عقد العلّامة السيّد
علي فضل الله لقاءً حواريًا في
المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك بعنوان "مفهوم الأمانة في
الإسلام "، أشار فيه إلى أهمية الأمانة كفضيلة أساسية في حياة الإنسان والمجتمع، وارتباطها بالمسؤولية الفردية والجماعية.
وقال
فضل الله إن الأمانة تشمل كل المسؤوليات التي حملناها الله بها أو قبلناها إراديًا، من الدعوة إلى الله بالحكمة إلى حماية ممتلكات المجتمع وثرواته. واعتبر أن فقدان الأمانة يؤدي إلى الفوضى والفساد والاختراقات في المؤسسات، خاصة عند من يتصرفون بالمقدرات العامة وكأنها ملك شخصي، بعيدًا عن حسابات الدين والوطن والمجتمع.
وأكد أن الأمانة لها بُعد فردي وجماعي، فحفظ أسرار الناس والمجتمع واجب، ويجب أن يرتكز تقييم المسؤولين على الصدق والنزاهة والكفاءة، بعيدًا عن الولاءات الحزبية وتبادل الحصص، لأن الفساد والهدر وتعطّل الدولة نتيجة مباشرة لتجاوز هذه القيم.
وفي شأن التعيينات الحكومية، رأى فضل الله أن اختيار مدني للتفاوض جاء متسرعًا، داعيًا إلى عدم تقديم تنازلات مجانية للعدو، محذرًا من خطط لاستبدال قوات اليونيفيل بقوات أجنبية لإنشاء مناطق عازلة تخدم مصالح
الكيان الإسرائيلي .
وعن زيارة البابا، أعرب فضل الله عن تقديره للحدث و"
الإجماع الوطني " الذي رافقه، لكنه حذر من أن تأثير هذه الزيارة قد يختفي بعد انتهائها إذا عاد اللبنانيون إلى التمترس خلف طوائفهم ومواقعهم السياسية، لتتجدد الخطابات المتشنجة والمحرّضة.