بدا الرئيس جوزف عون حاسماً خلال اللقاء مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لجهة تأكيده رفض الاتهامات التي تزعم أن الجيش لم يقم بدوره كاملاً في جنوب الليطاني.
ونقل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن الرئيس عون أنه "لا يتخوف من وقوع حرب"، والبلاد الآن في زمن الدبلوماسية.
وأوضحت مصادر مطّلعة لـ"الأخبار" أن لودريان أعاد طرح الوساطة الفرنسية لترسيم الحدود بين
لبنان وسوريا، وهو الطرح الذي قدّمته المستشارة الفرنسية لشؤون شمالي أفريقيا والشرق الأوسط، آن كلير لوجاندر، خلال زيارتها لبيروت الشهر الماضي. كما تناول لودريان الوضع في الجنوب والمفاوضات بين لبنان وإسرائيل، ودور فرنسا في لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، مؤكّداً ضرورة أن يتوافق عمل الجيش مع المهمة الموكلة إليه لضمان استمرار الدعم الخارجي.
وكتبت" نداء الوطن": دخل لبنان الشهر الأخير من المهلة المتاحة لحصر السلاح غير الشرعي، التي التزم بها حتى نهاية العام الجاري. ورغم أن تعيين السفير سيمون كرم رئيسًا للوفد اللبناني إلى "الميكانيزم" ساهم موقتًا في تبريد مناخات الحرب، فإن هذه الخطوة التي نالت حظوة لدى المجتمع الدولي، وأصابت "
حزب الله " بـ "مغصٍ سياسي شديد" متعدد الأسباب، أبرزها موافقة "الأخ الأكبر" على اختيار كرم، ثم فرحة اللبنانيين بالذكرى الأولى لسقوط بشار الأسد، التي تبقى ناقصة، ما لم تترافق مع إجراءات فعلية لترسيخ السيادة على كامل الأراضي
اللبنانية .
هذا ما تؤكد عليه الوفود العربية والغربية المتقاطرة إلى
بيروت ، وآخرها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، محمّلًا في يده اليمنى دعمًا متجددًا، وفي اليسرى تحذيرات واضحة من خطر الانفجار.
في هذا السياق، علم أن زيارة لودريان تقدّم مشهدًا دبلوماسيًّا، يوحي بدخول باريس مرحلة أكثر انخراطًا في الملف اللبناني، في توقيت إقليمي حساس تتقاطع فيه التهديدات الأمنية مع الضغوط السياسية. وقال مصدر مطّلع، إن اللقاء بين لودريان ورئيس الجمهورية جوزاف عون، طغى عليه الطابع العسكري والتفاوضي. فقد استفسر الموفد الفرنسي بإسهاب عن عمل "الميكانيزم"، مشيدًا بانعقاد أولى جلساتها بعد تعيين الأعضاء السياسيين، واصفًا إياها بالخطوة الإيجابية التي قد تساهم في تجنيب لبنان ضربة عسكرية، شرط استكمال المسار وتحقيق نتائج ملموسة.
وأبدى الموفد الفرنسي اهتمامًا بإعادة تفعيل "مؤتمر دعم الجيش"، لافتًا إلى أهمية اللقاء المرتقب في 18 كانون الأول، والذي سيضم قائد الجيش العماد رودولف هيكل، الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس ومستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر والموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، حيث تراهن الإليزيه، على أن يشكّل هذا اللقاء منصة لتوحيد المقاربة الدولية حول المسارين السياسي والأمني، خصوصًا لجهة ضبط التوتر على الجبهة الجنوبية.
وكتبت" النهار": يتمحور تحرك لودريان على نقطة مركزية هي السعي إلى استبعاد تدهور عسكري واسع ينجم عن عملية إسرائيلية جديدة ضد "حزب الله " في لبنان، بما يوجب على لبنان مضاعفة الجهد لإنجاز خطة حصر السلاح وتوسيعها بسرعة نحو شمال الليطاني. كما أن لودريان يولي عبر مهمته موضوع دعم الجيش أولوية أساسية، وأفادت المعلومات أن لقاءً سيعقد في باريس في 18 الحالي ويجمع لودريان ومستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس والموفد السعودي يزيد بن فرحان وقائد الجيش اللبناني للتحضير لمؤتمر دعم الجيش المرتقب في مطلع السنة المقبلة.
وكتبت" اللواء": بدا أن انتظار الحركة الدبلوماسية على الرغم من تفريق السفير
الاميركي ميشال عيسى بين اجتماعات الميكانيزم والعمليات العسكرية الاسرائيلية، يتقدم على سواه، لا سيما في ضوء توجُّه الرئيس دونالد ترامب لهذه الوجهة، قبيل اللقاء الخامس مع رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو في واشنطن بحلول نهاية الشهر الجاري.
وقالت مصادر سياسية مطلعة ان تقدم الحديث عن التفاوض واللجوء الى خيار السلام ما يؤشر الى مرحلة جديدة عنوانها التهدئة مع
العلم ان لا شيء مؤكداً بسبب التهديدات
الإسرائيلية .
وقالت هذه المصادر ان موفد الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان استفسر من رئيس الجمهورية حول التعيين الأخير للسفير السابق سيمون كرم في لجنة الميكانيزم وما يمكن ان يؤول اليه، واكدت ان المسؤول الفرنسي أكد دعم فرنسا لجهود لبنان في المحافظة على الإستقرار.
وكان الموفد الفرنسي جان إيف لودريان استهل نشاطه في لبنان بعد وصوله عصر أمس من قصر بعبدا، حيث التقى، يرافقه السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، رئيس الجمهورية جوزف عون قبيل سفر عون ووفد وزاري مرافق اليوم إلى سلطنة عمان. وأفادت معلومات بعبدا الرسمية أن لودريان أثنى على خطوة رئيس الجمهورية بتعيين السفير سيمون كرم رئيساً للوفد المفاوض في لجنة الميكانيزم، وجرى خلال اللقاء البحث في التطورات الميدانية في الجنوب والمستجدات الداخلية إضافة إلى التحضيرات لإمكان انعقاد مؤتمر دعم الجيش اللبناني المفترض عقده بداية السنة المقبلة.
من جهته، أكد الرئيس عون الذي يتوجّه اليوم إلى سلطنة عُمان، التي تؤدي دور "الوسيط الهادئ" والمفاوض في النزاعات الإقليمية، أن "تحريك اجتماعات "الميكانيزم" يُجسّد إرادة لبنان باعتماد الحلول الدبلوماسية ورفضه المطلق للغة الحرب"، معتبرًا أن "المواقف المرحّبة من الدول الشقيقة والصديقة تؤكد صواب هذا الخيار، وتُسهم في خفض منسوب الضغط الناتج عن الاعتداءات المتكررة على لبنان".
وبحسب المصدر فإن زيارة لودريان حملت ما يكفي من المعطيات لتأكيد استمرار الحضور الفرنسي في صلب المساعي الدولية، وسط انتظار لما ستفرزه الاجتماعات المقبلة، وما إذا كانت ستنجح في نقل الأزمة من مربع إدارة الوقت إلى دائرة السعي الحقيقي لإنتاج حلول قابلة للتطبيق.