نظّم معهد العلوم الاجتماعية – الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية لقاءً بعنوان "الجريمة: مفهومها وأخطارها وسبل الوقاية منها"، بحضور فاعليات أكاديمية واجتماعية ودينية، إلى جانب مجموعة من الأساتذة والطلاب.
وفي مستهل اللقاء، ألقت مديرة الفرع الدكتورة وديعة الأميوني كلمة شددت فيها على أن "فهم الجريمة يحتاج إلى مقاربة شاملة تتقاطع فيها التربية والقيم الدينية والبيئة الاجتماعية"، مؤكدة أن المعهد سيبقى مساحة لتعزيز الوعي وحماية الشباب في ظل التحديات الصعبة.
وقدّم الشيخ صفوان الشعار قراءة دينية للجريمة والأسباب التي تقود إليها، معتبراً أن "تحصين الشباب يبدأ بتعزيز منظومة القيم الدينية التي تردع السلوك الإجرامي قبل وقوعه". ثم تناول الخوري جوزيف العنداري مفهوم المحبة كقاعدة في التعامل بين البشر، بما في ذلك التعامل مع السجناء، داعياً إلى "أنسنة النظرة" تجاه من مرّوا بتجربة السجن.
من جهتها، قدّمت المحامية برناديت ديب نشاطاً تفاعلياً مع الطلاب ركّز على الوقاية من المخدرات والأساليب التي يستخدمها المروّجون لاستدراج الشباب، شارحةً طرق الحماية وقراءة المواقف المشبوهة والتصرف بوعي ومسؤولية.
كما تناول المحامي يوسف الدويهي البعد القانوني للجريمة، مستعرضاً الجرائم الأكثر انتشاراً وتأثيرها على الشباب، من الابتزاز الإلكتروني إلى قضايا المخدرات، وموضحاً آليات الملاحقة القانونية وطرق الحماية المتاحة أمام الطلاب.
وخلال اللقاء، قدّم السيد بدوي السبع مداخلة إنسانية عرض فيها تجربة شخصية تُظهر أثر الجريمة على الضحية وعائلتها، كما أدلى السيد وليد الحسن بشهادة حيّة شددت على أهمية الدعم والمرافقة خلال مواجهة هذه التجارب.
بالتوازي، استضاف مركز أبحاث معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية أعمال "منتدى الألكسو للفكر التربوي: هندسة البيئات التعليمية الجديدة بين البعد الإنساني والابتكار التكنولوجي"، الذي نظمته اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – ألكسو ومعهد العلوم الاجتماعية وكليتا التربية والإعلام في الجامعة اللبنانية.
عقد المنتدى في حضور ممثلة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم السيدة جليلة العبيدي، وبمشاركة 50 خبيرا ومتخصصا في حقول التربية والتعليم من
لبنان وعدد من
الدول العربية .
استهل رئيس مركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية الدكتور حسين أبو رضا كلمته الترحيبية بالتأكيد على "رسالة الجامعة اللبنانية التي تعتمد على نشر الثقافة والمعرفة والعلوم"، لافتا إلى "أن مركز الأبحاث في المعهد يعمل على تحقيق انفتاح أكاديمي وخبراتي هدفه خدمة السياسات الوطنية اللبنانية أولا والتواصل مع المجتمعات العربية ثانية".
من جهتها، عبّرت الأمينة العامة للجنة الوطنية لليونسكو السيدة أميرة الصلح عن سعادتها بالشراكة التي يحققها المنتدى، معتبرة "ان التحول الرقمي في المدارس والجامعات يظهر فرصا كبيرة لتحسين التعلم".
وأشارت الصلح إلى "أن التحديات تحتاج إلى تفكير مشترك وتعاون وتبادل للخبرات وصياغة أفكار تساعد على تطوير تعليم يضع المتعلم في قلب العملية ويستفيد من الذكاء الاصطناعي دون أن يفقد بعده الإنساني".
بعد ذلك، تحدث مدير إدارة التربية في "الألكسو" الدكتور رامي اسكندر، فشدد على "أهمية هذا اللقاء في الجامعة اللبنانية"، لافتا إلى "أن المنتدى يهدف إلى إثراء الفكر التربوي العربي الحديث وتبادل الخبرات والتجارب التربوية واكتشاف الاتجاهات التربوية المعاصرة في ضوء التطور التكنولوجي والتحوّل الرقمي".
وتوزعت أعمال المنتدى على ثلاث جلسات قدمها خبراء من لبنان ومصر وتونس والجزائر، وفق الآتي:
جلسة العمل الأولى:
- هندسة البيئات التعليمية في ظل التحول الرقمي: من المدرسة التقليدية إلى المدرسة الذكية - الدكتور جيلبير صوما/من كلّية التربية في الجامعة اللبنانية
- تعزيز الأبعاد الإنسانية في الفضاء التربوي الرقمي أمام تحديات الذكاء الاصطناعي - الدكتور بوزيد بومدين/من الجامعة الجزائرية
جلسة العمل الثانية
- الذكاء الاصطناعي شريكا: نحو تعليم متطوّر شخصي وإنساني - الدكتورة أمل نصر الدين/من جامعة عين شمس في مصر
- الإدماج الرقمي في التعليم الجامعي: نحو تجربة تعلم ذكية ودامجة - الدكتورة عزة تمسك الباهي/من معهد الدراسات
العليا التجارية في قرطاج - تونس
- الإدماج الرقمي في التعليم الجامعي: نحو تجربة تعلم ذكية ودامجة – الدكتور غسان مراد/من كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية
جلسة العمل الثالثة:
- نحو تربية دامجة ومستدامة – الدكتورة ليلى شمس الدين/من معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية. (الوكالة الوطنية للإعلام)