عُقد اجتماع موسّع لرؤساء البلديات الكاثوليك من مختلف المناطق
اللبنانية في
القصر البلدي في زحلة، بدعوة من النائب
جورج عقيص، وبحضور رئيس بلدية زحلة- معلقة المهندس سليم غزالة، خُصص لبحث إمكانية إنشاء تجمع لرؤساء البلديات الكاثوليك، يكون إطارًا تنسيقيًا إنمائيًا غير سياسي، يهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات ومقاربة التحديات المشتركة.
وشارك في الاجتماع رؤساء البلديات التالية، مع الإشارة إلى أن المزيد من البلديات سينضمون لاحقًا: سليم غزالة (زحلة)، غسان صليبا (قاع الريم)، غدي الشباب (مغدوشة)، محبوب عون (الفاكهة الجديدة)، كابي فرج (تربل)، ربيع سمعان (أبلح)، سليم
نصرالله (راس بعلبك)، داني جبور (عين الدلب)، بطرس صليبا (مجدليون)، جوزف دندن (الصالحية)، بشير مطر (القاع)، طوني ديب (حيتولي ووادي الليمون)، وميشال مطران (شتورة).
غزالة
افتُتح اللقاء بكلمة لرئيس بلدية زحلة المهندس سليم غزالة، الذي رحّب بالمشاركين في "زحلة عاصمة الكثلكة"، وأكبر مدينة
مسيحية ومدينة كاثوليكية كبرى في
الشرق الأوسط ، مؤكدًا أن "المدينة آمنت دائمًا بالحوار والوحدة والعمل المشترك".
وأشار غزالة إلى أن هذا اللقاء "يشكّل تذكيرًا بأن اختلاف المناطق وحجم البلديات لا يلغي وحدة الهوية والمسؤوليات المشتركة"، معتبرًا أن "البلديات الكاثوليكية تمثّل حضورًا تاريخيًا في
لبنان ، أسهم في الثقافة والتعليم والإدارة والعيش المشترك".
وقال إن "التحديات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية، إلى جانب الواقع الوطني غير المستقر، تفرض تنسيق الجهود، لأن العمل المشترك يرفع الصوت، ويوسّع الخبرة، ويُسرّع الحلول".
وعرض غزالة رؤية بلدية زحلة القائمة على إنشاء شبكة تعاون دائمة بين البلديات، تتشارك المعرفة وتدعم بعضها البعض، على أن يشكّل هذا الاجتماع نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من العمل البلدي المشترك.
عقيص
من جهته ، أكد النائب عقيص أن الهدف من هذا اللقاء "ليس سياسيًا بل إنمائيًا بحتًا"، موضحًا أنه لا يوجد اليوم أي إطار جامع يتحدث باسم الطائفة الكاثوليكية، وأن التجارب السابقة لم تكن فاعلة. وأشار إلى أنه "ناقش فكرة اللقاء مع المرجعيات الكنسية، ومن بينها غبطة البطريرك ومطران زحلة، بهدف خلق تجمّع أو إطار يُفيد المجتمع". وقال: "إن البلديات على تماس مباشر مع المواطنين وتعرف حاجاتهم الفعلية"، لافتًا إلى "أهمية تنظيم العلاقة مع الإدارات الرسمية والوزارات، ومعالجة قضايا مشتركة مثل بيع الأراضي، والبنى التحتية، والإنماء المحلي، إضافة إلى إنشاء شبكة لتبادل الخبرات والمعرفة". واعتبر أن "الاجتماع تمهيدي لبحث إمكانية إنشاء هذا التجمّع وآلية عمله".
وخلال
النقاش ، شدّد رؤساء البلديات المشاركون على "ضرورة تحديد الأولويات ووضع خارطة طريق واضحة"، مؤكدين أن "الهدف ليس الانغلاق أو الطائفية، بل التكامل والعمل ضمن إطار وطني جامع"، مع الإشارة إلى أن وضع الطائفة الكاثوليكية تاريخيًا كان أفضل سابقًا ويحتاج اليوم إلى إعادة تنظيم وتنسيق.
وفي هذا السياق، طُرحت خطة تعاون مبدئية تتضمن تعزيز التنسيق، تبادل الخبرات والنماذج الإدارية، توحيد المواقف عند الحاجة تجاه الوزارات والهيئات الرسمية، وإطلاق مشاريع مشتركة. كما جرى اقتراح إنشاء لجنة تنسيق وارتباط بين رؤساء البلديات، إضافة إلى عقد اجتماعات دورية بينهم.
واتفق المجتمعون على متابعة النقاش في اجتماعات لاحقة،
على أمل أن يشكّل هذا اللقاء خطوة أولى نحو إطار بلدي إنمائي منظّم يخدم البلدات والمجتمعات المحلية.