مع أسبوعين حافلين باللقاءات والاجتماعات المرتبطة بالجبهة
اللبنانية مع العدو، تتجه الأنظار إلى زيارة المبعوث الأميركي توم براك الى اسرائيل ، بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي لبيروت، إضافة إلى اجتماعات مُرتقبة في باريس بمشاركة أميركية وسعودية، وصولاً إلى اللقاء المُنتظر في نهاية الشهر الجاري بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو.
وتكتسب الاتصالات والتحركات المتصلة دلالات مفصلية جدية من شأنها أن ترسم خلاصات شبه حاسمة للسباق الحاد الجاري بين جهود ديبلوماسية بارزة تقودها خصوصاً فرنسا، وتواكبها مصر لمنع تصعيد إسرائيلي واسع في
لبنان ، واندفاع اسرائيل نحو مزيد من التهديدات بعملية واسعة بعد نهاية السنة الحالية.
وفي اطار الخطوات الميدانية المواكبة للجهود الديبلوماسية، وعشية اللقاء
الاميركي - السعودي – الفرنسي مع قائد الجيش في 17 و18 الجاري في باريس، للبحث في مؤتمر لدعم الجيش ومسار خطة حصر السلاح وتقدّمها، رافق قائد الجيش العماد رودولف هيكل وفد سفراء وملحقين عسكريين واجانب، لإطلاعهم على مسار تطبيق خطة حصر السلاح جنوب الليطاني.
واشارت المعلومات الى ان العرض الذي قدّمه الجيش اللبناني للسفراء، وبينهم السفيران الاميركي والسعودي، وملحق عسكري من السفارة الايرانية، شهد تركيزا ديبلوماسيا على تقييم المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح ، وآليات الانتقال إلى المرحلة الثانية، والعراقيل التي تواجه الجيش.
وخلال اللقاء، شدّد العماد هيكل على أهمية دعم الجيش، والتزام جميع الأطراف باتفاق وقف الأعمال العدائية، واحترام سيادة الأراضي اللبنانية.
وأكّد مرجع كبير "أنّه "خلافًا لكل هذا التصعيد، وللمناخ الحربي المصحوب بالتهويل والتخويف الذي تشارك في إشاعته، مع الأسف، أصوات لبنانية من ذات عائلة الجهات السياسية التي تضخّ سمومها في الخارج على الداخل، فلا أرى في الأفق أي احتمالات لتصعيد واسع أو لحرب كما يُروّج لها مَن يريدونها، وليس هناك ما يدعو إلى القلق لا خلال الفترة المتبقية من مهمة الجيش قبل آخر السنة، ولا بعدها".
وبحسب المعلومات من مصادر رسمية، فإنّه "بالتوازي مع حركة المشاورات الداخلية الجارية بكثافة ملحوظة حول كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة واستحقاقاتها السياسية والأمنية، وخصوصًا بين رئيسَي الجمهورية العماد
ميشال عون ، ورئيس المجلس النيابي
نبيه بري ، أكان بتواصلهما المباشر أو عبر موفدين، فإنّ فرصة جدّية متاحة أمام حركة الاتصالات في هذه الفترة، ولا سيّما مع الجهات الدولية الصديقة للبنان، خصوصًا مع رعاة لجنة "الميكانيزم"، وثمة تفهّم لموقف الدولة اللبنانية تجاه قيامها بها، إلى جانب المهمة الموكلة للجيش اللبناني، وتأكّد في الوقت عينه على تعزيز المناخات المعاكسة للتوتير والتصعيد، وإعطاء الأولوية لتجنّب أي احتكاكات أو مواجهات".
وتلفت المصادر إلى "تعويل جدّي على ما قد يؤسّس له الاجتماع الأمني المنتظر عقده الأسبوع الجاري في العاصمة الفرنسية، وكذلك على اجتماع لجنة "الميكانيزم" المقرّر هذا الأسبوع أيضًا، وخصوصًا أنّ الجانبَين الأميركي والفرنسي يتقاطعان في الموقف حول ضرورة انطلاق المسار
السياسي نحو محاولة بناء الأرضية الملائمة لبلوغ تفاهمات تضع الأزمة القائمة على السكة المعاكسة لاحتمالات التصعيد".