تعقد لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار «الميكانيزم» غدا اجتماعها الثاني بعد تعيين السفير سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني التفاوضي. ويُنظر إلى الاجتماع على أنه أول اجتماع جدي يمكن أن يرسم الإطار الفعلي لمسار النقاشات المقبلة وطبيعتها، بعدما اتسمت الجلسة السابقة بطابع تمهيدي أو تعارفي أكثر مما هو تفاوضي.
وفي هذا الاطار كتبت" نداء الوطن": تكثفت الاستعدادات
اللبنانية في الساعات الماضية عبر رئيس الوفد اللبناني السفير سيمون كرم، انطلاقًا من مقاربة مدروسة تقوم على إدارة تفاوضية هادئة ومتدرجة، بعيدًا من منطق حرق المراحل أو وضع كامل الأوراق على الطاولة دفعة واحدة.
وشكّل الاجتماع الذي عُقد أمس بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والسفير كرم محطة أساسية في بلورة آلية التعاطي مع جلسة الغد، حيث جرى التوافق على مقاربة تفاوضية تتيح للبنان هامشًا أوسع للمناورة، وتحافظ على العناصر الإيجابية التي يمتلكها، مع التشديد على ضرورة قراءة مسار النقاش خطوة بخطوة، وربط أي تقدم بتحقيق أهداف واضحة ومحددة. وتقوم هذه المقاربة على مبدأ التدرج، بما يمنع استباق النتائج أو القفز فوق الأولويات الوطنية.
وفق المعطيات المتوفرة، يدخل
لبنان الاجتماع حاملًا أربعة أهداف أساسية، مرتبة ضمن سلّم أولويات واضح: أولًا، وقف الأعمال العدائية وعمليات القتل باعتبارها شرطًا إلزاميًا لفتح أي نقاش جدي، ثم معالجة ملف الأسرى والعمل على إطلاق سراحهم، يليه انسحاب القوات
الإسرائيلية إلى ما وراء الخط الأزرق، تمهيدًا لاستكمال ترسيم الحدود البرية. ويُنظر إلى هذا التدرّج على أنه الإطار العملي الوحيد القادر على تحقيق نتائج قابلة للتنفيذ، بعيدًا من الطروحات الشعاراتية أو غير الواقعية.
وفي موازاة ذلك، يولي الجانب اللبناني اهتمامًا خاصًا لطبيعة الطرح
الإسرائيلي المنتظر على طاولة الاجتماع، من حيث مضمونه وسقوفه السياسية والأمنية، إذ يُعتبر أي تقدّم مشروطًا بجدية هذا الطرح واستعداده لملاقاة المطالب اللبنانية، وخصوصًا في ما يتعلق بوقف الاعتداءات المتكررة. وزُوّد السفير كرم بلائحة مفصلة أعدّها الجيش اللبناني، توثق بدقة الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف الأعمال العدائية، لا سيما بين الجلسة السابقة وتاريخ الاجتماع المرتقب، تمهيدًا لاستخدامها في حال أُثير النقاش حول هذا الملف.
وتفيد المعطيات الدبلوماسية بأن المناخ الأميركي المحيط بالاجتماع يتسم بإيجابية مشجعة، مع تأكيدات أن واشنطن ستدفع باتجاه حوار جدّي ومثمر، بعيدًا من المراوحة أو الاكتفاء بتبادل المواقف الشكلية، وهو ما يعلّق عليه الجانب اللبناني آمالاً لدفع المفاوضات نحو مسار عملي وفعّال. وفي ردّ على ما تم تداوله في بعض الأوساط، تنفي مصادر مطلعة ما يُشاع عن نية تطعيم الوفد اللبناني بعضوين شيعي وسني، مؤكدة أن الوفد الحالي يتمتع بتفويض وصلاحيات كاملة تمكّنه من إدارة النقاش باسم الدولة اللبنانية، ووفقًا للأطر الرسمية والمؤسسات الدستورية.
وكتبت" الاخبار": «لا أحد يملك جواباً واضحاً، والكل ينتظر اجتماع واشنطن، نهاية الشهر بين
دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو»، بهذه العبارة لخّص مرجع كبير لـ«الأخبار» توقّعاته بشأن مستقبل المساعي القائمة عبر لجنة الـ«ميكانيزم». وأضاف: «ما جرى تداوله مؤخّراً شمل اقتراحاً من الرئيس
نبيه بري ، بأن تضغط
الولايات المتحدة على
إسرائيل للانسحاب من مناطق محتلة وإطلاق سراح الأسرى، بما يسهم في مساعدة الجيش على تنفيذ القرار 1701.
إلا أنّ الجانب الأميركي عاد بجواب سلبي، مؤكّداً أنّ إسرائيل ترفض الربط بين مهمّة الجيش واتخاذ خطوات من جانبها، وأنها تعتبر نفسها في وضع يسمح لها بمواصلة الضربات لإعاقة عملية إعادة البناء التي يقوم بها حزب الله».
ونفت مصادر عليمة لـ»البناء» الحديث عن تعيين عضو شيعي وآخر سني في لجنة الميكانيزم، لكنها تخوّفت من وضع «إسرائيل» مطالب وشروط جديدة على لبنان مثل رفع مستوى التمثيل في الميكانيزم، أو تكليف وزراء في الحكومة للمشاركة أو مفاوضات سياسية ـ اقتصادية منفصلة عن المفاوضات التقنية العسكرية لجرّ لبنان إلى فخ السلام والتطبيع الاقتصادي.
وكتبت" الديار": بحسب مصادر مطلعة فإن «أولوية لبنان في هذه المفاوضات هي تحقيق مطالبه بتحرير الأرض والأسرى ووقف الخروقات»، معتبرة أن «لبنان الرسمي أبلغ واشنطن استعداده للتجاوب مع كل ما هو مطلوب منه، لتفادي جولة حرب جديدة».
وكان رئيس الجمهورية جوزف عون اجتمع أمس مع رئيس الوفد المفاوض في "الميكانيزم" السفير السابق سيمون كرم، وزوّده بتوجيهاته قبيل الاجتماع المقرر للّجنة غداً الجمعة.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان أولوية الرئيس جوزاف عون عبَّر عنها امام زواره وتقوم على إبعاد شبح الحرب عن لبنان الى جانب تثبيت الأمن والاستقرار، مؤكدا ان التفاوض يسهم في تحقيق ذلك، ولفتت الى ان ما قاله الرئيس عون يكرره امام مسؤولين من الخارج، كما انه موضوع تثبيت وقف اطلاق النار هو النقطة الأساسية في الموقف اللبناني في لجنة الميكانيزم والتي زوّد بها السفير السابق سيمون كرم. وأوضحت ان السفير كرم لن يخرج عن هذا الموقف بإعتبار انه اساسي قبل البدء بأي بحث اخر، وسيبقى كرم على تواصل دائم مع رئيس الجمهورية وبالتالي اي خطوة لن تتخذ الا من خلال التشاور معه.
وقالت مصادر رسمية انه تم استبعاد فكرة او اقتراح ضم عضوين مدنيين سني وشيعي اضافيين الى السفير سيمون كرم الى اللجنة ولم تعد الامور بهذا الوارد، كما ان اجتماع الجمعة سيخوض البحث في العمق، وإن الرئيس عون ابلغ السفير كرم مجدداً ان التفاوض سيكون وفق التوجهات والاولويات التي حددتها الدولة، اي وقف الاعتداءات وانسحاب الاحتلال من النقاط المحتلة، واطلاق سراح الاسرى واعادة تصحيح وتحديد الخط الازرق الذي خرقته قوات الاحتلال بالتمركز في نقاط ومواقع داخل الاراضي اللبنانية، وهو امر يصر لبنان على معالجته بتحرير هذه النقاط. وعن الخطوة المقبلة في حال حصل توافق عسكري تقني على معالجة النقاط المختلف عليها، قالت المصادر: لننتهِ اولا من المرحلة الاولى ولتقلع لجنة الميكانيزم في عملها بآلية جدية وفعلية، وبعدها يتم البحث في المواضيع الاخرى اللاحقة.
ميدانيا، كتبت" الاخبار": في مشهد بات اعتيادياً في جنوب الليطاني، طلبت «لجنة مراقبة وقف إطلاق النار» من الجيش التثبّت من وجود بنى تحتية عسكرية أو نفق للمقاومة في وادي تولين. علماً أنّ دوريات قوات «اليونيفيل» نفذت في أثناء الأيام الماضية بحثاً مكثّفاً في المنطقة التي تعرّضت إلى غارات عنيفة في أثناء العدوان. وتوجّهت قوة من الجيش، مزوّدة بجرافة، لحفر الموقع الذي زعمت إسرائيل وجود منشآت للمقاومة فيه، ليتبيّن بعد البحث أنّ النفق يتكوّن من غرفتين صغيرتين فارغتين من أي سلاح أو عتاد. وكان الجيش على تواصل مباشر مع «الميكانيزم»، وبعد ثبوت عدم صحة الادّعاء الإسرائيلي، طلب الجيش حضور «اليونيفيل» لتوثيق نتيجة الحفر، وتمّ ردم النفق، بانتظار حضور «اليونيفيل» اليوم.
تجربة تولين، استنسخت تجربة يانوح التي دحضت الادّعاءات الاسرائيلية بوجود بنى تحتية تحت أحد المنازل. لكنها فضحت التهويل والضغط الذي يتعرّض إليه الجيش. إذ تمارس إسرائيل الابتزاز عليه وعلى الجنوبيين ليثبتوا خلوّ الأماكن من السلاح، حماية لها من القصف. لكنّ الأداء الإسرائيلي في تحويل «الميكانيزم» إلى ساعي بريد لادّعاءاته، فيما تتجاهل منذ تأسيسها الاعتداءات اليومية وقتل اللبنانيين.