ذكر موقع "
ارم نيوز "، أنّ مصادر أمنية وعسكرية لبنانية مطلعة، أكّدت أنّ الصورة الحالية أكثر تعقيدا من ثنائية "انسحاب أو بقاء"
حزب الله في جنوب
الليطاني ، وأن ما يجري هو تحوّل في طبيعة الوجود لا إنهاؤه.
وأوضحت مصادر عسكرية أنّ "الجيش يتعامل مع المنطقة وفق صلاحياته الكاملة، وبالتنسيق مع قوات "اليونيفيل"، من خلال توسيع الانتشار في نقاط حساسة، وتفتيش مواقع مشتبه بها، وإزالة منشآت أو تجهيزات عسكرية غير شرعية".
وشددت المصادر على أنّ "عمليات التفكيك لم تواجه اعتراضا مباشرا، لا لأن هناك تفاهمات سياسية، بل لأن "الحزب" سبق أن غيّر تموضعه ولم يعدّ يعتبر هذه النقاط جزءا من بنيته العملياتية".
وبحسب المصادر، "تؤدّي "اليونيفيل" دورا رقابيا وتوثيقيا، وتحرص على عدم تحويل أي احتكاك موضعي إلى أزمة سياسية أو أمنية، في ظل حساسية المرحلة".
وبحسب المصادر، فإن حزب الله لم يعد يحتفظ بانتشار عسكري تقليدي أو علني جنوب الليطاني كما كان في مراحل سابقة، ولا توجد اليوم نقاط ثابتة أو مواقع مكشوفة تُدار باسمه بشكل مباشر".
لكن المصادر عينها أشارت إلى أن "وجود حزب الله لم يختف كليا، بل بات يأخذ أشكالا مختلفة، أبرزها عناصر محدودة غير ظاهرة، تتحرك بلباس مدني أو ضمن النسيج المحلي، وشبكات مراقبة غير مسلحة ظاهريا، مهمتها الرصد ونقل المعلومات، وبنى لوجستية قديمة جرى تعطيلها أو إفراغها جزئيا، من دون تفجير أو إعلان".
وشددت المصادر على أن "الحديث هنا لا يتعلق بوحدات قتالية أو تشكيلات هجومية، بل بحضور منخفض الكثافة يهدف إلى عدم فقدان السيطرة المعرفية بالميدان".
وأكدت أن "السلاح الثقيل والمتوسط التابع لحزب الله لم يعد موجودا جنوب
نهر الليطاني
منذ فترة ، سواء قبل تثبيت التهدئة الأخيرة أو بعدها، وأن المنطقة خالية حاليا من أي منصات إطلاق صواريخ، راجمات، أسلحة مضادة للدروع، أو مخازن ذخيرة عملياتية يمكن استخدامها في مواجهة مباشرة مع
إسرائيل ".
وبحسب المصادر، فإن ما جرى إخراجه أو نقله شمالا شمل منصات إطلاق وصواريخ ميدانية قصيرة ومتوسطة المدى، أسلحة مضادة للدبابات كانت تُخزّن في مواقع قريبة من القرى الحدودية، وتجهيزات اتصالات عسكرية مرتبطة بغرف عمليات ميدانية".
في المقابل، تشير التقديرات الأمنية إلى احتمال بقاء أسلحة فردية خفيفة فقط في بعض القرى، من نوع بنادق خفيفة ككلاشنيكوف ومشتقاتها، مسدسات شخصية، تجهيزات اتصال بسيطة، وهي أسلحة تقول المصادر إنها غير مخصصة لعمل قتالي منظم، ولا تُعد خرقا جوهريا لمعادلة وقف النار طالما لم تُستخدم أو تُعرض علنا.
أما في ما يخص المستودعات، فأكّدت مصادر ميدانية أن "الجيش فكك أو دخل خلال الأشهر الماضية مواقع كانت تُستخدم سابقا للتخزين أو الإيواء المؤقت، ليتبين أن معظمها أُفرغ مسبقا أو تعطل وظيفيا، من دون العثور على كميات سلاح فعالة".
وشددت المصادر على أن "لا مؤشرات حاليا على وجود مخازن سرية نشطة جنوب الليطاني، لا فوق الأرض ولا في الأنفاق، خلافا لما كان سائدا في مراحل سابقة".
ولفتتت المصادر إلى أن "حزب الله غيّر عقيدته الميدانية في الجنوب، بحيث لم يعد يعتمد على تخزين السلاح داخل نطاق القرى الحدودية، بل على إخراج كامل القدرات القتالية إلى شمال الليطاني، مع الإبقاء فقط على أدوات "حضور رمزي - أمني" لا ترقى إلى مستوى بنية عسكرية". (ارم نيوز)