آخر الأخبار

ناصر الدين: نعمل على دمج الذكاء الإصطناعي في الاستراتيجية الأوسع للصحة الرقمية

شارك

نظم قسم التصوير الطبي في كلية الصحة العامة في جامعة الحكمة بالتعاون مع كل من نقابة تقنيي الأشعة في لبنان والجمعية الدولية لاختصاصيي الأشعة والتصوير الطبي الـ ISRRT والجمعية الفرنسية لتقنيي الأشعة AFPPE ، مؤتمراً علمياً تحت عنوان: "التصوير الطبي المستقبلي من الإبتكار إلى التدخل العلاجي- بيروت 2025 التصوير الطبي الذكي والحماية الإشعاعية من أجل عالم أكثر صحة"، بهدف تسليط الضوء على الإبتكارات في التصوير الطبي، وتطوير المهارات في مجالات الذكاء الإصطناعي وأجهزة الكشف الحديثة والمتقدمة، وتعزيز الحماية من الإشعاعات ووضمان سلامة المرضى والعاملين.

وافتتح وزير الصحة ركان ناصر الدين المؤتمر مشدداَ في كلمته على أهمية الأخير إذ كس قناعة عامة بأن مستقبل الرعاية الصحية سيُبنى من خلال الاستخدام الذكي للبيانات والأدوات الرقمية والتقنيات الحديثة. ولاحظ أن النظام الصحي في لبنان يحتاج إلى المضيّ قدمًا في تحقيق أمرين أساسيين: الإصلاح الرقمي من جهة، وإدخال الذكاء الإصطناعي في الأنظمة الصحية من جهة ثانية. وأكد أن وزارة الصحة العامة تتقدم في إرساء إصلاحات استراتيجية تتقدمها الرقمنة باعتبارها ركيزة استراتيجية أساسية لضمان الجودة والسلامة والعدالة في الوصول إلى الخدمات الصحية.

وتابع وزير الصحة العامة لافتًا إلى أن الوزارة إستثمرت بشكل كبير على مدى السنوات الماضية في بناء أسس منظومة صحية رقمية حديثة، مضيفا أننا نقوم حاليًا بتطوير المنصات الوطنية الخاصة بالترصّد والتسجيل وإعطاء التراخيص وإدارة سلاسل الإمداد. فنحن نتقدم بثبات نحو نظام صحي تتخذ فيه القرارات إستنادًا إلى بيانات حديثة وموثوقة. ومما لا شك فيه أن الذكاء الإصطناعي امتداد طبيعي لهذا التحوّل.

وتوقف الوزير الدكتور ناصر الدين أمام مشاركته في الوفد الرسمي الذي رافق رئيس الجمهورية في زيارته الرسمية لسلطنة عمان، مشيرًا إلى أنه زار مؤسسات صحية رسمية في السلطنة حيث لفته إنشاء مركز للإبتكار والتخطيط يستخدم معدّات متقدمة وذكية للكشف عن عدد من الأمراض ومن بينها سرطان الثدي.

وأكد أن لبنان أحرز خطوة لافتة في هذا السياق، مثل إعتماد برنامج السل الوطني على التشخيص المدعوم بالذكاء الإصطناعي لمرض السل، إذ يتيح النظام الموجود قراءة سريعة ودقيقة لصور الصدر الشعاعية. ورأى وزير الصحة العامة أن هذا النظام يشكل تقدمًا مهمًا في بلد يواجه التنقل والنزوح المستمرين مما يلقي أعباء كثيرة على القدرات المخبرية، وقد شكّل النظام المعتمد إنجازًا بضمانه الكشف المبكر والمباشرة السريعة بالعلاج وتاليًا تأمين حماية أفضل للمجتمع.

وقال الوزير ناصر الدين إننا نعمل كذلك على تطوير منظومات متقدمة لتنظيم قطاع الدواء من خلال استخدام الذكاء الإصطناعي وهي خطوة أساسية للحد من النقص المحتمل للدواء وتطوير خطط الحصول على الأدوية الأساسية والمنقذة للحياة. وأوضح أن العمل على أنظمة إستباقية سيؤدي إلى تحسين مستويات المخزون الدوائي والإنتقال من إدارة الأزمات إلى إدارة الأنظمة.

وتوقف وزير الصحة العامة عند الدور الذي سيلعبه الذكاء الإصطناعي في المستقبل في مجالات الحماية من الأشعة والتصوير الطبي للأورام والكشف المبكر للسرطان وغير ذلك من تحسين للكفاءة التشغيلية في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية. وأكد أن وزارة الصحة العامة تعمل على دمج الذكاء الإصطناعي في استراتيجيتها الأوسع للصحة الرقمية من خلال الأطر التنظيمية وبناء القدرات وتطوير البنى التحتية ومواءمة المعايير التي سيتم اعتمادها مع المعايير الدولية.

وقال: "إن رؤيتنا واضحة، وهي نظام صحي تتكامل فيه تقنيات التصوير والتشخيص والمنصات الرقمية والذكاء الإصطناعي بما يدعم الأطباء ويمكّن المرضى ويعزًز الصحة العامة".

ولفت الوزير ناصر الدين إلى أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب شراكة، تنعكس أهميتها في هذا اللقاء، لأن للجامعات والنقابات المهنية والشركاء الدوليين دورًا أساسيًا في تبني التقنيات الجديدة وبناء رأس المال البشري القادر على قيادة التحوّل والتطور المطلوب، والإسهام معًا في بناء منظومة تصوير رقمي ذكي تلبي حاجات لبنان.

وشدد وزير الصحة العامة على ضرورة أن يقترن الإبتكار بالحماية من الإشعاع. فمع تطور تقنيات التصوير يجب أن تتطور كذلك أطر ضمان الجودة والتدريب والحد من المخاطر. وختم لافتًا إلى أن لبنان استطاع بصموده أن يواجه تحديات غير مسبوقة، وهو الآن أمام فرصة ليست للتعافي فقط، بل للتقدم من خلال الصحة الرقمية والذكاء الإصطناعي اللذين يساعدان على بناء نظام صحي أكثر أمانًا وعدالة للأجيال القادمة . وهنأ جامعة الحكمة على اختيار هذا الموضوع المهم الذي يتماشى مع أجندة الإصلاح الصحي في لبنان.

لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا