرذم السياسي، ما زال يكرس: وحدة تواصلنا مع منطقتنا العربية، وسهولة تكاملنا المعرفي، وتقاطع تطلعاتنا نحو استرداد مجد نهضة حملتها هذه اللغة إلى كل أصقاع المعمورة، أدبا، وفنا، وثقافة، وعلما، وريادة، فنستعيد دورنا الفاعل كدول ناطقة بلغة الضاد في هذا العالم المتغير".
وتابعت: "من هنا، فإن علاقتنا باللغة العربية، ليست علاقة تلق وتعبير، بل علاقة تعلم مستمر، يبدأ في المدرسة، ولا ينتهي عندها، ويتعمق كلما انفتح على: التجربة، والقراءة، والحوار، والعيش المشترك. فالتعلم باللغة، ومن خلالها، هو ما يمنحها حياتها، ويمنح المتعلم: القدرة على التفكير النقدي، وعلى ربط المعرفة بالثقافة، واللغة بالموروث وتشكل الهوية، والكلمة بالفعل، وترجمة كل ذلك بصور سهلة الإدراك، عميقة الأثر، مرنة التكييف. من هذا التأطير، يصبح الحديث عن اللغة العربية حديثا عن التعلم العميق، وعن الثقافة بوصفها فضاء حيا تتشكل فيه المعرفة والانتماء، وتتجدد، لا عن مادة تحفظ، أو قواعد تستعاد".
واردفت: "لقد كانت العربية عبر التاريخ لغة فكر، وعلم، حوار، حملت الفلسفة، والطب، والفلك، والرياضيات، وكانت جسرا بين الحضارات، ووسيلة لتبادل المعارف وتراكمها. ولغة أعطت المبدعين غنى في المفردات والمعاني مكنتهم من إطلاق مشاعرهم وافكارهم في أبهى الصور. وبها تشكلت واحدة من أغنى التجارب الإنسانية في انتاج المعرفة ونقلها. وفي العصر الحديث، ظلت العربية قادرة على التجدد، لا لأنها ثابتة، بل لأنها لغة حية، لغة وسعت الشعر كما وسعت الفلسفة، واحتملت الألم كما احتملت الحلم، ورافقت الإنسان في ضعفه وقوته، وفي أسئلته الوجودية واليومية على حد سواء".
وقالت: " لبنان ، على صغر مساحته، كان ولا يزال أحد المختبرات الحية لتجديد اللغة العربية. من بيروت إلى طرابلس ، ومن الجبل إلى الجنوب والبقاع، ساهم مفكرون وأدباء لبنانيون في إعادة صياغة العربية، لا بتكرار الماضي، بل بقراءته نقديا وفتحه على أسئلة العصر. بعضهم انطلقوا من القرآن الكريم، الذي كان وما زال حافظ هذه اللغة فاعتمدوا عليه للبحث والتطوير في تقعيد اللغة العربية وضبط مفرداتها وأساليبها، كالشيخ مصطفى الغلاييني والشيخ عبد الله العلايلي، وبعضهم الآخر أطلقوا العنان لعقلهم وإبداعهم. نستذكر منهم اليوم الأديب إلياس خوري، الذي رأى في اللغة فضاء للعيش لا مجرد أداة للكتابة، واعتبر أن اللغة حين تنفتح على الحياة اليومية، تصبح أقدر على احتضان الذاكرة، والهوية، والأمل".
اضافت: "نستذكر أدونيس، الذي دعا إلى تحرير العربية من الجمود، ورأى فيها لغة قادرة على توليد المعاني بلا حدود، شرط أن نعيدها من المتحف إلى الحياة. ونستذكر جبران خليل جبران، ومي زيادة، وأمين معلوف، وهدى بركات، وغيرهم كثيرين، منهم تعلمنا أن حماية اللغة لا تكون بتقديسها، بل باستخدامها، وبالمغامرة فيها، وبجعلها قادرة على التعبير عن صوت الإنسان المعاصر، وهمومه، وأسئلته، وحقه في الحرية والمعرفة".
وتابعت : "من هنا اللغة العربية في المدرسة ليست هدفا بحد ذاتها، بل مدخل إلى التعلم العميق، وبناء الفكر، وتكوين الشخصية النقدية القادرة على الفهم والحوار والانفتاح. هي اللغة التي يتعلم بها الطفل: أن يفكر، لا أن يكرر، أن يسأل، لا أن يحفظ، وأن يعبر عن ذاته بثقة ومسؤولية".
وقالت: "العربية ليست لغة الكتب وحدها، بل لغة الحياة اليومية، لغة الذاكرة العائلية، لغة الأغنية والحكاية والمسرح، لغة امتدادنا وترابطنا بمنطقتنا العربية الواسعة، لغة تجذرنا بأرضنا وعشقنا لترابها. وكلما اقتربنا بها من حياة المتعلمين، اقتربوا هم منها، وجعلوها جزءا من هويتهم لا عبئا عليهم. من هذا المنطلق، نعمل في وزارة التربية، في مشروعنا لتحديث المناهج، على تعزيز التعلم باللغة العربية بوصفه مسارا فكريا وثقافيا متكاملا، يقوم على: الانتقال من الحفظ إلى الفهم، ومن التلقين إلى التفكير النقدي، ومن الخوف من اللغة إلى الثقة بها، وتطويعها لحاجاتنا عبر استخدامها. نريد لغة تكتسب الممارسة، وتنمى بالقراءة، وتغنى بالكتابة والحوار، لغة تقود إلى الفهم لا إلى الإقصاء، وإلى الانتماء الواعي لا إلى الانغلاق".
أضافت: "في هذا اليوم، أوجه تحية تقدير لكل معلم ومعلمة يفتحون أمام طلابهم مساحات التعلم باللغة العربية، لغتنا الرسمية، فيمنحون هذه اللغة حياة جديدة في كل صف. وتحية خاصة لطلابنا الذين شاركوا في الاحتفال بهذه الذكرى بمساهماتهم، أنتم تثبتون كل يوم أن العربية ليست لغة الماضي فقط، بل لغة المستقبل أيضا".
وختمت: "إن الحفاظ على اللغة العربية هو حفاظ على قدرتنا على التعلم، وعلى إنتاج المعرفة، وعلى رواية قصتنا بأصواتنا نحن، وعلى إبقاء انتمائنا إلى هويتنا العربية من صلب ثوابتنا. فلنجعل من هذا اليوم التزاما متجددا: أن نتعلم بالعربية، أن نفكر بها، أن نفتح لها آفاق المستقبل، وأن نفتخر بها بوصفها لغة تجمعنا، وتغنينا، وتبني فينا إنسانا حرا متجذرا بتراثه وثقافته، ومجتمعا حيا، ووطنا يستحق الحياة. عاشت اللغة العربية، عاش لبنان، وعاشت مدارسنا ومساحاتنا الثقافية منارات للتعلم والمعرفة والإنسان".

عطوي
وكانت المديرة التنفيذية للمكتبة الوطنية جلنار عطوي سعد افتتحت الفعالية قائلة: "صباحنا مشرق بكم وبحضوركم في مقر المكتبة الوطنية، يسرنا أن نرحب بمشاركة معالي وزير الثقافة غسان سلامة ومعالي وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي في هذه الفعالية الثقافية المخصصة للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية. إن وجودكما اليوم بين التلامذة من مختلف المدارس اللبنانية، يشكل دعما معنويا كبيرا للغة الضاد، ورسالة واضحة بأهمية الحفاظ على تراثنا الثقافي وتعزيزه في نفوس الأجيال الصاعدة. كما ان حضوركما بين الطلاب يؤكد أن اللغة العربية ليست فقط لغة تعليم، بل لغة حياة وهوية وانتماء. أهلا وسهلا بكما، وكل الشكر لمساهمتكما في إنجاح هذا اليوم المميز".

وفي ختام الفعالية شارك سلامة وكرامي التلامذة في طرح الأسئلة والاستماع الى الشعر.
ومنح المشاركون شهادة متميزة للمناسبة.
لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا